"الإنقاذ" تواصل التطبيل لـ "مكرمة القائد" وتتهم المنظمات بالتخلي عن دعم التعليم
نشرت حكومة "الإنقاذ" التابعة لـ "هيئة تحرير الشام" تسجيلاً مصوراً عبر قناتها في يوتيوب تحت عنوان: "بعد تخلي بعض المنظمات عن دعم بعض المدارس، قيادة المنطقة تتدخل" حمل مغالطات كبيرة لا سيّما وأن من غير المنطقي اعتماد "حكومة" على منظمات محلية، علاوة على أن ترك المنظمات للدعم أحد أسبابه المباشرة في غالب الأحيان هو شروط وحصص "الإنقاذ" التي تفرضها على المنظمات عامة.
واستهل التقرير المصور الذي نشر يوم أمس الخميس 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، الحديث عن أهمية التعليم ثم ما لبث أن جعل ذلك مقدمة للتطبيل لما يطلق عليه إعلام الهيئة والإنقاذ "قيادة المحرر"، في إشارة إلى متزعم الهيئة "أبو محمد الجولاني"، وادّعى التقرير بأن حكومة الإنقاذ في دورتها الحالية مهتمة بقطاع التعليم بشكل خاص.
ويرّوج التقرير إلى استجابة "الجولاني"، إضافة لمجلس الشورى العام ورئاسة حكومة الإنقاذ ووزيري التربية والتعليم العالي، لحضور جلسة لمناقشة واقع التعليم ووضع الحلول المناسبة وذلك عقب شكاوى من تخلي بعض المنظمات عن الدعم، وعدم توفر كوادر تدريسية، حسب تقرير الحكومة.
واعتبرت "الإنقاذ"، أن أهم ما خرج به المجتمعون، قرار اعتماد كتلة مالية لدعم الكوادر التعليمية لغير المكفولين، و"اعطاء المعلم حقوقه ضمن الاستطاعة الحالية"، وشكر وتقدير المعلمين المتطوعين الذين استمروا في مدارسهم رغم غياب الدعم، بالإضافة لتقديم الشكر للمنظمات وتشجيعها لتقديم المزيد من الدعم، رغم مهاجمتها في بداية التقرير.
وفي ختام التقرير لم يغيب التطبيل للجولاني وحكومته باعتباره أعاد الثقة للأهالي بالثورة، مدعيا أن "قيادة المحرر" تضع ملف التعليم ضمن الأولويات، ويوم الأربعاء الماضي أعلنت "الإنقاذ"، توزيع "منح مالية" على المعلمين في ثانوية "المتنبي" و"الثورة" في محافظة إدلب، في إطار تلميع صورتها وترويج نفسها.
ورغم نشر إعلان توزيع الـ"منح مالية" عبر معرفات وكالة أنباء الشام التابعة للحكومة لم تفصح عن قيمة المنحة المقدمة للمعلمين، فيما يشير نشطاء إلى أن حكومة "الإنقاذ"، قدمت مبلغ لا يتجاوز 1,600 ليرة تركية لكل مدرس، فيما عملت على استثمار إغلاق المدارس التي أوقفت عملها بسبب فشلها.
وتشير التقديرات إلى وجود عشرات المدارس بدون دعم، فيما عمدت حكومة الإنقاذ أسلوب الترويج لتقديم الدعم واستغلت رمزية المدارس المعلن إيقافها بسبب فشل "الإنقاذ" لا سيّما مدرسة المتنبي التي تعد من أقدم المدارس الثانوية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
واستغلت "الإنقاذ" إعلان عدة مدارس إغلاق أبوابها في مدينة إدلب وذلك نتيجة توقف الدعم عنها أو عدم توفره بالأساس، وسط تجاهل الحكومة العاملة في المنطقة لمطالب وشكاوى المعلمين، حيث تتجه الحكومة إلى خصخصة التعليم ضمن خطة ممنهجة.
وأكد نشطاء في مدينة إدلب مؤخرا توقف مدارس "المتنبي - الثورة - حسام حجازي - العروبة - العز بن عبد السلام"، ويؤكد ناشطون بأن الإغلاق بسبب توقف رواتب المدرسين وعدم تخصيص موارد من قبل الإنقاذ مع نية الأخيرة تحويل تلك المدارس للقطاع الخاص، وفق متابعون للملف التعليمي.
وقبل أيام قليلة أطلقت جهات رسمية تابعة لـ "الإنقاذ"، هاشتاغ "قيادة المحرر تدعم التعليم"، حيث ظهر قائد الهيئة "أبو محمد الجولاني"، وسط الإعلان عن دعم قطاع التعليم بكفالة شهرية، مكررا مسرحية دعم مادة الخبز، حيث أكد ناشطون بأن الحكومة يقتصر على تصدير نفسها والترويج الإعلامي فحسب.
ووجدت الأبواق الإعلامية التابعة للهيئة أن الحدث "مبهر" وعمدت إلى تسويقه والترويج له، كما نظرت إليه على أنه عبارة عن "مكرمة"، ويأتي ذلك في إطار تلميع صورتها إلى جانب إظهار "أبو محمد الجولاني"، متزعم "هيئة تحرير الشام"، الذي حضر الاجتماع بمظهر المنقذ، في سياسة تتكرر عبر أدوات تحرير الشام.
وكانت ادعت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بأنّ حكومة "الإنقاذ" العاملة في محافظة إدلب، قررت تبني نحو 130 مدرسة ثانوية في المحافظة، الأمر الذي نفته مصادر محلية واعتبرت أن الترويج لهذا القرار الوهمي يأتي بهدف لتخفيف الاحتقان الشعبي بعد إغلاق مدارس ثانوية بإدلب.
ويأتي ذلك وسط تحجيم دور التعليم حيث بات هدف مديرية التعليم البحث عن أي مكان للدورات أو التعليم المجاني وإغلاقه بحجة عدم وجود ترخيص والإبقاء على المرخصين من تلك المعاهد رغم غلاء أقساطها على الطلاب، وتجاهل الواقع المعيشي للمعلمين وعدم الاكتراث بوضعهم المتدني قرارات غير صائبة بما يخص قبول الطلاب في الصف الأول وذلك برفض الطلاب من ميلاد الشهر الأول للسنة المحددة.