"الإنقاذ" تفتح تحقيقاً .. تطورات بقضية تكريم ابنة عميد كلية بجامعة إدلب ووالدها يستقيل ويُعلق
أصدرت "حكومة الإنقاذ السورية"، في إدلب قراراً يقضي بتأكيد مقترح إنهاء تكليف الدكتور "عبد الرزاق الحسين"، من عمادة كلية الهندسة المعمارية في جامعة إدلب، وفتح تحقيق حول تكريم ابنته "مها الحسين"، بعد تخرجها من جامعات النظام مؤخراً، فيما علق العميد المقال ورئيس جامعة إدلب على الحادثة التي تحولت إلى رأي عام شمال غربي سوريا.
وطلبت الحكومة في بيان لها حمل توقيع رئيسها المهندس "علي كده"، من "رئيس المجلس التأديبي"، التحقيق في الملابسات المتعلقة بتكريم المهندسة "مها عبد الرزاق الحسين" من قبل رئاسة جامعة إدلب، ورفع نتيجة التحقيق إلى رئاسة مجلس الوزراء لاتخاذ الإجراءات المناسبة أصولاً، وفق نص البيان.
وتوقع متابعون أن تصل هذه الإجراءات المقرر اتخاذها إلى عدة خطوات منها إقالة رئيس جامعة إدلب الدكتور "أحمد أبو حجز"، وسط الحديث عن استغلال خلافات بينه وبين شخصيات مقربة من "تحرير الشام"، فيما نشر "أبو حجر"، توضيحاً حول تكريم ابنة الدكتور "عبد الرزاق الحسين".
وقال "أبو حجر"، إن "تشكيل الفريق المنظم والمشرف على المعرض هو من صلب عمل عمادة الكلية، ولم تعرض الأسماء على رئاسة الجامعة"، وأضاف، "ليس لي علم بأن هناك أشخاص من خارج طلاب ومدرسي جامعة إدلب أو المشاركين في المؤتمر سيتم تكريمهم في ذلك المؤتمر".
وأرجع تعيين "الحسين"، عميد لكلية الهندسة المعمارية، فهو الوحيد في تخصصه وموجود في المحرر منذ بداية الثورة وتقلد مناصب عدة في جامعات المحرر وهو مستشار لمعبر باب الهوى، بالإضافة إلى ذلك يتم إجراء دراسة اجتماعية من قبل الجهات المختصة كما أن قرار التعيين يؤشر من الرقابة والتفتيش فكل له عمل مناط به.
من جانبه نشر عميد الكلية المقال، موجه إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ورئاسة جامعة إدلب، وأعضاء الهيئة التعليمية والإدارية في جامعة إدلب، مشيرا إلى أنه موجود في المناطق المحررة منذ عام 2011، ولم يكن يتخيل أن تشن حملة ممنهجة ضده بهذا الشكل ما دفعه إلى إصدار "بيان توضيح".
وقال إن ابنته تابعت دراستها في الفرع المؤقت لجامعة إيبلا الخاصة بحلب بعد إغلاق المقر الرئيسي بسراقب في 2018 "ولم يكن وجود لأي كلية عمارة في المناطق المحررة"، واعتبر أن الإسراع في إعادتها إلى المناطق المحررة هو تصحيح، في حين وضع استقالته أمام التعليم العالي ورئاسة الجامعة.
ونفى توظيف ابنته كونه مخالفة للقوانين النافذة في المحرر، وذكر أن أثناء تنظيم المعرض السنوي لكلية الهندسة المعمارية تم تشكيل فريق تطوعي لتنظيم المعرض، وبعد انتهاء المعرض تم تكريم هذا الفريق لما قام به من جهود في تنظيم وإنجاح المعرض، ومع ذلك لم يكن يتصور حجم الاستغلال من قبل البعض لاستهداف الجامعة ومكان الاستضافة، وفق تعبيره.
واعتبر ناشطون بأن إنهاء تكليف "عبد الرزاق الحسين"، لا يحل المشكلة، وسط الإشارة إلى وجود ثغرات في القرار منها الإبقاء على حقه في العمل في الجامعة بصفة دكتور محاضر، علاوة على أنه لا يزال يشغل منصب رئيس لجنة اعتماد الجامعات الخاصة في وزارة التعليم العالي، ويعمل في معبر باب الهوى.
وطالب الناشطون باتخاذ قرارات بحق بقية المسؤولين في السلك التعليمي لطالما هناك قانون ناظم لعمل الجامعات وفيه لائحة تنفيذية ولجان متابعة وحصل هذا الخرق، وهو ليس الوحيد، وأضافوا: "ما هي وظيفة جميع الشخصيات والكيانات التعليمية وما هي مهام لجان المتابعة".
يُضاف إلى ذلك المطالبة بكف يد العاملين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتشكيل لجنة هدفها التحقيق في القرارات الصادرة، والتحقيق في القرارات الصادرة عن الوزارة والتي يتم من خلالها قبول خريجي جامعات النظام ورفض خريجي جامعات الشمال السوري.
ويوم أمس السبت أصدرت رئاسة جامعة إدلب شمال غربي سوريا، قراراً إدارياً يقضي بمقترح موجه إلى وزارة التعليم العالي في حكومة الإنقاذ السورية، يقضي بإنهاء تكليف عميد كلية في الجامعة على خلفية تحول قضية وصول ابنته خريجة جامعات النظام إلى الشمال السوري.
وحسب بيان رسمي حمل توقيع رئيس جامعة إدلب الدكتور "أحمد أبو حجز"، فإنه تم إنهاء تكليف الدكتور "عبد الرزاق الحسين"، من عمادة كلية الهندسة المدنية والمعمارية والمعهد التقاني الهندسي، وتكليف الدكتور "محمد وائل الخالد"، بدلاً عنه.
وإلى جانب مقترح إنهاء تكليف العميد، اقترح مجلس رئاسة الجامعة ينص على "فصل كل مدرس في جامعة إدلب "ساعات، عقد، تعيين"، في حال إثبات أن لديه ابن أو ابنة يدرس في جامعات النظام المجرم"، ومن المنتظر موافقة وزارة التعليم العالي على المقترحات المعلنة.
وحسب رئاسة الجامعة فإنها عقدت جلسة استثنائية أمس السبت، لمناقشة وضع المدرس في جامعة إدلب ولديه ابن أو ابنة يدرسون في جامعات النظام المجرم، ولفتت إلى أن المقترح تم بعد مداولات والاطلاع على قانون تنظيم الجامعات.
وكانت كشفت مصادر عن وصول ابنة "الحسين"، إلى الشمال السوري، بعد تخرجها من جامعة إيبلا الخاصة في مناطق سيطرة نظام الأسد، الأمر الذي تكرر رغم مزاعم وجود قرارات رسمية تحد من هذه الحالات التي تحولت إلى ما يشبه ظاهرة وسط تسهيلات سلطات الأمر الواقع.
وتداول ناشطون مشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد تخرج الطالبة "مها الحسين"، من كلية الهندسة المعمارية في جامعة إيبلا التابعة لنظام الأسد مؤخرا، قبل وصولها إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا، لتحظى بمكانة جديدة ضمن الدوائر التعليمية الخاضع لحكومة الإنقاذ و"هيئة تحرير الشام".
ومما أثار الجدل حول هذه الحالة أن ابنة العميد كانت تدرس في جامعات النظام، لكن المفارقة بأنها تدرس اختصاص العمارة الذي والدها عميد الكلية فيه، وسبق أن ظهر والدها إلى جانب متزعم "تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، كما تحدث مطولا عن كلية الهندسة المعمارية في إدلب التي لم يدّرس ابنته فيها.
وتشير معلومات ومقاطع مصورة إلى تعيين وتكريم "مها الحسين" ضمن اللجنة المنظمة للمؤتمر الهندسي الأول الذي أقامته جامعة إدلب مؤخراً، حيث قام الدكتور الحسين بتكريم ابنته ومنحها درعاً باسم جامعة إدلب علماً أنها كانت قد وصلت إلى المحرر قبل أسبوع فقط من انعقاد المؤتمر.
هذا ويعتبر ذلك اختراقا كبيرا لجامعة إدلب التي تقبل استكمال دراسة الخريجين الجدد من جامعات النظام للحصول على شهادات عليا، علاوة على أن قبول الشهادات الصادرة حديثا عن نظام الأسد في وظائف حكومية تابعة للإنقاذ يعد انتهاك صارخ وتجاوزات طالما أثارت الجدل كونها تأتي على حساب أبناء الثورة في الشمال السوري.