رسائل فارسية وإسرائيلية متبادلة على الأراضي السورية بسيناريو مضحك
رسالة تثير الضحك من قبل الاحتلال الفارسي للاحتلال الإسرائيلي، من خلال إرسال طهران طائرة دون طيار إلى الأجواء الإسرائيلية، في محاولة منها لتلقين الولايات المتحدة درساً بعد ضربة الأمريكان لميليشياتها في دير الزور، يوم الخميس، والتي قتل فيها 100 من عناصرها.
تحاول طهران أن تظهر بمظهر لائق بعد تدخل ضمني في سوريا منذ بدايات الثورة، وإعلان رسمي عن دعمها لنظام الأسد منذ 4 سنوات، إذ حاولت أن تؤكد لإسرائيل والولايات المتحدة وروسيا أيضاً، أنها قادرة على الرد في وجه من يحاول قضم احتلالها لسوريا، في مسعى منها لحفظ ماء وجهها بعد مقتل 100 عنصر من ميليشياتها في ضربة أمريكية كانت موجعة لها.
ماحصل اليوم من هجمات إسرائيلية على مواقع إيرانية ومواقع عسكرية تابعة لنظام الأسد، يأتي بالتزامن مع حرب باتت بين دول داخل "سوريا" المقسمة، فروسيا تحاول تحجيم ايران، وايران تحاول أن تثبت وجودها أمام روسيا والعالم أجمع، وروسيا تتأرجح بعد ضربة مطار حميميم بطائرات مسيرة وإسقاط سو-25، وأمريكا في حيرة بين إرضاء تركيا وبين مآربها في السيطرة على آبار النفط بأداتها الكردية، والغائب الوحيد في هذه المعادلة هو الشعب السوري، فلا مكان له في هذه الحرب سوى الموت تحت القصف والحصار.
ما يثير السخرية، أن إسرائيل استعرضت قدراتها العسكرية لتؤكد أنها قادرة على إنهاء الوجود الإيراني ونظام الأسد في سوريا، وتعود لتؤكد أنها لا تريد التصعيد، بالرغم من تأكيدها أن النظام وايران يلعبان بالنار، وماهذا إلا دليل أن إسرائيل لا تريد أن تنهي الحرب في سوريا في هذه المرحلة الزمنية لأنه لا مصلحة لها ولخاصرتها أمريكا بأي تصعيد، والقصف الذي أعلنت عنه اليوم هو مجرد درس قاس لإيران لتعرف قدر نفسها وسط الكبار، ومن ثم ستترك كافة الأطراف تنزف في سوريا وتعود لقواعدها من جديد.
ووسط هذا السيناريو الذي اعتدنا عليه في سوريا منذ اندلاع الثورة، ولكن بإنتاج أقل تكلفة وأقل تمثيل، تعد قناة الميادين التابعة لحزب الله تقريراً، تؤكد فيه أن إسقاط الدفاعات الجوية التابعة لنظام الأسد، لطائرة حربية إسرائيلية، هو قرار سياسي وعسكري واستراتيجي حاسم من قبل نظام الأسد ومن أسمتهم "محور المقاومة"، وأضافت بلكنة إعلامية ساذجة أن هذه الرسالة "رسالة ردع" وليست "رسالة رد" لإسرائيل.
ولكن مهما حصل من سقوط طائرات حربية روسية أو إسرائيلية في سوريا، فإن الشعب السوري بات متيقناً وأكثر إدراكاً سياسياً بعد حرب خاضها خلال السبع سنوات، وهو يعلم تماماً أن هذه السيناريوهات الإسرائيلية والفارسية والموزنبيقية، هي فقط قرصات أذن بين جيوش متلاحمة ومتفقة على تقسيم سوريا بالشكل الذي يلائم الجميع، إلا صاحب الأرض السورية وشعبها.