صورة
صورة
● أخبار سورية ١ فبراير ٢٠٢٥

توجه "أوجلان" لحل "حزب العمال الكردستاني" يُعقد موقف "قسد" في سوريا

كشفت صحيفة "حرييت" التركية، عن نية زعيم حزب "العمال" الكردستاني، عبد الله أوجلان، المعتقل في تركيا، إعلان حل الحزب ودعوة مسلحيه إلى إلقاء السلاح في 15 شباط/فبراير الجاري، بالتزامن مع الذكرى الـ26 لاعتقاله، الحزب الذي يدعم "قوات سوريا الديمقراطية" في سوريا، وله أذرع عسكرية يدعمها ضمن المكون الذي بات مصيره في موقع معقد في حال تم تطبيق دعوة "أوجلان".

تفاصيل الدعوة والتسجيل المصور
بحسب المصادر، يرغب أوجلان أن يكون تاريخ إصدار الدعوة متزامنًا مع ذكرى اعتقاله ونقله إلى تركيا في عام 1999، ولفتت إلى أن وفد حزب "ديم" الكردي، الذي زار أوجلان في سجنه بتركيا نقل نتائج الزيارة إلى كافة المؤسسات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني. 


ومن المتوقع أن يتم إصدار الدعوة عبر تسجيل مصور بالصوت والصورة بناءً على طلب أوجلان، في خطوة تعزز من قوة الرسالة، رغم تفضيل الحكومة التركية أن تكون الدعوة نصًا مكتوبًا.

التركيز على حل التنظيمات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني
تتضمن الدعوة حل جميع التنظيمات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، سواء في تركيا أو خارجها، بما في ذلك في قنديل وسوريا وأوروبا، وتُشير التقارير إلى أن هناك تركيزًا خاصًا على الوضع في سوريا، حيث تنشط وحدات الحماية الكردية. كما سيتم تضمين هذه المجموعات في الدعوة للحل.

تأثير الدعوة على شرق سوريا
تتوقع الصحيفة أن يكون لقرار أوجلان تأثير كبير على الوضع في شرق سوريا، الذي توليه قيادة حزب العمال الكردستاني أهمية خاصة، ووفقًا للمصادر، فإن هذه الدعوة ستكون لها تداعيات مهمة على المنطقة، التي تشهد صراعًا مستمرًا بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفصائل أخرى.

إعادة تفعيل ملف حزب العمال الكردستاني
عاد ملف حزب العمال الكردستاني إلى الواجهة بعد المبادرة التي قام بها زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث قام بمصافحة نواب حزب "ديم"، مما فتح الأبواب أمام تطبيع العلاقات بينهما. وفي وقت لاحق، وجّه باهتشلي دعوة إلى أوجلان لإعلان حل الحزب وترك سلاحه مقابل الاستفادة من العفو.

لقاءات مع أوجلان ومسؤولين تركيين
وكان التقى وفد من حزب "ديم" مع أوجلان في سجنه في 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي و22 كانون الثاني/يناير الماضي، حيث تم بحث عدد من القضايا السياسية مع أحزاب وشخصيات تركية، بما في ذلك رئيس البرلمان التركي نعمان قورطولموش، وحزب الحركة القومية بقيادة باهتشلي.


تواصل المفاوضات مع قسد والأطراف الدولية
تستمر المفاوضات بين "قسد" والإدارة السورية الجديدة بدعم من أطراف دولية، حيث يُتوقع أن تكون هناك نتائج ملموسة في المستقبل القريب بشأن توحيد الموقف الكردي. وبينما تسعى "قسد" لتحقيق مصالح الأكراد السياسية، تبقى النقاط الخلافية حول الصلاحيات والحدود أحد العوائق الرئيسية في المفاوضات، لكن التطورات تشير إلى أن الحوار مستمر بشكل بناء بين الجانبين.

وكانت صدمت أطماع "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذي يعتبر الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، والذي تبنى تطلعات المكون الكردي في الحرية كباقي مكونات الشعب السوري، لتحقيق مشروعه الانفصالي عن الوطن الأم سوريا وبناء كيان انفصالي باسم " الأكراد"، من خلال استغلال الحراك الثوري والسيطرة مناطق واسعة من التراب السوري، بدعم من التحالف الدولي وباسم محاربة الإرهاب.


حزب العمال الكردستاني (PKK) 

هو منظمة كردية مسلحة تأسست في تركيا في السبعينيات، وتهدف إلى تحقيق حقوق الأكراد في تركيا وتأسيس دولة كردية مستقلة، منذ تأسيسه، خاض الحزب صراعًا طويلًا مع الحكومة التركية، وقد صنفته تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية. بينما، يختلف الوضع في سوريا، حيث لعب حزب العمال الكردستاني دورًا مهمًا في الحرب في سوريا منذ عام 2011.


دور حزب العمال الكردستاني في سوريا:
شكل حزب العمال الكردستاني مجموعة مسلحة تابعة له تُسمى "وحدات حماية الشعب" (YPG)، وهي القوة العسكرية الرئيسية التي تمثل "قوات سوريا الديمقراطية" في شمال شرقي سوريا، رغم أن YPG ترفض رسمياً التبعية لحزب العمال الكردستاني، إلا أن هناك روابط قوية بينهما، حيث تعتبر قوات YPG جزءًا من حركة التحرر الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني. وقد قامت وحدات YPG بتمويل عملياتها وتجهيزاتها العسكرية من خلال التعاون مع حزب العمال.

الإدارة الذاتية
تم تأسيس مشروع "الإدارة الذاتية" الذي يهدف إلى إدارة المناطق الكردية بشكل مستقل في المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب (YPG) في شمال سوريا، تعتبرها تركيا تهديدًا لأمنها، وتتهم الحزب وYPG بالسعي إلى تأسيس "دولة كردية" في شمال سوريا.

العلاقات مع القوى الكبرى
على الرغم من أن حزب العمال الكردستاني يعتبر منظمة إرهابية في تركيا والعديد من الدول الغربية، إلا أن وحدات حماية الشعب (YPG) قد حصلت على دعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حربها ضد داعش. لكن الدعم الأمريكي يثير توترات كبيرة مع تركيا، حيث ترى الأخيرة أن هذا الدعم يعزز نفوذ حزب العمال الكردستاني في المنطقة ويشكل تهديدًا لها.

التوترات مع تركيا
يُعتبر وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا تهديدًا مباشرًا لتركيا، التي تخشى من أن السيطرة الكردية في شمال سوريا قد تكون بداية لتأسيس كيان كردي مستقل يتقاطع مع مصالح تركيا الداخلية في مناطقها الجنوبية الشرقية التي تشهد صراعًا طويلًا مع الأكراد.

"قسد" تحيي ذكرى اعتقال أوجلان

ولطالما أجبرت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، الموظفين في الجهات التابعة للإدارة الذاتية في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، بالخروج بمسيرات إجبارية للمشاركة في الذكرى السنوية لاعتقال "عبد الله أوجلان"، في 15 شباط عام 1999.

وتقوم "قسد" بإجبار أصحاب المحلات التجارية بإغلاق محلاتهم للمشاركة في ذكرى ما يسمى "اليوم الأسود"، و "بالمؤامرة الدولية"، وينشر إعلام "قسد" عدة فعاليات ومظاهرات واعتصامات وخطابات تتضمن تقديس "أوجلان"، زعيم حزب PKK المصنف على لوائح الإرهاب.

ويقضي أوجلان حاليا، حكمًا بالحبس مدى الحياة، في سجنه بجزيرة إمرالي، في بحر مرمرة، بعد مثوله أمام القضاء والحكم عليه بالإعدام بتهمة "الخيانة العظمى"، ثم خُفف الحكم إلى السجن "مدى الحياة"، بعد إلغاء عقوبة الإعدام بموجب قوانين التوأمة مع الاتحاد الأوروبي.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ