عام على تحرير سوريا: رمزية فرحة السوريين وتقدير تضحياتهم
تصادف هذه الأيام مرور ذكرى انطلاق معركة رد العدوان، التي قادت إلى تحرير المدن والقرى والبلدات في سوريا واحدة تلو الأخرى. في مثل هذه الفترة من العام الماضي، كان الشعب السوري يعيش حالة من الحماس والابتهاج، ممزوجة بمشاعر من التفاؤل والترقب.
كانت كل دقيقة مهمة، وكل لحظة حاسمة، بينما يتابع الناس أخبار التحرير بقلوب متحمسة ومتلهفة. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، كانت الصور والفيديوهات التي توثق المعارك وأخبارها وأحداثها تملأ الصفحات، حاملة شعور الانتصار والسعادة لكل من شاهدها.
والآن يستعد السوريون للاحتفال بالذكرى الأولى على سقوط نظام الأسد، التي تصادف اليوم الثامن من شهر كانون الأول. وكل شخص يعبر عن فرحته بطريقته الخاصة؛ بعضهم يشارك بوستات وقصص على وسائل التواصل الاجتماعي، آخرون يرفعون العلم السوري أو يرسمون جداريات، بينما يشارك البعض في فعاليات تعكس حبهم واعتزازهم بوطنهم.
الفرحة التي يعيشُها السوريون الآن ليس مجرد شعور عابر، وإنما حدث ذو رمزية عميقة جداً، خاصة أنه يعكس صمودهم وإصرارهم بعد سنوات طويلة من النضال والمعاناة، ضد الخوف والرعب الذي فرضه النظام البائد عليهم لعقود طويلة.
وفي ظلّ الثورة السورية، خاض أبناء البلاد سلسلة من المعارك العنيفة في سبيل الحرية والكرامة والعدالة، ثم تمكنوا من كسر قيود الظلم والعبودية، وأسقطوا الطاغية وطردوا حلفائه، ليعيشوا اليوم انتصاراً يعبر عن إرادتهم وعزيمتهم.
كما أن هذه السعادة تحمل في طياتها شعوراً عميقاً بالامتنان والتقدير لتضحيات الشهداء، أولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل انتصار الثورة. فنشاهد اليوم العديد من الأشخاص يستذكرون شهداءهم على منصات التواصل الاجتماعي، ويروون قصصهم، مؤكدين أن ذكرهم باقٍ وأن تضحياتهم لم تُنسَ. وستظل هذه التضحيات شاهدة على النصر الذي حققته سوريا بعد أعوام طويلة من النضال والكفاح.
كما أن هذا السرور يمثل رمزاً لتكريم التضحيات التي قدمها السوريون خلال سنوات الثورة والاعتراف بها. فهو امتنان لكل من خرج في مظاهرات منادية بالحرية، ولكل منزل تعرض للقصف والدمار نتيجة الحملات المنهجية التي نفذتها قوات الأسد انتقاماً من المدنيين، وفي محاولة لردع الثورة.
وهو أيضاً امتنان لكل نازح فقد منزله وذاق مرارة التشرد، سواء في المخيمات أو خارج سوريا، ولكل معتقل فقد حريته وعانى من التعذيب والويلات. وكل هؤلاء وغيرهم ممن تحملوا المرارة بسبب مطالبتهم بالحرية، يعكس سرورهم اليوم معنى الانتصار والاعتراف بتضحياتهم.
مع اقتراب مرور عام على سقوط نظام الأسد وتحرير سوريا، يعيش السوريون لحظات من السرور، يستذكرون فيها تضحيات الشهداء والنازحون والمعتقلون وكل من تحمل المعاناة من أجل الحرية.
هذه اللحظات تعكس صمودهم وإصرارهم، وتؤكد أن النضال الذي خاضوه لم يذهب سدى. ومع كل احتفال، ومع كل تعبير عن الفرح، يتجدد لديهم الأمل بمستقبل أفضل، وسط تقدير لتضحيات كل من ساهم في الوصول إلى هذه المرحلة.