على أنقاض حمص .. النظام يصور مسلسل "درامي" وسط انتشار كثيف للمظاهر المسلحة
قالت مصادر إعلامية محلية إن نظام الأسد شرع في تصوير مشاهد من مسلسل ضمن أحياء مدمرة في محافظة حمص وسط سوريا، وذلك في ظل انتشار مكثف لأرتال عسكرية وحواجز ترفع رايات سوداء، وتتضمن أشخاص ملثمين يحملون أسلحة متنوعة.
وتركز تصوير المشاهد في حي الخالدية المدمر في حمص، وقرب العيادات الشاملة والمشفى الوطني في حي جورة الشياح، وسط معلومات حول وقوف شركة إنتاج إيرانية خلف العمل الدرامي المزمع، ليضاف إلى سلسلة أعمال هدفها الترويج للنظام وقلب الحقائق والتلاعب بحقيقة الأحداث التي عاشتها عدة مناطق.
ودون إعلان رسمي، نوهت صفحات إخبارية مقربة من ميليشيات النظام إلى أن "إحدى القنوات السورية تقوم بتصوير مسلسل عن الأحداث التي جرت بحمص في حي الخالدية لذلك لا داعي للقلق من المشاهد المسلّحة والرايات السوداء الموجودة في المكان"، حسب وصفها.
وتظهر مشاهد من كواليس المسلسل المشار إليه، عدد من الأشخاص مدججين بالأسلحة من بينها الرشاشات الثقيلة، ويرتدون زي يشير إلى تنظيم داعش، وسط انتقادات كبيرة حيث اعتبرت مصادر إعلامية موالية بأنه من المفروض على شركة الإنتاج والقائمين على هذا العمل وضع لافتة أو إعلان يشير إلى وجود عمل على التمثيل وتحديد موقع التصوير مع حالة الخوف والهلع التي أصابت السكان.
وقدم نظام الأسد تسهيلات وخدمات جليلة لشركة إنتاج سينمائية وجدت ضالتها لمواقع تصوير تجسد الدمار والركام في حي الحجر الأسود الذي دمره نظام الأسد وهجر سكانه، حيث جرى خلال العام الماضي 2021 تصوير مشاهد من لفيلم صيني، بعد سنوات من تدمر الحي وتهجير السكان ومنع الأهالي من العودة.
وجاء الفيلم السينمائي الصيني الإماراتي، بعد سلسلة أفلام مماثلة من إنتاج نظام الأسد، وروسيا، وإيران، حيث تعمد هذه الأطراف إلى ترويج روايتها وتلميع صورتها، فيما حولت حرب النظام المناطق السورية إلى مسرحا دراميا، ويعرف أن الشركات العالمية تلجأ آلاف الدولارات من أجل صناعة ديكور دمار أو تمثيل مشهد حربي، فيما أصبح ذلك يقدم بأقل التكاليف برعاية نظام الأسد.
وكان أصدر المجلس الثوري لعشيرة الشعيطات بيان استنكار لما ورد من أكاذيب صدرها النظام السوري عبر مسلسل "أنها بلادي"، الذي صوره على أنقاض المنازل، كما وجهت العشيرة وجهت إنذاراً لـ"نجدة إسماعيل أنزور" بوصفه مخرج المسلسل الذي يعرف عنه التشبيح المطلق للنظام ودعم روايته والبروباغاندا الدعائية، وإلى فريق العمل لوقف بث المسلسل.
ويعرف عن "أنزور" موالاته ومواقفه التشبيحية للنظام وكرس أعماله في إخراج مسلسلات وأفلام تتماشى مع مزاعم نظامه الذي أيد إجرامه بكل ظهور له وهو من أشد المؤيدين لقصف الشعب السوري بالبراميل بزعمه أنهم "حاضنة للإرهاب".
وتتطابق رواية المسلسل من حيث الأحداث مع عدة أفلام سابقة أبرزها للمخرج الموالي للنظام "نجدت أنزور"، ومنها أفلام "رد القضاء"، ودم النخيل وغيرها، يضاف إلى ذلك فيلم "مطر حمص"، الذي ينافي الوقائق في سياق محاولات ترويج رواية النظام عبر تلك الأعمال.
وسبق أن نفذت قوات الأسد مناورات عسكرية لعدة أيام بالذخيرة الحية وبمشاركة الطيران الحربي، وذلك في المناطق المحتلة من مناطق حلب وإدلب وحماة فيما تحدثت مصادر حينها بأنّ تلك المناورات لتصوير يحاكي العمليات العسكرية التي شنها نظام الأسد للسيطرة على المناطق عقب تدميرها وتهجير سكانها.
وفي وقت سابق أنتجت "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون"، التابعة للنظام فيلم وثائقي بعنوان "لآخر العمر"، ليكشف عبر التصريحات والإعلان عنه وبثه لاحقاً بأنه يندرج ضمن سياسة تضليل الوقائع وتزييف الحقائق من خلال الترويج لرواية النظام خلال سنوات الثورة السورية.
هذا ويثير إعداد النظام لهذه المسلسلات التلفزيونية والأفلام جدلاً واسعاً حيث تتطابق مع رواية النظام للحرب على الشعب السوري، يضاف إلى ذلك المتاجرة بمآسي السوريين وجراحهم مع تصوير تلك المشاهد في المدن والبلدات المدمرة، وسبق أن استغل النظام هذه المشاهد في تصوير أعمال مماثلة يصفها بأنها فنية، وفي حقيقتها ترويج معلن للنظام المجرم.