"هآرتس": الممر الإنساني.. شرط إسرائيلي يهدد وحدة سوريا
 "هآرتس": الممر الإنساني.. شرط إسرائيلي يهدد وحدة سوريا
● أخبار سورية ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥

 "هآرتس": الممر الإنساني.. شرط إسرائيلي يهدد وحدة سوريا

سلطت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في مقال للمحلل الإسرائيلي تسفي بارئيل، الضوء على مطلب إسرائيل بفتح "ممر إنساني" يربط الجولان المحتل بالسويداء، مؤكداً أنه العقبة الأخيرة أمام التوصل إلى اتفاق أمني مع دمشق، وبين أن هذا الممر ليس مجرد وسيلة لإيصال المساعدات، بل مشروع سياسي يهدد السيادة السورية ويفتح الباب لتقسيم البلاد.

أبعاد سياسية لا إنسانية
يرى بارئيل أن الممر سيمر عبر درعا، ما يستلزم نشر قوات إسرائيلية أو دولية لحمايته، وهو ما تعتبره دمشق مساساً بسيادتها ومحاولة لفصل السويداء عن الدولة وربطها بنفوذ خارجي، واعتبر أن الخطر الحقيقي يكمن في تحويل هذه الخطوة إلى سابقة قد تشجع الأكراد شمالاً على المطالبة بامتيازات أوسع وصولاً إلى الحكم الذاتي أو الانفصال.

موقف دمشق والبدائل المطروحة
وكانت رفضت الحكومة السورية الفكرة، وقدمت بديلاً عبر "خريطة طريق" اعتمدت منتصف أيلول/سبتمبر بالتنسيق مع الأردن والولايات المتحدة لتأمين الطرق الرئيسية بين السويداء ودمشق. الاتفاقية البديلة تضمنت ضمانات مثل تشكيل قوة مشتركة من مقاتلي الدروز والحكومة، إلى جانب لجنة تحقيق دولية وتعويض المتضررين وضمان حقوق الطائفة الدرزية.

دور الزعامات الدرزية
يشير التحليل إلى أن الشيخ حكمت الهجري يقود معارضة للحكومة، عبر منع قوافل المساعدات الرسمية من دخول السويداء، وهو ما يمنحه دوراً مركزياً في التواصل مع إسرائيل بالتنسيق مع شيخ الدروز فيها موفق طريف. ويكشف ذلك أن قضية "الممر الإنساني" ليست مطلباً إنسانياً بقدر ما هي ورقة سياسية تُستخدم لترسيخ نفوذ خارجي.

انعكاسات على الملف الكردي
الأزمة في الجنوب تتقاطع مع الملف الكردي شمالاً، حيث علّق القادة الأكراد مفاوضاتهم مع دمشق بعد أحداث السويداء، في إشارة إلى أن أي تنازل حكومي أمام إسرائيل قد ينعكس على مطالبهم بمزيد من الاستقلالية. ويؤكد بارئيل أن الأكراد، بما يملكونه من قوة عسكرية وميزانيات مستقلة، قد يدفعهم ذلك للتشدد في مواقفهم.

دعم إقليمي للشرع
يحاول الرئيس أحمد الشرع - وفق التحليل -  إقناع واشنطن بأن الممر يقوض الاتفاق الأمني، مع التذكير بأنه سبق أن وافق على تعديلات في اتفاقية فض الاشتباك عام 1974. وبيّن التحليل أن الشرع يستند في موقفه إلى دعم سياسي من السعودية وتركيا وقطر والإمارات، لكن إسرائيل تتمسك بمطلبها وتعتبره رمزاً لالتزامها التاريخي تجاه الدروز.

خلص بارئيل إلى أن "الممر الإنساني" قد يشكّل حدوداً جديدة مصطنعة تؤدي إلى تقسيم سوريا إلى كيانات طائفية، وأن قرار الشرع في هذه المرحلة سيكون حاسماً في تحديد ما إذا كانت سوريا ستبقى موحدة تحت سلطة مركزية أم تتجه نحو التفكك إلى مناطق نفوذ متجاورة.

وكانت كشفت وكالة «رويترز» نقلاً عن أربعة مصادر مطلعة أنّ جهود التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل تعثرت في اللحظات الأخيرة، بعد أن أعادت تل أبيب طرح مطلبها بفتح ما سمّته «ممرًا إنسانيًا» إلى محافظة السويداء جنوب سوريا، وهو ما اعتبرته دمشق خرقًا للسيادة الوطنية.

وبحسب الوكالة، اقترب الطرفان خلال الأسابيع الماضية من التوافق على الخطوط العريضة للاتفاق بعد مفاوضات دامت شهورًا في باكو وباريس ولندن بوساطة أميركية، وتسارعت وتيرتها قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع. وكان الاتفاق يستهدف إنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوبي سوريا تشمل السويداء ذات الغالبية الدرزية.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ