"ماهر شرف الدين" يعود بسقطات جديدة.. رفض للعلم السوري وإشادة بالاحتلال الإسرائيلي
"ماهر شرف الدين" يعود بسقطات جديدة.. رفض للعلم السوري وإشادة بالاحتلال الإسرائيلي
● أخبار سورية ١٧ أغسطس ٢٠٢٥

"ماهر شرف الدين" يعود بسقطات جديدة.. رفض للعلم السوري وإشادة بالاحتلال الإسرائيلي

أثار الكاتب الدرزي "ماهر شرف الدين" المساند لميليشيات الهجري في السويداء، جدلاً واسعاً بعد سلسلة منشورات جديدة مثيرة للجدل تناول فيها أوضاع السويداء، حيث أظهر انزياحاً واضحاً نحو الخطاب الانفصالي، بل وصل به الأمر إلى تبرير رفع أعلام الاحتلال الإسرائيلي في بعض التظاهرات الأخيرة بالمحافظة.

وعبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي التي حولها إلى منطلق للفتنة وترويج خطاب الكراهية قال إن رفض السوريين لعلم الدولة السورية جاء بسبب القتل تحت ظله، مضيفاً أن "أهل السويداء قتلوا تحت العلم الجديد"، في إشارة إلى علم الثورة السورية الذي قال إنه بات مرفوض رفعه في السويداء.

في منشور آخر، وجّه حديثه إلى الدروز قائلاً: "معقول تطالبوا بالاستقلال وكل اللي عملناه معكم –خلال شهر– آلاف القتلى والجرحى وحرق أكثر من 10 آلاف بيت وتهجير عشرات الآلاف؟"، في خطاب بدا وكأنه يبرر الانفصال بوصفه نتيجة "منطقية" للانتهاكات، متجاهلاً أن الحل الوطني الجامع لا يكون بالانقسام بل بالمحاسبة والعدالة.

وفي تبرير جديد للنزعة الانفصالية، كتب شرف الدين أن "السويداء لم تكن تطالب سوى بلامركزية إدارية، لكن بعد جرائم الإبادة صار مطلبها الانفصال"، ملقياً المسؤولية على الظروف والجرائم، ومتجاهلاً أن هذا الطرح يصب في خدمة أجندات إسرائيلية معلنة تسعى لتفكيك سوريا.

من بين أكثر النقاط خطورة في منشوراته، دفاعه غير المباشر عن صور ومقاطع فيديو أظهرت أشخاصاً يشكرون إسرائيل ويدعونها لاحتلال الجنوب السوري، حيث ردّ على منتقدي تلك المشاهد بالقول: "عندما تنشر صوراً لمن شكروا الإسرائيلي… يقولون لك هؤلاء لا يمثلون طائفتنا!"، وهو ما اعتُبر محاولة لتطبيع التعامل مع الاحتلال وتصويره كخيار واقعي.

في حين ذهب شرف الدين أبعد من ذلك حين دعا إلى لجنة دولية لإجراء استفتاء على "حق تقرير المصير في السويداء"، موازياً بين ما يجري في الجنوب السوري وبين مناطق النزاع الدولية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تمثل تبنياً واضحاً لخطاب التقسيم.

وكذلك نشر صوراً لعمليات سرقة وتعفيش في السويداء منسوبة لعناصر الجيش السوري، قبل أن يلمح إلى أنه قد يُضطر في مرحلة لاحقة إلى "الاعتذار من جيش الأسد"، في تناقض صارخ يكشف حجم التخبط في خطابه.

ويرى ناشطون أن منشورات "شرف الدين"، الأخيرة لا تعكس فقط مواقف شخصية، بل تكشف عن دور متنامٍ في الترويج لمشروع سياسي يهدف إلى عزل السويداء عن الدولة السورية، مع إعطاء غطاء فكري وإعلامي لمحاولات اختراق إسرائيلية.

وبحسب متابعين، فإن خطابه الأخير يُعد حلقة جديدة في سلسلة التناقضات التي انتقل فيها من مؤيد للثورة إلى مهاجم لها، وصولاً إلى الاصطفاف مع أجندات خارجية.

وتصدّر الكاتب واجهة التحريض، من خلال نشر معلومات مضللة تتعلق بالمساعدات الإنسانية، متهماً الحكومة السورية بمنع دخول قافلة إغاثية قادمة من مناطق الإدارة الذاتية إلى السويداء لكن تحققاً موسعاً أجرته منصات مستقلة، من بينها "تأكد"، فضح زيف هذه الرواية وكشف حجم التضليل المتعمّد الذي اتبعه شرف الدين، في محاولة واضحة لتأجيج المشاعر وإثارة القطيعة مع الدولة.

وزعم "شرف الدين "، في منشور عبر صفحته على "فيسبوك" أن السلطات السورية منعت قافلة شاحنات محملة بالمواد الغذائية من الدخول إلى السويداء، رغم أنها مرسلة من شرق الفرات بإشراف مباشر من جمعية "ميزوبوتاميا" غير أن الجمعية نفسها سارعت إلى إصدار بيان رسمي نفت فيه هذا الادعاء.

وأوضحت أن سبب عودة القافلة إلى الحسكة لا علاقة له بأي منع رسمي، بل جاء بعد خلاف تنظيمي مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، التي اشترطت تسلُّم الشحنة بالكامل وتوزيعها دون مشاركة متطوعي الجمعية، وهو ما رفضته "ميزوبوتاميا" حفاظًا على مبدأ الشفافية أمام المتبرعين.

بدوره نشر الهلال الأحمر نشر توضيحاً أكد فيه أن الجمعية طلبت إضافة شاحنتين إلى قافلته الإنسانية، لكنها رفضت الالتزام بالإجراءات المتبعة والتي تنص على ضرورة تفريغ الشحنات في مستودعات المنظمة، ثم إعادة تحميلها ضمن قوافلها مع الإبقاء على هوية الجهة المانحة.

ما دفع الجمعية إلى سحب الشاحنات من تلقاء نفسها دون أن تُمنع من الدخول، ودون أن يصدر عن أي جهة حكومية ما يفيد بذلك. بيانات الطرفين – الجمعية والمنظمة – لم تتضمّن أي إشارة إلى وجود قرار رسمي بمنع القافلة، ما يؤكد أن رواية شرف الدين لا تستند إلى أي مصدر موثوق، وتشكل محاولة مقصودة لبث البلبلة.

وليس هذا الادعاء الوحيد الذي يضع شرف الدين في موضع المساءلة الأخلاقية والمهنية، إذ سبق له أن نشر صورة ادّعى أنها تعود لأردني قُتل في اشتباكات السويداء، ليتضح لاحقاً أنها لشاب سوري من درعا يدعى يحيى زكي الصمادي، شُيّع في قريته. كما استخدم صورة مجتزأة من فيديو قديم بثّته وسائل إعلام تابعة لـ"قسد"، زاعمًا أنها توثق اعتقال من شاركوا في "غزوة السويداء"، في حين أن المقطع يعود لأكثر من عامين، ولا علاقة له بالأحداث الحالية.

وأضاف إلى رصيده منشورًا زائفًا تحدث فيه عن تغيير علم الثورة السورية في موقع وزارة الخارجية الأمريكية، وتبيّن باستخدام أدوات التوثيق الرقمية أن الموقع لم يعرض علم الثورة أساسًا في أي وقت.

هذه السلسلة من التضليل الإعلامي تتزامن مع تحول جذري في خطاب شرف الدين، الذي كان حتى أشهر قليلة مضت من أبرز المتحمسين للقيادة السورية الجديدة، بل ونشر تفاصيل لقائه مع الرئيس أحمد الشرع، مشيداً بشخصيته وواصفاً حديثه بالوجداني الصادق. آنذاك، تحدّث عن أهمية إدماج أبناء السويداء في الدولة، ودعا إلى فتح معبر تجاري مع الأردن، مقترحًا رؤية اقتصادية شاملة للمحافظة.

وما لبث ذلك الخطاب أن انقلب، إذ بات يصف الجيش السوري بـ"الدواعش والغزاة"، ويهدد الدولة بإعادة إدراجها على قوائم الإرهاب، في لغة تحريضية غير مسبوقة منه، تتماهى مع خطاب الميليشيات المسلحة الرافضة لعودة مؤسسات الدولة.

هذا التحول يطرح تساؤلات جوهرية حول نوايا شرف الدين ودوافعه. فبينما يرى البعض أنه يسعى لاستعادة حضوره كـ"معارض إعلامي" بعد أن فشل في ترسيخ موقع مؤثر له داخل مؤسسات الدولة الجديدة، يعتقد آخرون أنه يحاول استثمار التصعيد في السويداء لتكريس نفسه زعيماً رمزياً للمجتمع المحلي، مستندًا إلى حضور طائفي وإعلامي يحاول عبره فرض دور يتجاوز قدراته ومكانته الحقيقية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ