كشف عضو المكتب التنفيذي في محافظة درعا، المكلّف بقطاع النقل والطرق، "معين زيدية"، أن البنك الدولي قدّم منحة مالية قدرها 476 مليون دولار لصيانة وترميم أوتوستراد دمشق–درعا الدولي الذي يعد شرياناً حيوياً يربط سوريا بالأردن ودول الخليج العربي.

وأوضح أن الطريق يعاني منذ استعادة السيطرة عليه من تدهور كبير نتيجة كثافة الحركة وغياب الصيانة، الأمر الذي فاقم من الحوادث المرورية اليومية وتسبب بخسائر بشرية جسيمة وأكد أن المنحة ستعجّل ببدء أعمال الترميم والتوسعة، مشيراً إلى أن الدراسات الفنية الخاصة بالمشروع أنجزت، وأن التنفيذ سينطلق قريباً.

ولفت إلى أن الخطة الموضوعة تشمل توسعة الطريق بإضافة حارة مرورية جديدة من كل جهة، وإلغاء المنصف الأوسط ليُستثمر كمسار إضافي، بحيث يصبح الأوتوستراد بثلاث حارات لكل اتجاه مع تخصيص مسار للتوقف الاضطراري كما ستتم إقامة حاجز بيتوني فاصل في منتصف الطريق للحد من حوادث الاصطدام المباشر وتقليل أثر الأضواء المعاكسة ليلاً.

من جهتهم، أبدى العديد من السائقين شكاوى متكررة من واقع الطريق، حيث ظهرت فيه تشققات وتدرجات في المسارات، مع غياب التخطيط الواضح والعلامات المرورية، ما جعل المركبات تسلكه بشكل عشوائي وفق سلامة عجلاتها أكثر من الالتزام بالأنظمة المرورية، وهو ما أدى إلى تسجيل عشرات الحوادث المميتة في الفترة الماضية.

ويُنظر إلى المشروع بوصفه خطوة بالغة الأهمية لإعادة الاعتبار لهذا الممر الدولي الحيوي الذي لا يقتصر أثره على محافظة درعا فحسب، بل يشكل منفذاً رئيساً لحركة التجارة والنقل بين سوريا والأردن ودول الخليج، بما يساهم في تنشيط التبادل التجاري وتحسين السلامة المرورية وتعزيز موقع سوريا كحلقة وصل إقليمية.

وتشهد عدة محافظات سورية انطلاق مشاريع واسعة لإعادة تأهيل وصيانة الطرقات الرئيسية والفرعية، ضمن خطة وطنية تنفذها وزارة الإدارة المحلية والبيئة بالتعاون مع المنظمات الدولية والجهات الخدمية، بهدف تحسين البنية التحتية وتعزيز الحركة المرورية بما ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين اليومية.

في مدينة حلب، أُطلق مشروع ضخم لتأهيل وصيانة عدد من الطرق الرئيسية بكلفة تقديرية بلغت 10 ملايين دولار، بالتعاون مع المنظمة الدولية لحقوق الإنسان.

ويتضمن المشروع تأهيل طرق حلب – الأتارب، وحلب – دارة عزة، وحلب – إعزاز، إضافة إلى طريق المطار حتى محطة بغداد، فضلاً عن تحسين المداخل الرئيسية للمدينة بدءاً من خان العسل وصولاً إلى دوار الليرمون.

وأكد القائمون أن المشروع سيشكل نقلة نوعية في مجال الخدمات، بما يدعم خطط التنمية العمرانية والاقتصادية في المحافظة.

وتواصل مديرية الإدارة المحلية والبيئة في إدلب أعمال قشط الطرقات تمهيداً للتزفيت وتركيب الرديف، في إطار خطة شاملة تهدف إلى تحسين جودة البنية التحتية وتسهيل انسيابية الحركة داخل المدينة.

وفي ريف حمص الشمالي، تتابع مديرية الخدمات الفنية مشروع تأهيل طريق تلبيسة – المكرمية، حيث تم فرش الطبقة الحصوية الأساسية تمهيداً للبدء بأعمال التزفيت، بما يسهم في تحسين الربط بين بلدات المنطقة.

وضمن حملة "في خدمتكم" التي أطلقتها محافظة ريف دمشق، أنجز مجلس مدينة داريا تعبيد الطريق الواصل بين شارع الثورة وساحة الحرية (شريدي) أمام جامع العباس وشملت الأعمال رصف الطبقة الإسفلتية ومعالجة الحفر، ما انعكس مباشرة على تحسين انسيابية المرور وتسهيل تنقل الأهالي.

وفي مدينة بانياس بمحافظة طرطوس، نفذت مديرية الإدارة المحلية أعمال صيانة متكاملة للطرق باستخدام آليات حديثة وورش فنية متخصصة، بهدف تحسين شبكة الطرق وتسهيل التنقل بين مناطق المدينة.

هذا وتؤكد وزارة الإدارة المحلية والبيئة أن هذه المشاريع تأتي ضمن خطة وطنية مستمرة لتأهيل الطرقات في مختلف المحافظات، بما يعزز التنمية المحلية المستدامة ويواكب احتياجات المواطنين اليومية.