
المزارعون في إدلب ينتظرون خطط دعم القطاع الزراعي بعد سنوات من النزوح
يعلق الفلاحون السوريون في ريف إدلب، آمالهم على حملة "الوفاء لإدلب"، التي حققت نجاحاً مؤخراً فاق كل التوقعات، بأن تسهم في تحسين وضع قطاع الزراعة في المحافظة، الذي عانى من أضرار بالغة بسبب النزوح والحرب طوال السنوات الفائتة.
تدمير الأشجار المثمرة في إدلب
تعرضت مئات الآلاف من أشجار الزيتون والفستق الحلبي والتين وأنواع أخرى كانت تزرع في إدلب، للقطع على يد قوات النظام البائد، التي استغلت هذه الأشجار للاستفادة من حطبها، وفي الوقت نفسه للقضاء على مظاهر الحياة في تلك المناطق انتقاماً من الأهالي الذين اتخذوا مواقفاً معارضة للأسد.
أرقام الخسائر في الأشجار المثمرة
وبحسب تصريحات مدير الزراعة في إدلب، مصطفى موحد، لوكالة الأنباء السورية "سانا"، فإن نحو 1.5 مليون شجرة زيتون، و350 ألف شجرة فستق حلبي، وما يقارب 100 ألف شجرة تين، تعرضت للحرق والقطع على يد قوات النظام، ما يعكس حجم الدمار الكبير الذي لحق بالقطاع الزراعي في المحافظة.
ويعرف عن أهالي إدلب اعتمادهم الكبير على القطاع الزراعي كمصدر أساسي للدخل، ويعتبرونه نشاطًا حيويًا يمارسونه بعناية ويحرصون على المحافظة عليه، بزراعة المحاصيل المختلفة كالقمح والعدس والحمص وغيرها من الحبوب.
موجة الجفاف تفاقم الوضع
وزادت موجة الجفاف التي شهدتها سوريا خلال هذا العام من حدة الموضوع، وكانت وزارة الزراعة السورية قد حذرت منها، ووصفتها بأنها الأسوأ منذ 70 عاماً، مشيرةً إلى انخفاض حاد في المخزون العام من المياه الجوفية والسطحية بنسبة تصل إلى 60% على مستوى الأراضي السورية، بما فيها إدلب وريفها. في الوقت نفسه، أشار محللون في المناخ إلى أن معدلات الأمطار للعام الماضي تراجعت إلى نحو 25% - 50%.
تحديات إعادة الأراضي الزراعية إلى دورة الإنتاج
يُجمع مهتمون بالشأن الزراعي في إدلب على أن "إعادة الأراضي إلى دورة الإنتاج تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين، إلى جانب الحاجة الملحة لعمليات الاستصلاح وتأهيل البنية التحتية للاستثمار الزراعي".
ويؤكد هؤلاء أن "غياب الدعم الكافي لهذا القطاع الحيوي قد يؤدي إلى حالة من الجمود، خصوصاً مع ارتفاع تكاليف الإنتاج والخسائر المادية التي يواجهها المزارعون"، مشددين على ضرورة "تبني خطة دعم شاملة تساهم في إنعاش الزراعة وتوفير بيئة مشجعة للعاملين فيها".
رغم التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي في إدلب، يواصل المزارعون التمسك بأرضهم، في انتظار دعم فعلي يعيد لهذا القطاع حيويته، ويؤمن مصدر رزق مستقر لآلاف العائلات في المنطقة. ويأمل السوريون أن تكون المبادرات الحالية خطوة أولى في مسار طويل لإعادة الحياة إلى الريف المنهك بفعل الحرب والإهمال.