
قسد تغلق مدارس آشورية بالقوة في الحسكة والقامشلي
أفادت مصادر محلية وشهود عيان أن قوات تابعة لمميلشيات قسد (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)) أقدمت يوم الاثنين الماضي 29 أيلول/سبتمبر على مداهمة مدارس خاصة تابعة للطائفة الآشورية المسيحية في مدينتي الحسكة والقامشلي، وأغلقتها بالقوة.
وشملت الإغلاقات مدارس مار قورياقوس، السلام، ميسلون، فارس الخوري والاتحاد في القامشلي، إضافة إلى مدرسة الأمل في الحسكة، بعد طرد إداراتها وكوادرها التعليمية وسط إساءات لفظية ومعاملة وصفت بأنها مهينة، بحسب ما أكدته وكالة الأنباء الدولية الآشورية.
وكانت ما تُسمى “الإدارة الذاتية” التابعة لميلشيات قسد، قد أصدرت سابقاً قراراً بفرض مناهجها الخاصة على جميع المدارس الواقعة في المناطق التي تسيطر عليها، وقطع أي ارتباط لها مع وزارة التربية التابعة للحكومة السورية في دمشق، وهو ما رفضته المدارس الآشورية بشكل قاطع.
ويقول ممثلون عن المجتمع الآشوري إن اعتراضهم على مناهج قسد يعود لعدة أسباب، أبرزها طابعها الأيديولوجي المرتبط بفكر زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، إضافة إلى ما يعتبرونه “تحريفاً للتاريخ” وتغييراً لهوية المنطقة.
كما يشيرون إلى أن هذه المناهج غير معترف بها رسمياً، ما يجعل الشهادات الصادرة عنها بلا قيمة تعليمية أو مهنية.
وفي أول رد كنسي رسمي، وجّهت كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية في سوريا ولبنان – أبرشية الجزيرة رسالة بتاريخ 29 أيلول/سبتمبر إلى مظلوم عبدي قائد ميلشيات قسد، أشادت فيها بجهوده الأمنية في المنطقة لكنها عبّرت عن رفضها القاطع لقرار فرض المناهج، معتبرة أن “هذا القرار ستكون له تبعات قاسية على مستقبل عشرات آلاف الطلاب”، وأن “الشهادات الصادرة عن هذه المناهج غير معترف بها رسمياً”.
وأضافت الكنيسة أن استمرار إغلاق المدارس “يعني مستقبلاً مجهولاً للطلاب وقلقاً متزايداً للأهالي”، مناشدة قيادة قوات سوريا الديمقراطية بالتراجع عن القرار والسماح بعودة العملية التعليمية إلى طبيعتها.
يُذكر أن محاولات إغلاق المدارس الآشورية من قبل سلطات الأمر الواقع التابعة لقسد تعود إلى عام 2018، وقد أدت هذه السياسات، وفق ناشطين، إلى تسريع وتيرة هجرة المسيحيين من منطقة الجزيرة، التي كانت تاريخياً إحدى أبرز مراكز الوجود الآشوري في سوريا.