لإحياء التراث وفتح صفحة جديدة .. تنظيم أول رحلة للجالية اليهودية السورية بعد سقوط نظام الأسد
لإحياء التراث وفتح صفحة جديدة .. تنظيم أول رحلة للجالية اليهودية السورية بعد سقوط نظام الأسد
● أخبار سورية ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥

لإحياء التراث وفتح صفحة جديدة .. تنظيم أول رحلة للجالية اليهودية السورية بعد سقوط نظام الأسد

نظمت مؤسسة «التراث اليهودي في سوريا» (JHS)، بقيادة الحاخام يوسف حمرا، أول رحلة للجالية اليهودية السورية إلى البلاد بعد سقوط نظام الأسد، بهدف تنشيط الحياة اليهودية وترميم المعابد والآثار المهمة التي تمثل جزءاً من الذاكرة الوطنية السورية.

دعم علني للحكومة الجديدة ورفع العقوبات
وسبق أن أعلنت شخصيات يهودية أميركية من أصول سورية تأييدها العلني لحكومة الرئيس السوري أحمد الشرع، مطالبة الإدارة الأميركية برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا وشطب اسم الحكومة من قوائم الإرهاب تمهيداً للاعتراف الدولي بها، ويُعد رجل الأعمال هنري حمرا من أبرز من قادوا هذه المبادرة، إذ ينتمي إلى الجالية اليهودية السورية في نيويورك وكان قد غادر دمشق في شبابه.

رسالة من المنفى إلى الوطن
وكان أعرب هنري حمرا، خلال لقاءاته مع أعضاء في الكونغرس الأميركي، عن رغبته العميقة في «العودة إلى الوطن»، مؤكداً أن سوريا جزء لا يتجزأ من هويته، وقال في تصريح سابق لصحيفة «نيويورك تايمز»: «ما رأيته خلال زيارتي الأخيرة إلى سوريا كان مزيجاً من الدمار والأمل. هناك تعطش للنهوض من جديد، لكن العقوبات تحاصر الشعب وليس النظام السابق».

زيارة شباط… بُعد تراثي ورسالة سياسية
وفي شباط/فبراير الماضي، نظّم حمرا زيارة إلى سوريا برفقة والده الحاخام يوسف حمرا، وبدعم من «فريق الطوارئ السوري»، شارك فيها أيضاً عدد من السوريين الأميركيين المسلمين. وشملت الجولة زيارة معالم دينية يهودية بينها كنيس جوبر المدمر ومقبرة يهودية تاريخية، حيث حظي الوفد بتسهيلات رسمية شاملة من وزارة الخارجية السورية. 


وقال معاذ مصطفى، مدير فريق الطوارئ السوري، إن الزيارة لم تكن مجرد رحلة تراثية بل محاولة لإيصال رسالة سياسية إلى واشنطن بأن الحكومة السورية الجديدة تسعى إلى شراكة وطنية تتجاوز الانقسامات السابقة.

إغلاق صفحة الماضي واستعادة الذاكرة الوطنية
أوضح الحاخام يوسف حمرا أن الهدف من الزيارة هو «إغلاق صفحة الماضي بكرامة، واستعادة جزء من الذاكرة الوطنية التي جمعت السوريين بمختلف أديانهم لقرون طويلة».

مبادرة رمزية على طريق المصالحة الوطنية
وكتنت وصفت وزارة الخارجية السورية الزيارة بأنها «مبادرة رمزية على طريق المصالحة الوطنية»، مشددة على استعداد الدولة السورية لحماية جميع أبنائها دون تمييز والعمل على استعادة علاقاتها الدولية وفق رؤية شاملة جديدة. وتأمل دمشق أن تفتح هذه المبادرة باباً لاختراق دبلوماسي يساهم في كسر الحصار السياسي والاقتصادي والتمهيد لمرحلة جديدة من الانفتاح الدولي وإعادة الإعمار.

تُعد هذه الزيارة أول مؤشر عملي على انفتاح الحكومة السورية الجديدة على مكوّن ظلّ لعقود بعيداً عن المشهد الوطني، ما يمنح دمشق فرصة لإعادة تقديم نفسها في الإعلام الغربي والجاليات السورية بالخارج بوصفها دولة تسعى للمصالحة وحماية التنوع الديني والثقافي. 

وظهور الحاخام يوسف حمرا ونجله هنري في دمشق، بمشاركة شخصيات سورية أميركية مسلمة، أرسل إشارة قوية إلى دوائر القرار والإعلام في واشنطن ونيويورك بأن سوريا الجديدة لا تكتفي برفع شعارات التسامح بل تترجمها إلى مبادرات ملموسة، وهذه الصورة تساهم في إعادة بناء جسور الثقة مع الجاليات السورية في المنفى، وتُشجع على إطلاق مشاريع تعاون ثقافي واقتصادي تُسهم في كسر عزلة سوريا الدولية وتدعم مسار إعادة الإعمار.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ