ما الفرق بين من يذل المدنيين لأجل عبوة ماء .... أو جرة غاز ...!؟
مقال: ضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام بالمشهد المذل الذي يمارسه عضو مجلس الشعب في نظام الأسد "محمد قبنض" وهو يوزع الماء على العائلات الهاربة من جحيم الموت في الغوطة الشرقية، مشترطاً عليه بطريقة مهينة ومذلة الهتاف لمن قتل أبنائهم وهجرهم مقابل الحصول على عبوة ماء صغيرة.
بالمقال وفي الشمال السوري هناك من استخدم جرة الغاز والمحروقات لإذلال المدنيين و تركيعهم في المناطق الخارجة عن سيطرته، كما فعل مسؤولي هيئة تحرير الشام من خلال منع وصول الوقود والغاز للمناطق الخارجة عن سيطرتهم في الاقتتال الأخير الحاصل، بعد احتكار المحروقات والغاز لأكثر من شهرين عبر شركة وتد.
ولعل الشروط المذلة التي فرضتها تحرير الشام عبر مسؤوليها في وتد وحكومة الإنقاذ على المدنيين والمجالس المحلية في المناطق المحررة لاتختلف عما قام به عضو مجلس الشعب في حكومة الأسد إلا أن الأخير عدو يتعامل مع مدنيين هتفوا لإسقاط نظامه وتحددوه لسنوات وجاءته الفرصة للانتقام، أما المدنيين في المناطق المحررة فليس ذنبهم شيء إلا أن الفصائل تصارعت على حكمهم والتحكم بمقدرات أرضهم والادعاء بنصرتهم وهم لاحول ولاقوة.
ليس حال أم الشهيد أو المعتقل أو العائلة الفقيرة وشعورها بالخذلان والعجز أمام حالة الذل التي تواجهها في سبيل الحصول على جرة الغاز التي تطهوا فيها الطعام لأبنائها وسط تحكم فصيل في توزيعها وتحديد من هم مستحقوها، بأفضل من تلك الأم أو الطفل الذي قبل الهتاف للأسد أو حرك بشفاه متظاهراً بذلك للحصول على عبوة ماء يروي بها ظمأه بعد خروجه من الموت الذي لاحقه لسنوات مكسوراً خائباً.