"الصلابي" يُذكر السوريين بالسيناريو الليبي ويُحذر من "ثورة مضادة"
حذر المؤرخ الليبي والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، "علي الصلابي"، السوريين من الوقوع بالأخطاء التي وقع بها الشعب الليبي بعد ثورته ضد حكم "القذافي"، مؤكداً أن بعد كل ثورة هناك ثورة مضادة.
وتطرق "الصلابي" إلى انقسام الثوار بعد الوصول إلى العاصمة الليبية طرابلس،إلى فريقين، فريق الإسلاميين تسابقوا لاحتلال المعسكرات والسلاح. وفريق العلمانيين تسابقوا لاحتلال الاستديوهات والقنوات، ولفت إلى أن النظام الدولي تدخل لمنع تقدم الثوار من بنغازي باتجاه العاصمة، وتكرر قصف الثوار مرات لما حاولوا تجاوز خط البريقة في وسط ليبيا.
وشدد على أهمية ودور الإعلام، وقال إنه بعد فترة ظهر أن الإعلام أقوى تأثيرا من السلاح، فقد استطاع الإعلاميون تحريض الشارع على الثورة ورفع شعار: "نريد جيش وشرطة، لا نريد ميليشيات"، وكانت النتيجة هجوم الجماهير على المعسكرات ونجاح الثورة المضادة.
وأضاف: طكان الخطباء يذكرون الثوار بتواضع النبي ﷺ وتسامحه وعفوه في فتح مكة، ولكن سذاجة تنزيل هذا الخطاب على الواقع ظهرت بعد قيام أزلام القذافي بالثورة المضادة. فلما نجحوا لم يرقبوا في الثوار وأهاليهم إلا ولا ذمة".
وأكد أن الثورة المضادة أعادت تنظيم أجهزة الأمنية بسرية تامة ونظمت اغتيالات تبدو انتقامية تتهم بها التكفيريين من أجل تحريض فلول الثورة والناس على الثورة.
ولفت إلى نجاح العلمانيين في استغلال سذاجة المظاهرات المسلحة التي خرجت للمطالبة بتطبيق الشريعة، فتحولت الشريعة في صورة العوام إلى تطبيق للجلد وقطع الأيادي، وازداد تأكيد هذه الصورة المشوهة بعد تسمية أحد التشكيلات باسم "أنصار الشريعة"، موضحاً أن عناصرها متشددين سطحيين في فهم الإسلام وتطبيقه، فكانوا خير منفر عن الإسلام وأعظم دعاة للعلمانية والردة والإلحاد من حيث لا يشعرون.
وأضاف: "إلى يومنا هذا تستمر الثورة في ليبيا في صراع مستمر مع الثورة المضادة التي نجحت فيما فشلت فيه الثورة، وهو التحضير المبكر والتخطيط من أجل الانتقام من الثورة وتحميلها عبء الفشل في إدارة الدولة".
وأكد أن هذا يظهر واضحاً في الصراع السياسي بين "المجلس الوطني الانتقالي»= (برلمان الثورة) وضده «برلمان حفتر».. فقد سقط (برلمان الثورة) في إدارة الدولة بسبب الفشل المتراكم من أربعين سنة من ميراث نظام القذافي. لكن الثورة المضادة نجحت في توجيه سخط الناس نحو الثورة، فأسرع الناس إلى انتخاب (برلمان حفتر)، ووجد الدعم الدولي والإقليمي من الدول التي تدرك خطر نجاح الشعوب في الثورة وبناء الدولة..
وخلص بالقول: "أن الدول التي شاركت في وأد الربيع العربي تعلم علم اليقين أن خطر نجاح الثورة السورية بعد هذه السنوات أعظم خطراً عليها من نجاحها في السنة الأولى قبل 11 عاماً. لأن نجاحها يعني عند الشعوب ان الثورة ستنتصر ولو اجتمع عليها أهل الأرض والروس وإيران ومليشياتها وغيرهم..
ولم يكن حلماً بل هدفاً راسخاً دفعنا لأجله الدماء الغالية، سقوط إمبراطورية عائلة الأسد تحت اٌقدام الثوار في الثامن من شهر كانون الأول لعام 2024، سيكون عيداً وطنياً لسوريا الحرة، سوريا التي نطمح لبنائها بقدرات شبابنا وأبناء ثورتنا، نتشارك فيها فرحة النصر اليوم مع كل أطياف الشعب السوري، لتكون سوريا لكل السوريين، ليست حكراً لأحد سواء شارك في هذه الثورة أم كان صامتاً إلا المجرمين ومن تورطت أيديهم بالدماء.
وفي فجر اليوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، من دخول العاصمة دمشق، معقل الإرهابي الأكبر "بشار الأسد" المفترض في القصر الجمهوري، وتلذي تبين أنه فرَّ هارباً إلى جهة لم تحدد، لتحقق عملية "ردع العدوان" أسمى هدف للثورة السورية الحرة، في إسقاط "بشار الأسد" ونظامه، بعد أن عاث فساداً وقتلاً وتدميراً في سوريا، خلال سنوات عجاف مرت على الشعب السوري لقرابة 50 عاماً من حكم عائلة الأسد.
وبشار الأسد مسؤول عن مقتل مئات آلاف السوريين وتشريد الملايين منهم وتهجيرهم، وعن استنزاف موارد الدولة السورية في سبيل بقائه في السلطة، بالإضافة إلى تدمير الكثير من المدن والبلدات على رؤوس أصحابها بمختلف أنواع الأسلحة، وها هو اليوم يسقط مع منظومة الاستبداد التي يرأسها لتنتصر إرادة الشعب السوري.
بتحرير مدينة دمشق، وماسبقها من عمليات تحرير ضمن عملية "ردع العدوان"، في كامل تراب سوريا الحرة، تتحرر سوريا وتنفض غبار أكثر من 50 عاماً من حكم آل الأسد بالحديد والنار، ويسقط الأسد وكافة رموزه، فدخول الثوار اليوم لمدينة دمشق، يفتح الطريق بشكل كامل باتجاه الخلاص وبلوغ هدف الثورة في إسقاط الأسد وكافة رموزه.