اعتقالات مستمرة تلاحق كوادر "حـ ـزب التحـ ـرير" وسط احتجاجات تندد بممارسات الهيئة
يواصل "جهاز الأمن العام" التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، ملاحقة أنصار وكوادر "حزب التحرير" في ريفي إدلب وحلب، مسجلاً اعتقال العشرات منهم، في ظل حراك احتجاجي يومي لمناصري الحزب ضد إجراءات الهيئة، وتندد بحملات الاعتقال التعسفية.
وقالت مصادر لشبكة "شام"، إن العديد من مناصري الحزب وكوادره، تم اعتقالهم خلال الأسابيع الماضية، ولاتزال حملات الملاحقة والاعتقال مستمرة، طالت مهندسين وأساتذة من كوادر الحزب، إضافة لاعتقال مناصريه وكل من يؤيده أو ينتقد الحملة الأمنية ضد الحزب.
وفي المقابل، تشهد المناطق التي تتمتع بثقل شعبي للحزب من مناصريه، لاسيما عوائل المعتقلين لدى الهيئة، احتجاجات شبه يومية ليلاً في عدة مناطق منها "الأتارب - دير حسان - كللي - بابكة - عرب سعيد - السحارة ..."، إضافة لبيانات مناصرة من مناطق أخرى في الشمال السوري المحرر.
ويرى نشطاء، أن تصرفات الهيئة سواء كانت عسكرية أو إدارية مدنية أو أمنية، باتت موضع سخط كبير في أوساط الفعاليات الأهلية والشعبية، بعد سيطرتها على كل مقدرات المنطقة، وتحكمها بها، والقبضة الإدارية التي فرضتها على عمل المنظمات والنشطاء، وكذلك عمليات الاعتقال التعسفية المستمرة حتى لمن ينتقد تلك الأوضاع على مواقع التواصل.
وكان استنكر عشرات النشطاء، ودارت سجالات عديدة على كروبات الأخبار، حول التصرفات المسيئة من قبل عناصر الهيئة لعائلات كوادر "حزب التحرير"، وعبر العشرات من النشطاء - رغم عدم تأييدهم للحزب - عن استغرابهم من طريقة الاعتقالات التعسفية والتعاطي مع العائلات المدنية بهذا الشكل.
وكانت شنت قوى أمنية تابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، فجر اليوم الأحد 7 أيار، حملة اعتقالات ومداهمات لملاحقة المنتسبين لـ "حزب التحرير" في ريفي إدلب وحلب، طالت هذه المرة قيادات بارزة في الحزب منهم "أحمد عبد الوهاب"، رئيس المكتب الإعلامي لـ "حزب التحرير - ولاية سوريا".
وتعود للواجهة بين الحين والآخر، التظاهرات الاحتجاجية التي يقودها أعضاء "حزب التحرير" في مناطق تواجدهم شمال غرب سوريا، غالباً ما تكون موجهة ضد "هيئة تحرير الشام"، تطالب بوقف الاعتقالات بحق كوادرها والإفراج عن المنتمين للحزب في سجونها، كان آخر تلك الاحتجاجات في الأتارب غربي حلب، على خلفية اعتقال أحد كوادر الحزب البارزين في الأول من شهر أيلول 2022.
وعلّق "جهاز الأمن العام"، الذراع الأمني لـ "هيئة تحرير الشام"، على الحملة الأمنية التي نفذها في مناطق بريف إدلب الشمالي وريف حلب الغربي، ضد كوادر ومنتسبي "حزب التحرير"، وذلك عبر بيان رسمي اتهم خلاله الحزب بالعبث بأمن المناطق المحررة والتحريض ضد المؤسسات.
وذكر المتحدث الرسمي باسم جهاز الأمن العام "ضياء العمر"، أن "الحملة الأمنية ضد شرذمة من المرجفين والمخذلين والعابثين بأمن المناطق المحررة، والمحرضين ضد رموز الثورة السورية ومؤسساتها المدنية والعسكرية بناءً على أمر قضائي صادر عن النيابة الأمنية العامة".
واتهمت "تحرير الشام"، حزب التحرير بارتكاب أفعال وممارسات معادية أبرزها، "تخوين مكونات الثورة السورية ومؤسساتها دون أدنى درجات المصداقية والمسؤولية بمنهجية يسعون من خلالها إلى شيطنة المناطق المحررة وتشويه صورتها وبث الفوضى وزعزعة الثقة بين مكوناتها المجتمعية".