
غياب ملحوظ للحملات الدعائية في أول انتخابات برلمانية بعد سقوط الأسد
أفاد تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” بغياب شبه تام للمظاهر الانتخابية في شوارع العاصمة دمشق، عشية انطلاق أول انتخابات لمجلس الشعب منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وذكر التقرير أن الشوارع الرئيسية والساحات في المدينة خلت من ملصقات المرشحين أو أي مظاهر للحملات الانتخابية، فيما لم تُسجّل تجمعات أو مناظرات عامة في الأيام التي سبقت موعد الاقتراع. وأشار إلى أن العديد من سكان العاصمة لم يكونوا على علم بأن الانتخابات ستُجرى في اليوم التالي.
ونقل التقرير عن إيلياس القدسي، وهو تاجر في حيّ اليهود القديم بدمشق، قوله: “اكتشفت بالصدفة أن هناك انتخابات لمجلس الشعب، لكن لا أعلم من يحق له التصويت أو من هم المرشحون”. وأوضح أن الحي الذي يقطنه يُعد من المناطق القليلة التي وُضعت فيها بعض المنشورات الانتخابية، من بينها ملصقات لهنري حمرا، وهو مرشح من أصول يهودية عاد من الولايات المتحدة بعد سقوط الأسد.
وبحسب الوكالة، تُجرى الانتخابات وفق آلية انتقالية لا تتضمن تصويتًا شعبيًا مباشرًا، إذ يتم اختيار ثلثي أعضاء المجلس عبر كليات انتخابية محلية، في حين يعيّن الرئيس المؤقت أحمد الشرع الثلث المتبقي. ونقل التقرير عن نوار نجمة، المتحدث باسم لجنة الإشراف على الانتخابات، قوله إن “هذه الآلية ليست مثالية، لكنها الأكثر واقعية في المرحلة الحالية” نظرًا للعدد الكبير من السوريين الذين فقدوا وثائقهم الرسمية خلال سنوات الحرب.
وأشار التقرير إلى أن اللجنة رفضت مقترحات تقدم بها نشطاء لتعيين مراقبين مستقلين للإشراف على العملية، في حين أُوكلت مهمة المراقبة إلى محامين من نقابة المحامين السورية. كما لفت التقرير إلى حصول تغييرات غير مبررة في قوائم أعضاء الكليات الانتخابية، وإلى ضيق الفترة الزمنية المخصصة لحملات المرشحين.
وأعرب معتصم صيوفي، مدير منظمة “اليوم التالي”، عن قلقه من افتقار العملية للشفافية والتمثيل الحقيقي. وقال للوكالة: “لسنا بصدد انتقال شامل وفعلي يمثل جميع السوريين، وما زال أمامنا طريق طويل لتصحيح الأخطاء التي وقعت منذ سقوط النظام”.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن العديد من السوريين يتبنون موقفًا مترقبًا من نتائج هذه الانتخابات، إذ يطغى الانشغال بالأوضاع المعيشية الصعبة على الاهتمام بالعملية السياسية.