
اقتراب نهاية الأسد يدفع حزب الله لتسريع "معركة القلمون"
يعود القلمون للواجهة من جديد ، كاسم عام دون ارتباطه بمدينة أو منطقة بعينها ، فالمعركة القادمة تحمل اسم "معركة القلمون" ، التي يُنظر لها من قبل مُدعي الهجوم على أنها أم المعارك ، و يسوق للأمر على أن الإعجاز سيتحقق هناك ، ووعود زعيم المليشليا ستكون منفذة.
مشاركة قوات حزب الله الإرهابية على الأرض السورية خف زخمها كثيراً و اختفت في عدة مناطق ، بعد الخسائر الكبيرة التي أنهكت الجسد البالي للحزب ، الذي وجد نفسه داخل منطقة تلفظه دوماً و تُعيد مقاتليه أجساداً متناثرة في توابيت أو مثخنة بالجراح .
حزب الله يقود حالياً ماكينة اعلامية كبيرة جداً و قد تكون الأكبر على مدى أربع سنوات القتل في سوريا ، فشلت معارك "مثلث الموت" في درعا ، تقهقر النظام الذي يسانده على كافة الجبهات ، و تصدعت ايران التي تدعهما و توجههما ، و بات النهاية قريبة أو وشيكة ، لذا فلابد من البحث عن نصر داخل جبال القلمون ، و تأمين خط أو طريق سحب ما تبقى من الترسانة التي يملهكا الأسد ، إلى لبنان ليضمن استمرار السيطرة على الجميع في لبنان من خلال التفوق بالسلاح .
يسوق الحزب معارك القلمون ، القريبة الإندلاع ، على انها معركة من أجل تحصين لبنان ، و إنهاء وجود المعارضة السورية و الثوار في الجبال الفاصلة بين لبنان و سوريا ، و طبعاً حضور مصطلح "التكفريين" ، و ترديد الخطر على لبنان الذي تعهد بحمايته ، هذه الخطب و الخدع التي لا تنطلي إلا على مؤيديه ، في حين يرى اللبنانيون أن أفعال الحزب ماهي إلا لمصالحه الضيقة و تنفيذ لمخططات إيران في المنطقة ، و خير رد ما قاله سمير جعع " من قال أننا نخاف من النصرة أو داعش " .
السبب الأساسي الذي دفع الحزب لسحب غالبية قواته من الأراضي السورية و إفراغ القرى الشيعية اللبنانية من الشبان و التحضير لمعركة القلمون ، ينبع من استشعاره لاقتراب سقوط الأسد ، و الحاجة لممر بين الجبال ليسحب الترسانة التي يملكها الأسد بأسرع وقت قد السقوط بات وشيكاً ، ففي المناطق القريبة من القلمون المستودعات المركزية لقوات الأسد ، في عين منين و دنحة و ..... إضافة إلى اللواء 155 الذي يحوي على الصواريخ البالستية ، و عشرات القطع العسكرية المنتشرة و الممتلئ بالعتاد و السلاح و الذخيرة.
اذا الغاية هي سحب السلاح بأسرع وقت عبر طرق آمنة يتم تأمينها من خلال حشد كل القوات التي يملكها لتحقيق هذه الغاية ، و لكن هل معركة القلمون هي نزهة عادية !؟ أم معركة كباقي المعارك التي خاضها الحزب في المنطقة !؟
و تحديد الإجابة يستوجب العودة إلى المعركة السابقة و التي جرت العام الماضي في يبرود و رنكوس و باقي نقاط القلمون ، والتي خاض الثوار فيها حرب ضروس مع الحزب و كلفته حينها أكثر من 1350 قتيل و مئات الجرحى ، و لم يتمكن من تحقيق التقدم إلا من خلال الخيانات التي حدثت هنا و هناك ، إضافة لتخاذل الجميع في مساندة الثوار على الأرض .
أما معركة الجرود اليوم ، فهي مختلفة تماماً ، فالإمتداد الجغرافي لها كبير جداً و التضاريس المعقدة و الشربكات الناتجة عن تداخل الحدود و وجود الممرات السرية سيحول الجرود إلى شواهد لقبور الآلاف المتبقة من الحزب .
معركة القلمون هي أم المعارك ليس لإنتصار حزب الله ، و إنما هي أم المعارك التي ستنهي الحزب ....
و للحديث بقية ..