
من المدرسة إلى البيت: تأثير الدروس الخصوصية على الطلاب والآباء
مع انطلاق العام الدراسي في سوريا، يبدأ الطلاب فصلاً جديداً في مشوارهم التعليمي، حيث يتلقون الدروس ويواصلون تعليمهم. وبين هؤلاء الطلاب، هناك من انقطع عن الدراسة لسنوات، وهناك آخرون يعانون من ضعف في بعض المواد مثل الرياضيات، اللغة الإنجليزية، وغيرها.
الحاجة للدروس الخصوصية
هؤلاء التلاميذ بالذات يحتاجون إلى دعم وتقوية في هذه المواد لتعزيز مستواهم الدراسي. وفي هذه الحالة، يضطر الطالب إلى الالتحاق بدروس خصوصية، حيث تُشرح له الفقرات التي لم يتمكن من فهمها خلال الدروس العادية، خاصة تلك المبنية على معلومات سابقة لم تتح له الفرصة الكافية لتعلمها، أو التي تُعد نقاط ضعف أساسية بالنسبة له.
يقول محمد، طالب في الصف السابع من ريف إدلب: "أعاني من ضعف في اللغة الإنجليزية، بالكاد أعرف القراءة والكتابة، ولدي صعوبة في حفظ المفردات وفهم القواعد. لذلك طلبت من أهلي أن يتواصلوا مع مدرس يقدم لي دروساً خصوصية في مادة اللغة الإنجليزية".
الصعوبات المادية تشكل عائقاً
إلا أن حاجة الطلاب إلى تلك الدروس تنعكس بشكل مباشر على الأهالي، الذين يتحملون تكاليفها، مما يحملهم أعباءً إضافية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها آلاف الأسر في البلاد.
وبحسب حديثنا مع عدد من العائلات، يضطر الأهالي خاصة من يواجهون أوضاع معيشية قاسية، إلى استدانة المال من الآخرين، بهدف تغطية تكاليف الدروس الخصوصية لكي يتمكن أبناؤهم من التعلم، في المقابل هناك آخرون يعجزون عن تلبية هذا الاحتياج بسبب الفقر.
شعور الطلاب غير الحاصلين على الدروس الخصوصية بالنقص
ومن خلال شهادات جمعناها مع بعض الطلاب الذين عاشوا هذه التجربة، أكدوا أنهم كانوا يشعرون بالضعف عندما يحتاجون إلى دروس خصوصية ولا تستطيع عائلاتهم توفيرها بسبب الظروف المادية، وأشاروا إلى أنهم كانوا يشعرون بالنقص عند رؤية زملائهم يتلقونها دون أي عائق.
وفي المقابل، يؤكد بعض المعلمون أن الدروس الخصوصية قد تُعلم الطالب نوعاً من الاتكالية، حيث يجعله ذلك يرفض التركيز والانتباه في الدروس المدرسية، ويتباهى أمام أصدقائه بما يتلقاه في الدروس الخصوصية.
كما قد يرفض الاعتماد على نفسه في البحث عن الإجابات سواء مع زملائه أو مع معلميه، معتمداً بالكامل على ما يتلقاه في المنزل، وهو ما قد يقلل الفائدة المرجوة، إذ أن التعلم يحتاج إلى جهد وممارسة من الطالب نفسه.
حلول لمساعدة الطالب
ويقترح تربويون حلولاً لمواجهة مشكلة الاعتماد على الدروس الخصوصية وتخفيف العبء على الأهالي، من خلال تشجيع الطلاب على التعلم الذاتي من خلال المراجعة المنزلية المنظمة، استخدام الكتب والمراجع المدرسية بشكل أفضل، ومشاركة الطلاب فيما بينهم لتبادل المعلومات في فهم الدروس.
يلجأ بعض الطلاب للدروس الخصوصية عندما يواجهون صعوبات في الدراسة، وهذا يضيف عبئاً على الأهالي. لذلك، من المهم أن يحاول التلميذ الاعتماد على أنفسه بمراجعة الدروس، ليتمكن من تحسين مستواه الدراسي بدون تكاليف مالية.