
الائتلاف يؤكد دعمه للاحتجاجات الشعبية ضد ميليشيات النظام في السويداء
أبدى الائتلاف الوطني السوري، دعمه للاحتجاجات الشعبية المتواصلة في السويداء ضد ميليشيا تابعة للأجهزة الأمنية لنظام الأسد، داعياً وسائل الإعلام المحلية والعالمية لرصد الانتفاضة ومتابعتها، والتي تعكس الرغبة الشعبية بالحرية والخلاص من هذا النظام المجرم ونظامه.
ولفت إلى أن نظام الأسد سخر المجرمين والقتلة لقيادة ميليشيات إرهابية تضيق على المدنيين وتحاربهم قتلاً واعتقالاً، وهذا ما لم يقبل به شعبنا السوري في السويداء الأبية، فانتفض على المجرم المدعو "راجي فلحوط" وعصابته المرتبطة بنظام الأسد.
وذكر أن الصور التي توضح وجود آلات لصناعة المخدرات في مقر المجرم فلحوط تزيد من الدلائل الواضحة والكثيرة على أن هذا النظام هو الراعي والمسؤول عن تحويل مناطق سيطرته إلى بؤرة مخدرات، تصنع وتوزع لدول الجوار والمنطقة، لتمويل ميليشياته وحربه ضد الشعب السوري.
وأكد أن الشعب السوري سيبقى عصياً على هذا النظام مهما قتل وهجّر واعتقل، وما يحدث في درعا والسويداء وإدلب وشمال حلب يدل بوضوح على إصرار الشعب السوري على الاستمرار في ثورته حتى تحقيق أهدافها، وينفي مزاعم النظام وحلفائه في تحقيق أي نصر مزعوم وهمي، ويؤكد على أن الشعب السوري سيبقى صامداً مناضلاً حتى ينتزع حريته وكرامته بإسقاط هذا النظام المجرم.
وكانت شهدت محافظة السويداء، انتفاضة شعبية، في الأيام الماضية انطلقت من مدينة شهبا، التي رفض أهلها التوجه إلى مقر عصابة راجي فلحوط، وإعلان الخضوع له، فذهبوا اليه، حاملين أرواحهم على أكفهم، وفق ماقالت شبكة "السويداء 24" في تقرير لها.
واندلعت اشتباكات مسلحة، في بلدتي سليم وعتيل، خلال اليومين الماضيين، أسفرت بحسب مديرية الصحة، عن 17 قتيلاً، و35 جريحاً، غالبيتهم إصاباتهم خفيفة. وأحصت السويداء 24، ارتقاء 5 شهداء، سقطوا بنيران عصابة راجي فلحوط، مقابل 12 قتيلاً، من عصابة فلحوط، قُتلوا خلال الاشتباكات، يومي الثلاثاء والأربعاء.
ووفق الشبكة، بدأ التوتر منذ يوم السبت الماضي، عندما خطفت عصابة فلحوط، الشاب جاد الطويل من أهالي شهبا، مما أثار غضباً شعبياً في المدينة. العشرات من أهالي شهبا، أغلقوا طريق دمشق السويداء، واحتجزوا 4 ضباط من أجهزة المخابرات، ليرد فلحوط بخطف المدنيين من أهالي شهبا عشوائياً، عبر حواجز كانت تفرضها عصابته، في بلدتي عتيل وسليم.
ورغم التوصل لاتفاق، في يوم الأحد، بإطلاق سراح المخطوفين من الجانبين، وفتح الطرقات، إلّا أن عصابة فلحوط، عادت للتمادي يوم الاثنين، وخطفت 4 مدنيين من أهالي شهبا، بينهم طلاب جامعات. وفرضت عصابة فلحوط، حواجزاً جديدة، في محيط بلدة عتيل، عبر العصابات المتحالفة معها، واعتدى أفرادها على مدنيين من المارة.
ونتيجة تمادي العصابات المسلحة، التابعة لشعبة المخابرات العسكرية، اشتعل الغضب في مدينة شهبا والقرى التابعة لها، وبدأ العشرات من شباب قرى حزم، والجنينة، وعراجي، ومجادل، وأم الزيتون، بالتوافد إلى شهبا، والتحضير للهجوم على مقر فلحوط، في بلدة سليم. كما طرد مقاتلون محليون من بلدة عريقة، عصابة تابعة لفلحوط، عن حاجز لها غربي السويداء، اعتدى على أهالي البلدة.
ودخلت "حركة رجال الكرامة"، أكبر الفصائل العسكرية في السويداء، على خط المواجهة، ودفعت بتعزيزات كبيرة، لمؤازرة أهالي شهبا. بحدود الساعة الرابعة بعد ظهر الثلاثاء، بدأت الفصائل المحلية، والمجموعات المتنفضة، هجوماً بمختلف أنواع الأسلحة، على مقر فلحوط، في بلدة سليم، واندلعت اشتباكات عنيفة جداً، استمرت حوالي ساعتين.
انتهت اشتباكات سليم، بسقوط المقر، لتسفر عن مقتل 6 مسلحين، من عناصر العصابة، ووقوع 6 أخرين منهم بقبضة الفصائل. في حين استشهد 4 مقاتلين من أهالي مدينة شهبا المتتفضين، وأصيب حوالي 20 شخص، بين مقاتلين ومدنيين.
وأدى الهجوم الحاسم للمجموعات المنتفضة، وسقوط أول مقرات فلحوط، لتقهقر العصابات المتحالفة معه، وفرار العديد من أفرادها إلى قريتي المزرعة، والدور. توجهت بعدها الفصائل المحلية، إلى بلدة عتيل، معقل فلحوط، لتحاصر منزله الذي يتخذ منه مقراً عسكرياً، وبجانه مبنيان مرتفعان، تمترس فيهما حوالي 20 مسلحاً من العصابة.
وفي مساء الثلاثاء، انتشرت المجموعات المنتفضة، داخل بلدة عتيل، وفرضت حصاراً على منزل فلحوط، لتبدأ مناوشات، واستهداف متبادل بالقذائف الصاروخية. الفصائل المحلية، اتفقت على تنفيذ الهجوم، الساعة السادسة صباح الأربعاء. وبالفعل بدأ الهجوم من 4 محاور على منزل فلحوط، واندلعت اشتباكات استخدمت فيها الفصائل رشاشات متوسطة وقذائف صاروخية.
استمرت الاشتباكات حتى الساعة الواحدة ظهر الأربعاء، وأدت لمقتل 5 مسلحين، من عصابة راجي، واستشهاد مقاتل واحد من الفصائل المحلية. وعندما بدأ عناصر فلحوط بالاستسلام، وتسليم أنفسهم، كان مقاتلو الفصائل يظنون أن راجي فلحوط، يقاوم مع أفراد عصابته، وبدأت تنتشر الأنباء والشائعات على القاء القبض عليه.
مصادر مختلفة، من آل الطويل، ورجال الكرامة، ومجموعات السويداء، أكدوا للسويداء 24، أن فلحوط لم يكن بين الأسرى، الذين بلغ عددهم 9 مسلحين. ويبدو أن ما يشاع عن اخفاء فلحوط، هو محاولة لإثارة الإنقسام بين الجماعات المنتفضة. وحصلت السويداء 24، على مشاهد مصورة، لتسليم الأسرى أنفسهم، ولم يظهر بينهم فلحوط.
ويبدو أن الجهات المشغلة لعصابة الإرهابي راجي فلحوط، تعمدت نشر كم هائل من الشائعات، إضافة إلى أن الأخطاء التي وقعت فيها وسائل الأعلام المحلية، في تبني الأخبار عن مصادر غير موثوقة، أدى لخلق حالة من البلبلة في أوساط المجتمع، وانتشار عشرات الأخبار عن راجي فلحوط ومصيره.
ولم تعلن الصفحة الرسمية لرجال الكرامة، على الإطلاق، نبأ القبض فلحوط، وعادت ونشرت بياناً، مساء الأربعاء، بعد انتشار كم هائل من الشائعات، أكدت فيه الحركة أن فلحوط لم يكن داخل المقرات التي تم اقتحامها. ولم تكن الحركة وحيدة في المعركة، فهناك عشرات الفصائل والجموعات الأهلية المشاركة، لك تؤكد اعتقال فلحوط، وهناك مخطوفين تم تحريرهم من مقرات العصابة، ونفوا مشاهدة فلحوط أسيراً، وغيرها من المعطيات التي تنسف الشائعات الهادفة إلى وقف الانتفاضة.
وختمت الشبكة تقريرها بالقول: "بطبيعة الحال، ليس من الصعب على رجل العصابات الأخطر في السويداء أن يهرب، وأينما كان فلحوط، فقد سقطت جميع مقراته، وقُتل وأسر غالبية عناصره، كما تم الاستيلاء على آلياته، لتصبح عصابته التي عاثت فساداً وإرهاباً طيلة السنوات الماضية، خارج المعادلة، وتبقى الساعات والأيام القادمة، كفيلة بتوضيح مصيره".