
باراك يبحث مع نتنياهو الوضع في سوريا ويؤكد دعم رؤية ترامب لعدم تهديد "إسرائيل"
أجرى السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب إلى سوريا، توماس باراك، اجتماعًا في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ناقش خلاله تطورات الملف السوري والأوضاع الإقليمية.
وكتب باراك في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، أن اللقاء تركز على رؤية الرئيس ترمب لسوريا "كدولة ينبغي ألا تكون منصة تهديد لجيرانها، بما في ذلك إسرائيل، سواء من قبل دول أو كيانات غير حكومية".
وعقب وصوله إلى إسرائيل، قام باراك بجولة ميدانية في مرتفعات الجولان السوري المحتل، برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، والوزير رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، إلى جانب عدد من قادة الجيش الإسرائيلي. وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الجولة شملت زيارة نقاط استراتيجية حساسة في المنطقة.
في سياق متصل، أكد السيناتور الأميركي مارلين ستوتزمان، في مقابلة مع الصحيفة ذاتها، أن الرئيس السوري أحمد الشرع أبدى مرونة واستعدادًا للدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن ذلك مرهون بالحفاظ على وحدة سوريا وعدم تقسيمها أو تغيير حدودها الحالية.
وأوضح ستوتزمان، الذي زار إسرائيل مؤخرًا برفقة السيناتور أندرو كلايد، أن الشرع "قال الأمور الصحيحة"، مشددًا في الوقت ذاته على أن "الأفعال اليومية هي التي ستثبت صدق نواياه". وأضاف: "الشعب السوري يريد إعادة بناء حياته، ويجب منحه فرصة لتحقيق ذلك".
وفيما يتعلق بخلفية الرئيس الشرع، قال ستوتزمان إن عليه إثبات أنه لم يعد يمارس سياسات دكتاتورية أو يدعم الإرهاب، مشيرًا إلى أن "الفرصة ممكنة لكن مشروطة بسلوكه المستقبلي".
كما أشار إلى معلومات حول نية الشرع السماح بفتح سفارة إيرانية في دمشق، إلا أن منح التأشيرات للإيرانيين سيكون مقيدًا وفقًا للسياسات الجديدة، في إشارة إلى مساعي سوريا الجديدة لإعادة ضبط علاقاتها الخارجية ضمن ضوابط أمنية وسياسية محسوبة.
وكانت كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة مفاجئة أجراها المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا إلى منطقة الجولان السوري المحتل، برفقة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف كاتس، والوزير رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وعدد من القادة العسكريين.
وأشارت صحيفة "إسرائيل هيوم" إلى أن المسؤول الأميركي اطلع خلال الجولة على الأوضاع الأمنية في الجولان، وزار مواقع استراتيجية، في إطار تنسيق أمني متزايد بين واشنطن وتل أبيب، وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتغيرات في المشهد السوري بعد سقوط نظام الأسد البائد.
وجاءت الزيارة عقب تصعيد إسرائيلي ليلاً إذ شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، بعد منتصف ليل الرابع من حزيران 2025، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية في ريف محافظة درعا، وطال القصف مناطق عدة، من بينها الفوج 175 قرب مدينة إزرع، ومحيط تل المال شمالي درعا، إضافة إلى ضربات جوية بين سعسع وكناكر، وغارات على تل المحص قرب بلدة نمر ومدينة جاسم شمالي المحافظة.
وكانت أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا عبر مكتبها الإعلامي، أكدت فيه أنها لم تتحقق من صحة الأنباء المتداولة عن إطلاق نيران من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل، مشيرة إلى احتمال استغلال بعض الأطراف للموقف بهدف زعزعة الاستقرار في الجنوب.
وأكدت الخارجية أن سوريا لا تشكل تهديدًا لأي دولة في المنطقة، وأن أولويات الدولة السورية في الجنوب تتركز على بسط سيادة القانون وإنهاء انتشار السلاح خارج المؤسسات الرسمية، بما يعزز الأمن والاستقرار.
كما أدانت دمشق بشدة القصف الإسرائيلي الذي طال مناطق مدنية في محافظة درعا، معتبرة أن الهجوم يُعد انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية، ويزيد من منسوب التوتر في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى التهدئة والحلول السياسية.
تشير التطورات الأخيرة إلى مرحلة جديدة من التصعيد المحتمل، خاصة بعد فترة من الهدوء النسبي على الحدود السورية مع الأراضي المحتلة، رغم استمرار الهجمات الجوية الإسرائيلية على مواقع في ريفي اللاذقية وطرطوس.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة الأميركية للجولان، المتزامنة مع تصعيد ميداني، تحمل رسائل سياسية واضحة، وقد تمهّد لإعادة رسم التوازنات الأمنية على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.