"الشؤون السياسية" توجه تحذيراً عاجلاً لـ "المجتمع الدولي" لحماية المعتقلين من تصفيات انتقامية
وجهت "إدارة الشؤون السياسية"، تحذيراً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، وجميع القوى المعنية بحقوق الإنسان في سوريا، من مغبة قيام نظام الأسد بارتكاب مجازر بحق المعتقلين السياسيين والناشطين والمعارضين له، أو تصفيتهم بشكل انتقامي.
وقالت الإدارة إن نظام الأسد، الذي يمر اليوم في مرحلة انهيار سياسي وعسكري قد يكون على وشك ارتكاب مجازر بحق المعتقلين، لافتة إلى توثيق انتهاكات جسيمة ارتكبها النظام بحق المدنيين وكان المعتقلون في سجونه الهدف الأول لعقوبات قاسية لا ترحم.
وأوضحت الهيئة، أنه مع تدهور وضعه العسكري، فإن النظام قد يلجأ إلى استراتيجيات انتقامية، تشمل تصفية المعتقلين وتدمير الأدلة على جرائمه.
وحملت الهيئة، المجتمع الدولي المسؤولية عن حماية حياة هؤلاء المعتقلين ومحاسبة النظام السوري على أي جرائم قد تُرتكب ضدهم في هذه اللحظات الحاسمة، وطالبت بتكثيف الضغوط على النظام السوري لضمان إطلاق سراح جميع المعتقلين فورًا، وتوفير آلية مراقبة دولية لضمان سلامتهم قبل وصول قواتنا لتحريرهم.
يأتي البيان في الوقت الذي باتت فيه مواقع النظام تنهار تباعاً على حدود العاصمة دمشق، مع أنباء عن انسحاب الألوية القريبة من "سجن صيدنايا المركزي، والذي يضم السجن آلاف المعتقلين السوريين المغيبين منهم يعود اعتقاله لأكثر من 40 عاماً، ومصيره مجهول حتى اليوم، كذلك الأمر في الأفرع الأمنية والسجون السرية في العاصمة دمشق، والتي يمكن أن تشهد عمليات تصفية ميدانية جماعية من قبل النظام.
ويترقب ملايين السوريين بفارغ الصبر واللوعة، معرفة مصير ذويهم المغيب أي خبر عنهم، فيما يمكن أن يكشف الوصول للسجن عن جرائم وفظائع كبيرة ربما تكون قد ارتكبت بحق المعتقلين عبر تصفيات وإعدامات ميدانية كان يجري تنفيذها طيلة سنوات مضت، وتحتاج لأشهر طويلة لكشف سلسلة طويلة من تلك الجرائم التي مورست بكل فظاعة.
ولـ "سجن صيدنايا" تاريخ أسود في حياة السوريين عامة، فلا تكاد تخلوا بلدة أة قرية أو حي في مدينة إلا وذاق أبنائها مرارة الموت أو التعذيب أو التغييب لسنوات طويلة في ظلمات السجون، وذاق الويلات على يد عصابات النظام، لكن الأمل لايزال موجوداً للملايين أن يجدوا أبنائهم بين الأحياء الباقين في الزنازين الموصدة.
وسبق أن استطاعت فصائل الثوار في "إدارة العمليات العسكرية" إطلاق سراح آلاف السجناء في السجون التي وصلت إليها واستطاعت تحرير من فيها، في مدينة حلب، ومدينة حماة ممثلاً بالسجن المركزي وسجون الأفرع الأمنية، كما وصل ثوار السويداء للإفراج عن الآلاف في سجن السويداء، إضافة للعديد من السجون التي دخلت سياق التحرير، على أمل كشف مصير عشرات آلاف المعتقلين السوريين المغيبين في السجون.