أبرز خصوم النظام.. اغتيال "خلدون الزعبي" وأخرون بمدينة درعا
اغتالت قوات الأسد القيادي السابق في صفوف الجيش الحر "خلدون بديوي الزعبي" وأصيب معه القيادي "محمد جاد الله الزعبي، وذلك جراء إستهداف سياراتهم بقذيفة "أر بي جي" والرشاشات الثقيلة، بمحيط مدينة درعا.
وقال نشطاء لشبكة شام أن الزعبي كان في اجتماع مع لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري بمدينة درعا، ومعه أخرون من وجهاء وقيادات سابقين في الجيش الحر من ابناء ريف درعا الغربي، وذلك للتفاوض على الأمور المتعلقة الأخرى.
وذكر نشطاء لشبكة شام أن الإجتماع كان حادا جدا، وهدد العلي الجميع بإجتياح مدينة طفس والقرى الرافضة لتسليم السلاح ونصب حواجز فيها وتهجير المطلوبين، إلا أنه جابه رفضا قاطعا من الحاضرين من بينهم خلدون الزعبي وغيرهم.
وأشار نشطاء أن حاجز السكة القريب من حي الضاحية في درعا التابع لقوات الأسد أطلق قذيفة "أر بي جي" على سيارة خلدون الزعبي وأطلقوا النار من الرشاشات الثقيلة عليها، ومن ثم أطلقوا النار على سيارتين كان يقود احدها محمد جاد الله الزعبي، والذي أصيب إصابة بالغة تم نقله على إثرها إلى المشفى لتلقي العلاج.
وقتل في عملية الاغتيال أيضا، كل من يزن الرشدان، ومحمود الرمضان، ومحمد الصلخدي، وخليف الحموي (ضابط منشق من ريف حماة)، وهؤلاء جميعهم يعملون ضمن مجموعة خلدون المقاتلة والتي دافعت عن مدينة طفس مؤخرا وصدت هجمات النظام..
وأشار تجمع أحرار حوران أن لؤي العلي كان قد دعى الزعبي ووجهاء المنطقة الغربية للإجتماع معه في مدينة درعا، للتحقق من إستكمال تنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين، والتي أنهت التصعيد العسكري في مدينة طفس قبل أيام.
وذكر التجمع أن الزعبي كان ما يزال رافضًا الانضمام لقوات الأسد، وسعى للوصول إلى اتفاق من دون تسليم السلاح والخروج من المنطقة، وهو ما يرفضه النظام بشكل كامل، وحسب مصادر شبكة شام أن الإجتماع كان حادا مع تهديدات العلي لجميع الحاضرين، ويبدو أن قرار اغتيال الزعبي جاء فورا خروجهم.
من هو خلدون الزعبي
وينحدر خلدون الزعبي "ابو عزام" من مدينة طفس، وكان قائد "لواء فجر الإسلام" قبل سقوط محافظة درعا 2018، ويعتبر فصيله أحد أبرز الفصائل في ذلك الوقت والتي كانت تتخذ من مدينة طفس مقرا لها.
سبب الزعبي صداعا لقوات الأسد على مدى سنوات الثورة وبعد سقوط درعا، إذ كان رافضا بشكل قاطع دخول قوات الأسد مدينة طفس، ورفض كذلك تهجيره ومن معه إلى الشمال السوري، ورفض أيضا الإنضمام لقوات الأسد على الرغم من الإغراءات الكبيرة التي قدمت له في سبيل ذلك.
قاتل الزعبي ومن معه مؤخرا ضد قوات الأسد ، و صدوا هجمات النظام السوري على مدينة طفس، وكبدوا القوات المهاجمة خسائر في الأرواح والعتاد، الأمر الذي أجبر قوات الأسد للتفاوض معه ومع وجهاء المدينة والمنطقة الغربية من المحافظة.
اتفاق طفس
وفي ال13 من الشهر الجاري، توصلت لجنة التفاوض عن مدينة طفس بريف درعا والنظام السوري لإتفاق مبدئي لوقف التصعيد والعمليات العسكرية في المنطقة، بعد اجتماع بين مسؤولي الأمن العسكري وقيادات سابقين في فصائل المعارضة ووجهاء من أبناء المدينة.
وأفادت المعلومات حينها أن اجتماعاً عقد في مدينة درعا بين "لؤي العلي" رئيس فرع الأمن العسكري التابع للنظام، وقيادات من فصائل المعارضة سابقاً هم "خلدون الزعبي، والعقيد أبو منذر الدهني، ومحمد جاد الله الزعبي"، أفضى للتوصل لاتفاق ينهي التصعيد الجاري في طفس.
وتضمن الاتفاق - وفق المصادر - دخول قوات النظام إلى المدينة، لإجراء عمليات تفتيش محدودة لعدد من المنازل للتأكد من عدم وجود أشخاص من خارج المدينة، كما يتضمن دخول قوات النظام إلى بناء مؤسسة الإسمنت القريب من مشفى طفس وإقامة نقطة عسكرية مؤقتة فيها.
وبعد تنفيذ هذه البنود، انسحبت قوات الأسد من محيط مدينة طفس وأنهت حصارها المفروض على المدينة، ما سمح للمزارعين بالتوجه لحقولهم ومزارعهم التي تضررت بشكل كبير جراء منعهم من سقاية وحصاد الثمار والخضار.
تصعيد مستمر واغتيالات متواصلة
وفي سياق متصل، اقتحمت يوم أمس دورية أمنية تابعة لقوات الأسد مدينة نوى شمال غرب درعا، وداهمت منزل العقيد المنشق "فواز الطياسنة" بحثا عن ابنه لاعتقاله، لتدور اشتباكات مع "الطياسنة" وعدد من أبناء المدينة، سقط جراءها عدد من عناصر الأسد بين قتيل وجريح، بينما أصيب "الطياسنة إصابة بليغة، كما قتل "يوسف الزعبي" أمين الفرقة الحزبية في بلدة المسيفرة، بعد أطلاق النار المباشر عليه من قبل مجهولين حيث أسفر عن إصابة شخص أخر.
وتعيش محافظة درعا منذ اتفاق التسوية 2018 حالة من الفلتان الأمني، بحيث لا يمر يوم بدون أن يكون هناك عمليات قتل واغتيال وتفجيرات تستهدف عناصر وعملاء تابعين للأسد، وأيضا قيادات وعناصر سابقين في صفوف الجيش الحر.
ويتهم نشطاء ميليشيات ايران وحزب الله بالوقوف وراء غالبية هذه التفجيرات والاغتيالات، والتي تستهدف ثوار سابقين ونشطاء في الثورة السورية، كما أن عمليات اغتيال تطال أشخاص انضموا لاحقا لصفوف قوات الأسد وتم اغتيالهم من قبل عملاء ايران.
كما أشار مراقبون لشبكة شام، عن وجود صراع بين ميليشيات ايران أنفسهم وبين روسيا وذلك حتى تسيطر الاولى على مناطق معينة خاصة تلك الواقعة بالقرب من الحدود مع اسرائيل والاردن، لتهريب المخدرات والسلاح إلى الأردن، والضغط على إسرائيل للحصول على تنازلات في ملفات دولية وإقليمية مثل الاتفاق النووي.