سليمان عبد الباقي.. قائد درزي بارز يتحوّل من الحراك الشعبي إلى إدارة الملف الأمني في السويداء
سليمان عبد الباقي.. قائد درزي بارز يتحوّل من الحراك الشعبي إلى إدارة الملف الأمني في السويداء
● أخبار سورية ١٩ سبتمبر ٢٠٢٥

سليمان عبد الباقي.. قائد درزي بارز يتحوّل من الحراك الشعبي إلى إدارة الملف الأمني في السويداء

يُعدّ سليمان عبد الباقي واحداً من أبرز الشخصيات الدرزية في الجنوب السوري، حيث وُلد عام 1990 في محافظة السويداء ودرس الحقوق في جامعة دمشق، برز اسمه قائداً لتجمّع "أحرار جبل العرب" وناشطاً بارزاً في الحراك السلمي ضد نظام بشار الأسد، قبل أن يتسلم في سبتمبر/أيلول 2025 منصب مدير أمن مدينة السويداء، متعهداً بالتركيز على حماية المدنيين ومتابعة قضايا المختطفين وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

النشأة والدراسة
وُلد عبد الباقي في السويداء عام 1990، ودرس الحقوق في جامعة دمشق. ويذكر في صفحته الشخصية على "فيسبوك" أنه لطالما تبنّى خطاباً وطنياً جامعاً يدعو إلى الحقوق المشروعة لكل السوريين بلا تمييز.

تجربة سياسية واجتماعية واسعة
قاد عبد الباقي تجمّع "أحرار جبل العرب" الذي تأسس عام 2022، وشارك بفاعلية في الانتفاضة السلمية لعامي 2023 و2024 ضد نظام الأسد، حيث ظهر في "ساحة الكرامة" مخاطباً المحتجين بخطاب مندّد بـ"نفوذ حزب الله اللبناني والتدخل الإيراني" في الجنوب السوري.

كما انخرط مع فصيله في عمليات ضد تنظيم "داعش" وعصابات تهريب المخدرات في البادية ومحيط السويداء، وشارك إلى جانب "حركة رجال الكرامة" بقيادة ليث البلعوس في حملة استهدفت مهربي المخدرات قرب الحدود مع الأردن مطلع عام 2024.

دور بارز في حماية أبناء السويداء
لعب عبد الباقي دوراً مؤثراً في الإفراج عن عدد من أبناء المحافظة المعتقلين لدى النظام البائد، مستخدماً أسلوب المبادلة بخطف ضباط وعناصر أمن مقابل إطلاق سراح معتقلين من السويداء، وبعد سقوط النظام في ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلن دعمه الدولة السورية الجديدة، وشارك في لقاءات عدة جمعت وفود السويداء بالرئيس السوري أحمد الشرع ومسؤولي الدولة.

كما أسهم في جهود تهدئة التوتر بين الأمن العام وجماعات محلية في مدينة جرمانا نهاية فبراير/شباط 2025، مؤكداً على الوحدة الوطنية ورفض أي دعوات للتقسيم أو الفتنة، ومتصدياً للمزاعم الإسرائيلية التي طالبت بـ"حماية دروز سوريا" أو منحهم حكماً ذاتياً.

 قائد أمن السويداء
في 16 سبتمبر/أيلول 2025، أعلن التلفزيون الرسمي السوري تعيين سليمان عبد الباقي مديراً لمديرية الأمن في مدينة السويداء، وأوضح وزير الداخلية أنس خطاب أن التعيينات الجديدة تمت بمشاركة فاعلة من أبناء المحافظة "بدايةً لمسار أكثر استقراراً في السويداء".

وأكد عبد الباقي في تسجيل مصور نشره على "فيسبوك" أن مهمته الجديدة تركز على حماية المدنيين ومتابعة ملف المختطفين، داعياً الأهالي إلى تزويده بقوائم تضم أسماء المخطوفين أو المفقودين لمتابعة قضاياهم، في وقت قدّر فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد المخطوفين من أبناء الطائفة الدرزية في المحافظة بـ516 شخصاً، بينهم 103 نساء منذ يوليو/تموز 2025.

شخصية قيادية مستهدفة
تعرض عبد الباقي لمحاولتي اغتيال؛ الأولى في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أصيب خلالها بطلق ناري في صدره، والثانية في 8 مارس/آذار 2025 حين استُهدف منزله بقذيفة "آر بي جي". كما اتهم الزعيم الدرزي حكمت الهجري بالتسبب في أحداث السويداء عام 2025 ونقضه الاتفاقيات مع الحكومة السورية.

نشاط مجتمعي وبيئي
إلى جانب نشاطه السياسي والأمني، أطلق عبد الباقي مبادرات مجتمعية عدة، أبرزها حملة "بدنا نخلي السويداء جنة" عام 2020 لزراعة مئات أشجار الصنوبر واللوز البلدي، ما عزز حضوره كقائد شعبي يسعى إلى حماية البيئة وتعزيز روح العمل الأهلي.

هكذا يمثّل سليمان عبد الباقي نموذجاً لقيادات محلية انتقلت من العمل المعارض إلى إدارة الملفات الأمنية في مرحلة ما بعد النظام البائد، في محاولة لترسيخ الاستقرار وتثبيت مسار المصالحة الوطنية في الجنوب السوري.

المصدر: الجزيرة نت - وكالات

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ