الأمهات السوريّات في مواجهة قتلة أبنائهن: رحلة من الألم والمطالبة بالعدالة
الأمهات السوريّات في مواجهة قتلة أبنائهن: رحلة من الألم والمطالبة بالعدالة
● أخبار سورية ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥

الأمهات السوريّات في مواجهة قتلة أبنائهن: رحلة من الألم والمطالبة بالعدالة

عاشت الأمهات في سوريا خلال سنوات الثورة مشاعر القهر والظلم بأبشع صورها، حيث قامت قوات نظام البائد باعتقال أبنائهن. فقُتل بعضهم، وتعرّض آخرون للتعذيب، بينما لا يزال كثيرون حتى اليوم تحت وطأة الاختفاء القسري، دون أن تعرف الوالدات شيئاً عن مصيره.

السوريات يطالبن بمحاسبة المتورطين
وبعد كل هذه السنوات الطويلة التي قضتها الأمهات في انتظار أبنائهن، وتجرّعن خلالها مرارة التهجير، ومرارة النزوح، ومرارة دمار المنازل والحرب والضيق الاقتصادي، لم يتبقَّ لديهن ما يشغلهن سوى المطالبة بمحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق أبنائهن بكل اصرار وتصميم.

القبض على المتورطين
وجاءت اللحظة المنتظرة، خاصة أن وزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي نفذت عدة عمليات أمنية خلال الفترة التي تلت تحرير البلاد من نظام الأسد، تمكّنت من خلالها، وفي فترات متفرقة، من القبض على عدد من المجرمين المتورطين في انتهاكات ضد المدنيين خلال الثورة السورية.

ومن بين من تم الذين تم القبض عليهم مؤخراً: العقيد يائل الحسن، قائد مستودعات مهين والمسؤول عن الحملات العسكرية في مهين والقريتين بريف حمص الشرقي، والنقيب وجيه أحمد إبراهيم، ضابط أمن مستودعات مهين، والملازم أول مصطفى ظاهر الخضر، قائد كتيبة الطوارئ المسؤولة عن تنفيذ الاعتقالات ونصب الكمائن في المنطقة.

لقاء الأمهات مع المجرمين
وقامت وزارة الداخلية السورية بجمع عدد من أمهات الضحايا مع هؤلاء المتورطين، ليتحدثن  عن الأذى الذي لحق بأبنائهن بسبب أولئك المجرمين. إحدى السيدات قالت إن ابنها ذهب لاستبدال اسطوانة الغاز، لكنه اعتُقل على يد يائل الحسن. وظلت الأم تنتظره طويلاً، لكنها رآت من اعتقله ولم تراه.

سيدة أخرى فقدت خمسة من أبنائها، من بينهم محمد عموري، الذي تعرض للاعتقال على يد عقيد مهين يائل الحسن، وذلك أثناء سيره في طريق حوارين برفقة الضابط المنشق عن النظام البائد نديم عمار.

من جهته، أكد عبد الحكيم العمار، شقيق النقيب نديم العمار، أن شقيقه تعرّض لكمين أثناء عودته من مدينة القريتين باتجاه حوارين. وأشار إلى أنه بحسب المعلومات التي وصلته، فقد نقله جيش النظام البائد إلى مستودعات مهين، حيث قام النقيب وجيه إبراهيم بقتله لاحقاً.

وأم أخرى أدلت بشهادتها، وذكرت أن ابنها الشهيد محمد قاسم السليمان، تعرض للاعتقال على الطريق بين مهين وصدد على يد العقيد يائل الحسن في الساعة السابعة وخمسة وأربعين دقيقة يوم سبعة وعشرين من رمضان. حينها كان ابنها متجهاً للصلاة في الجامع، لكنه لم يعد أبداً. وأكدت الأم أن لا يوجد بيت في بلدها إلا وقد تأذى من أفعال المدعو يائل الحسن.

الأمهات تسترد جزء من حقها
لقاء الأمهات مع الجلادين يحمل رمزية مهمة، فهو مواجهة مباشرة بين الأمهات ومن تسبب في ألم أبنائهن. جلوسهن أمام هؤلاء الأشخاص الذين أصبحوا الآن في وضع المعتقلين، يلبسون البزات المخططة ويفقدون حريتهم، يمنحهن شعوراً جزئياً باسترداد الحق.

وعرض هذا اللقاء على الهواء مباشرة، ليكون متاحاً لجميع السوريين، يقدم رسالة واضحة مفادها أن كل من تسبب بألم الأمهات السوريات ومعاناتهن لن ينجو من العقاب، وسيلاقي جزاءه العادل عاجلاً أم آجلاً، وأن جميع المتورطين ستتم ملاحقتهم ومحاسبتهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ