صورة
صورة
● أخبار سورية ١٨ فبراير ٢٠٢٥

قيادة "قسد" تتلق رسالة من "أوجلان" وتبدي مرونة في التفاوض للانصهار في الحكومة السورية

تتسارع التطورات في سوريا، خاصة في المناطق الكردية، مع تزايد التنسيق بين "قسد" والحكومة السورية، ويُنتظر أن تؤثر رسائل أوجلان ودعم المساعي السلمية من قبل إقليم كردستان على مستقبل العلاقات بين الأكراد وتركيا، فضلاً عن وضع الحكومة السورية في المستقبل السياسي للبلاد، ومستقبل "قوات سوريا الديمقراطية" التي يبدو أنها رضخت للضغوطات للانضواء في الجيش السوري والحكومة.

وكشفت المتحدثة باسم حزب "المساواة والشعوب الديمقراطي" الكردي في تركيا، عائشة غول دوغان، عن إرسال زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان، من سجنه في جزيرة إيمرالي ثلاث رسائل، واحدة منها إلى قيادة قوات "قسد" الكردية في شمال وشرق سوريا.


وأضافت دوغان أن أوجلان أرسل أيضًا رسالتين إلى اتحاد مجتمعات كردستان في قنديل شمالي العراق، ومؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردستاني والمؤتمر الوطني الكردستاني في أوروبا، لكنها لم تكشف عن محتوى الرسائل.

دعم مساعي السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني
في سياق موازٍ، أكد رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، دعمه للمساعي الرامية لتحقيق السلام بين تركيا وحزب "العمال الكردستاني"، وأعرب عن أمله في أن يتبنى الحزب الكردي رؤية استراتيجية للسلام، وذلك بعد رسالة أوجلان التي قد تكون نقطة تحول في مسار هذه المفاوضات.

اجتماع "قسد" و"مسد"
وقالت مصادر كردية، إنه في اجتماع موسع بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومجلس سوريا الديمقراطي (مسد)، تم الاتفاق على عدد من الخطوات التي تهدف إلى تعزيز وحدة سوريا واستقرارها، كما تم الاتفاق على دمج "قسد" والمؤسسات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية ضمن هيكلية الجيش السوري، وهو ما يعكس التوجه نحو التنسيق الأكبر مع الحكومة السورية في المرحلة المقبلة.

إعادة تفعيل المؤسسات المدنية والخدمية
كما تم الاتفاق على إعادة تفعيل المؤسسات المدنية والخدمية التابعة للدولة في شمال وشرق سوريا، إضافة إلى ضرورة انسحاب المقاتلين الأجانب غير السوريين من صفوف "قسد" ومن منطقة شمال وشرق سوريا كخطوة لتعزيز السيادة الوطنية والاستقرار. يأتي ذلك في إطار تعزيز الوحدة الوطنية وتكثيف التنسيق مع الحكومة السورية في قضايا الأمن والسياسة.

تنسيق مع الحكومة السورية وتعزيز التعاون
في هذا السياق، تم التأكيد على تعزيز التنسيق مع الحكومة السورية وتكثيف الاجتماعات لتعزيز التعاون حول القضايا الوطنية، بما في ذلك التحديات الإنسانية، السياسية والأمنية التي تواجه البلاد. وكان من ضمن بنود الاتفاق أيضًا التأكيد على وحدة سوريا، وتسهيل عودة النازحين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم وتوفير الظروف الملائمة لحياتهم.


"مظلوم عبدي" يهنئ "الشرع" ويدعوه لزيارة شمال شرقي سوريا
هنأ القائد العام لميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، الجنرال مظلوم عبدي، رئيس الجمهورية السورية "أحمد الشرع"، بتوليه رئاسة البلاد، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا مشتركة للوصول إلى حلول تحقق المصلحة الوطنية، جاء ذلك في لقاء حصري مع نورث برس.

وخلال اللقاء، هنأ عبدي الرئيس الشرع على توليه رئاسة البلاد في هذه المرحلة الانتقالية الهامة، معربًا عن أمله في أن يتمكن الشرع من قيادة سوريا بنجاح في هذه الفترة الحساسة. كما أكد الجنرال عبدي على دعم قواته لأي جهود تسهم في تحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية في البلاد.

الجهود المشتركة والمفاوضات المستمرة
وعن مصير المفاوضات بين "قسد" والحكومة السورية، أوضح عبدي أن الجهود لتحضير أرضية مناسبة للتفاوض مع دمشق لا تزال مستمرة، مشددًا على أن الحوار الجاد والهادف هو السبيل الأمثل لتحقيق الحلول التي تلبي المصلحة الوطنية العليا لسوريا.

زيارة الشرع لعفرين ودعوة لزيارة شمال شرق سوريا
وفي تعليق على زيارة رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، إلى مدينة عفرين، وصف الجنرال عبدي الزيارة بأنها كانت "مبادرة هامة" تهدف إلى تشجيع العودة الآمنة للسكان الأصليين وتعزيز الحوار بين الأطراف المعنية. وأضاف عبدي أنه يدعو الشرع لزيارة مدن شمال شرق سوريا لتعزيز التواصل بين جميع السوريين.

التزام بوحدة سوريا والعدالة
وأوضح عبدي أنه توجد نقاط اتفاق مع دمشق حول بعض الملفات، إلا أن هناك قضايا أخرى لا تزال قيد النقاش. لكنه شدد على التزام قوات سوريا الديمقراطية بوحدة سوريا على أساس العدالة والمساواة بين جميع السوريين، بعيدًا عن أي تمييز أو محاصصة.

التعاون في الملف الأمني ومكافحة الإرهاب
وتعليقًا على المفاوضات بشأن بعض القضايا العالقة، مثل إخراج المقاتلين غير السوريين من صفوف "قسد" وتسليم الملف الأمني إلى الحكومة السورية، قال الجنرال عبدي إن قواته منفتحة على التعاون في هذا المجال، مؤكدًا أن حماية المنطقة ومحاربة الإرهاب مسؤولية وطنية تتطلب تنسيقًا عالٍ بين جميع الأطراف لضمان أمن واستقرار سوريا.

وأشار عبدي إلى أن "قسد" تعمل على زيارة دمشق مرة أخرى لمناقشة خطة عمل واضحة لتطبيق ما يتم التوصل إليه في الاجتماعات القادمة، مؤكدًا على أن الحل الوطني الذي يجمع عليه جميع السوريين هو الهدف الرئيسي.

تترقب الأوساط السياسية التركية بحذر نداءً متوقعًا من زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK)، عبد الله أوجلان، منتصف فبراير الجاري، يدعو فيه حزبه إلى التخلي عن السلاح. هذه الخطوة تأتي بعد تحركات سياسية مكثفة شملت لقاءات نواب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب “ديم” مع أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، إلى جانب تصريحات متزايدة من مسؤولين أتراك تدعو إلى حل سلمي مع الحزب.

وكانت كشفت صحيفة "حرييت" التركية، عن نية زعيم حزب "العمال" الكردستاني، عبد الله أوجلان، المعتقل في تركيا، إعلان حل الحزب ودعوة مسلحيه إلى إلقاء السلاح في 15 شباط/فبراير الجاري، بالتزامن مع الذكرى الـ26 لاعتقاله، الحزب الذي يدعم "قوات سوريا الديمقراطية" في سوريا، وله أذرع عسكرية يدعمها ضمن المكون الذي بات مصيره في موقع معقد في حال تم تطبيق دعوة "أوجلان".


وشكل سقوط نظام الأسد، ضربة موجعة لميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية، التي وجدت نفسها في مواجهة مع "إدارة العمليات العسكرية" التي ترفض السماح لأي مشروع انفصالي في البقاء ضمن الإراضي السورية، فكانت عملياتها لتحرير باقي الأراضي السورية من سيطرة "قسد"، وتمكنت من طردها من مناطق الشهباء ومنبج ومدينة دير الزور وريفها، وسط استمرار المعارك مع مكونات الجيش الوطني السوري في منبج ومناطق شرقي سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ