
الرئيس أحمد الشرع من إدلب: الشعب السوري أعاد كرامة الوطن ورفع رأسه بين الأمم
أكد رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع أن الشعب السوري “دخل التاريخ من أوسع أبوابه” بفضل تضحياته وصموده، معتبراً أن ما تحقق خلال الأشهر الأخيرة أعاد لسوريا عزتها وكرامتها ومكانتها بين الأمم.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الرئيس الشرع في فعاليات حملة “الوفاء لإدلب”، حيث أوضح أنه فضّل أن يوجّه خطابه إلى السوريين من قلب إدلب بعد عودته من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفاءً لهذه المدينة ورمزيتها الوطنية.
الرئيس الشرع وصف السوريين بأنهم “أبطال الحكاية السورية وأصحاب قضيتها”، قائلاً: “ضحّيتم وعانيتم وشُرّدتم وقُتلتم وعُذّبتم، وبدماء شهدائكم وصرخات أطفالكم ودموع ثكلاكم وصبركم وثباتكم، صدقتم الله فصدقكم الله”.
وأضاف أن هذه التضحيات جعلت العالم يقف “مندهشاً ومقدراً لما حققه السوريون من إنجاز”، مؤكداً أن ما رآه في نيويورك كان احتراماً دولياً واضحاً لسوريا الجديدة وإرادتها في استعادة سيادتها واستقرارها.
وأشار الشرع إلى أن رفع العقوبات المفروضة على سوريا ليس غاية بحد ذاته، بل أداة لإعادة بناء البنية التحتية وتوفير حياة كريمة لكل السوريين.
رئيس الجمهورية أحمد الشرع قال إن وحدة الشعب السوري “واجب لا مفرّ منه”، مشدداً على أنها الأساس الذي يُبنى عليه مشروع سوريا الجديدة، التي يشارك في نهضتها جميع أبنائها دون أي تفرقة أو تمييز.
وأوضح الرئيس الشرع أن الجهود الوطنية يجب أن تتضافر، مع الاستفادة من حالة التفاعل الدولي مع قضية الشعب السوري، مبيناً أن رفع العقوبات المفروضة على البلاد ليس هدفاً نهائياً، بل أداة لخدمة المواطن، وجذب الاستثمارات، وتحسين الاقتصاد، وتطوير البنية التحتية، وخلق فرص عمل تعيد بناء البلد من داخله.
ولفت إلى أن سوريا لم تعد معزولة عن العالم، بل أعادت وصل ما انقطع وأثبتت قدرتها على تقديم الكثير، مشيراً إلى أن عودة سوريا إلى مكانتها التاريخية الفاعلة بين الأمم هو إنجاز يعكس قوة إرادة السوريين.
وأضاف: “كما نصرنا الله على أبشع نظام عرفه التاريخ الحديث، فإننا قادرون بإذن الله على بناء بلدنا من جديد”.
وأكمل الشرع كلمته بأن المرحلة الحالية تتطلب العمل والكدح والصبر، وتقديم كل ما يمكن لتحقيق الأهداف الوطنية، معتبراً أن هذه المرحلة تمثل “فرصة عظيمة للمّ الشمل”، ومشدداً على أن “قوة سوريا تكمن في وحدتها، فالوحدة رحمة والفرقة عذاب”
إدلب رمز الوفاء
ولفت الرئيس إلى أن عودته إلى دمشق – التي وصفها بأنها “أحب بقاع الأرض إلى قلبه” – لم تمنعه من اختيار إدلب مكاناً لإلقاء خطابه، قائلاً: “لكن إدلب هي العشق”، في إشارة إلى ما تمثله المحافظة من رمزية للتحرير والصمود.
وختم الرئيس الشرع كلمته بالتأكيد على أن السوريين “بصنيعهم هذا رفعوا رأس وطنهم عالياً بين الأمم”، معتبراً أن تضحياتهم كانت رسالة للعالم أجمع بأن سوريا تستحق أن تعود إلى موقعها الطبيعي، وأن تكون منارة للكرامة والعزة للأجيال القادمة.
تبرعات قياسية للحملة
وشهدت حملة “الوفاء لإدلب” تفاعلاً واسعاً منذ انطلاقها، حيث اقترب حجم التبرعات من حاجز 170 مليون دولار خلال ساعات قليلة، ما يعكس حجم التضامن الشعبي والرسمي مع أهداف الحملة في إعادة الإعمار وتحسين واقع البنى التحتية والخدمات في المحافظة