جلهم من الداعين للقتل وسفك الدم .. رواسب وشبيحة "بشار" يتنكرون للثورة ويطالبون بدولة "علمانية"
بدأت رواسب نظام الأسد الساقط، تطفو على سطح الحراك الشعبي السلمي في سوريا، برزوا ضمن تكتلات جديدة باتت تحاول فرض نفسها في التظاهرات الشعبية في ساحة الأمويين في دمشق، تنادي بـ "الدولة العلمانية" وترفض علم الثورة السورية، كان هؤلاء إلى وقت قريب يمجدون الأسد ودولة القتل والبراميل ويدعون لسفك الدم وقمع الحريات.
في تظاهرة في ساحة الأمويين في العاصمة دمشق يوم الخميس 19 كانون الأول، بدأت تتعالى الأصوات المنادية بـ"حكم مدني وديمقراطي وعلماني" في سوريا، برز فيها من ادعوا أنهم نشطاء مدنيون وأدباء وفنانين وشخصيات برزت على مواقع السوشال ميديا ضمن برامج مخلة وضيعة منهم "الشيخ نيني - عباس جورك - إلينا سعد - ريم رسلان - ياسمين سليمان" وعدد من الأشخاص الذين ارتفعت أصواتهم لإقامة دولة علمانية، ورفعوا شعارات مناهضة لروح الثورة السورية.
من هذه التيارات ماعرف عن نفسه بـ "تجمع الشباب المدني"، الذي برز لأول مرة في الاحتجاجات بسوريا، لكن ليس لنصرة ثورة السوريين على طاغية الشام، وإنما للتشويش وطرح مطالب طرحها في منشورات وبوسترات تطالب بدولة علمانية، وترفض علم الثورة السورية كونه يمثل علم الاستقلال من الاحتلال الفرنسي، وفق زعمهم، وقاموا بالتشويش على قيادات من الثوار حين صعودهم المنصة وإلقاء كلمات تؤكد التشاركية والتعددية في سوريا المستقبل.
ودائماً مايكون شباب الثورة السورية بالمرصاد لمثل هؤلاء، إذ لم يكلف الأمر إلا بحث بسيط على حسابات هؤلاء "المتسلقين الجدد" على حراك الشعب السوري، لتظهر للعلن تبعيات وانتماءات هؤلاء في تمجيد الأسد ونظامه وجيشه ودعمه في قتل المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام إلى وقت قريب.
رد الناشط الإعلامي المخضرم "ماجد عبد النور" في منشور له على "فيسبوك: "لسا بروفايلاتكم مليانة ببوستات تمجد الأسد وجيش الأسد، لسا في مئة ألف عيلة دموعها عم تنزف على أولادها المفقودين بصيدنايا، ١٣ سنة ونحنا عم نطالب بدولة مدنية ديمقراطية تعددية وأنتوا عم تتهمونا بالدعشنة وبالصهينة والخيانة وعم تطالبوا سيد الوطن يشقفنا بالبراميل، حتى الجولاني نفسه كنا ضده بإدلب بالوقت اللي كنتو عاشقين لجرابات الأسد".
وأضاف: "من حقكم التظاهر السلمي والمطالبة بحقوقكم ومن حقنا كمان نفتح الدفاتر بعد فترة ونشحط كل كلب فيكم عالمحاكم كان داعم لقتلنا ومؤيد لإبادتنا".
أيضاَ كتب الباحث "أحمد أبازيد" في منشور مطول: "مع الإبادة والقتل والبراميل في زمن الأسد .. مع المدنية والعلمانية ومعارضة الاستبداد في زمن الثورة"، وأكد أنه "مع حرية الرأي والتعبير والتظاهر للجميع، حتى لمن لم يقفوا مع الثورة ولم يعجبهم انتصارها، ولست مع قمع أي رأي أو تجريمه، ما لم يكن رأياً يشجع على الجريمة، لأجل هذه الحرية خرجنا ونادينا في ثورتنا".
وأضاف: "ربما لا تتسع المحاكم وضمان استقرار المرحلة الانتقالية لمحاسبة الشبيحة ومن أيدوا القتل والبراميل سابقاً، هؤلاء لا ننتظر منهم تغيير العلم، ولا الادعاء الكاذب بعدم معرفة جرائم النظام الأسدي التي غطت الكوكب، وليس من حقهم الآن الحديث عن مستقبل سوريا التي شجعوا قتل أبنائها طيلة 13 عاماً، ولن يمحو ماضيهم شيء".
وقام مايدعى "تجمع الشباب المدني" المنظم للتظاهرة في ساحة الأمويين، بتوزيع قصاصات مطبوعة على المتظاهرين في الساحة وتضمن أهداف التجمع في المطالبة بمؤتمر وطني لتشكيل لجنة من الكفاءات السورية لتشكيل دستور ديمقراطي مؤسساتي يضمن حقوق المواطن ويعزز دور المواطنة في بناء سوريا المستقبل.
أيضاَ يطالب التجمع بـ "المساهمة في تعزيز الوعي بضرورة استناد الدستور إلى شرعة حقوق الإنساني والوصول على دولة قانون تحمي حقوق المواطنين كأفراد بناءً على المواطنة دون تفرقة مبنيةً على الجنس أو العرق أو الدين أو الطائفة".
وقال "مؤمن مقدادي" معلقاً على موقع إكس: "خروج أول مظاهرة للعلمانيين بعد ما قام المسلمين بتحرير سوريا من علمانية الاسد كي يرجعوا العلمانية و يطالبوا بتقنين الشذوذ والدعارة ونكاح البها..ئم والدعارة ومنع الحجاب واللحى.ثريد.....".
وأضاف: "شهدت العاصمة دمشق اليوم مظاهرات لـ ((العلمانيين)) ضد ما أسموه ((السلطة الدينية، الرجعية... إلخ))، اللافت للنظر في هذه المظاهرات الغياب التام لعلم الثورة السورية بالإضافة إلى تغطيتها إعلاميا بشكل مكثف غير مسبوق من قبل وسائل إعلام إماراتية على رأسها قناة "سكاي نيوز".
وعلق بالقول: "ربما تأتي هذه المظاهرات في إطار التشويش على فرحة السوريين وإثارة الانقسامات والمشاكل والجدليات المستوردة الفارغة التافهة التي دارت بين رجال الكنيسة وفلاسفة الأنوار بأروبا في القرون الوسطى، أي منذ 300~500 عام خلت في بيئة غير بيئتنا وفي واقع غير واقعنا.
وتسائل: "ماذا قدم العلماني بشار الأسد ونظامه العلماني للسوريين سوى المعتقلات والمقابر الجماعية والفقر والتخلف والدمار والتهجير... وللعلم فإن سوريا عرفت عصرها الذهبي في العهد الأموي الإسلامي وعرفت أشد أوقاتها انحطاطا في عهد العلماني بشار الأسد"، مؤكداً أن "معركة الشعب السوري هي معركة إرساء العدل والكرامة وبناء الإنسان والنهضة بالاقتصاد والتطور العلمي في الإطار التاريخي للبلاد باعتبارها أهم حواضر العالم الإسلامي".
كانت "جمعة النصر" على الطاغية بشار الأسد، كأول جمعة تمر على السوريين بكل تراب الوطن السوري منذ 50 عاماً، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، دون حكم لأسد، رسالة قوية لعبيد الأسد وشبيحته، إذ خرج ملايين السوريين في الساحات، كل الساحات دون استثناء، دون خوف من عناصر أمن تطلق النار، أو تسلط وقصف من جيش بشار، خرج السوريون يعبرون عن تحررهم وخلاصهم من حكم أكثر من 50 عاماً لعائلة الأسد، في مشهد مهيب يرسم معالم سوريا الحرة، سوريا لكل السوريين، سوريا التي تنفض غبار السنين لتبصر نور الحياة.
والمشهد الأكثر حضوراً كان في المسجد الأموي الكبير في دمشق، عاصمة سوريا الحرة، مشهد يرسم معالم مرحلة جديدة بإنهاء سلطة السفاح، وقطع المشروع الصفوي الإيراني، الذي حاول طمس معالم سوريا وتمكين مشروعه الطائفي، فكان الرد سريعاً من أحرار سوريا، بأن أعادوا أمجادهم وحرروا مقدساتهم من دنس الغزاة.
ولأول مرة، تعيش سوريا هذه الفرحة العارمة، سنة وشيعة وعلويين ودروز ومسيحيين وتركمان وكرد وإسماعيلية ومن كل الأطياف والملل، خرجوا في الساحات اليوم متكاتفين، مؤكدين مضيهم في بناء سوريا، إيذاناً بإنهاء حقبة مريرة من تاريخ سوريا التي عانت طويلاً حتى رأت النور، لم يكن الدرب قصيراً أو سهلاً ولم تكن تكاليف هذا اليوم إلا دماء وأشلاء وأرواح بمئات الآلاف، أنارت هذا الدرب للوصول للهدف المنشود.