هل فقدت قيادة "تحـ ـرير الشـ ـام" هيبتها أمام عناصرها وشعبيتها بعد "قضية العملاء"..؟
هل فقدت قيادة "تحـ ـرير الشـ ـام" هيبتها أمام عناصرها وشعبيتها بعد "قضية العملاء"..؟
● تقارير خاصة ١٤ فبراير ٢٠٢٤

هل فقدت قيادة "تحـ ـرير الشـ ـام" هيبتها أمام عناصرها وشعبيتها بعد "قضية العملاء"..؟

ألقت الحملة الأمنية التي شنتها قيادة "هيئة تحرير الشام"، خلال الأشهر الماضية، ضد من أسمتهم "العملاء" من قياداتها وكوادرها، بثقلها على قائد الهيئة "أبو محمد الجولاني" ومشروعه، وباتت هيبته ومصداقيته على المحك، وسط حديث عن زعزعة الثقة بين تيارات الهيئة التي مارس بعضها التعذيب والاعتقال لصالح تقوية نفوذه على حساب تيارات أخرى، فضحت حقيقة المشروع، وباتت هيبة "الجولاني" وقياداته مكسورة أمام قياداته وعناصره والحاضنة الشعبية، وفق حديث الشارع اليوم.

هل فقدت قيادة "تحرير الشام" هيبتها أمام عناصرها وشعبيتها بعد قضية العملاء؟ .. وهي التي تملك تاريخ طويل في تحريف الوقائع وتسويقها وفق ما تريد (شيطنة الخصوم) .. وإلى أين تسير قيادة الهيئة بعد "قضية العملاء" وهل لاتزال الثقة قائمة بين القيادة والمعتقلين بعد تشويه صورتهم وثوريتهم وتعذيبهم ومن ثم الإفراج عنهم براءة...؟؟.

أيضاً: ألم تكشف قضية العملاء زيف ادعاءات واتهامات الهيئة لخصومها طيلة سنوات مضت أنهتهم جميعاً بحجج وتهم لم تستطع إثباتها حتى اليوم...؟، ألم يكن لهذه الحجج وحملات الإنهاء انعكاس سلبي ساهم في إضعاف الثورة تتحمله الهيئة، رغم أنها لم تقر بهذا الخطأ..؟، بهذه الأسئلة تستعرض شبكة "شام" الإخبارية، في تقريرها، قضية جوهرية بات الحديث عنها متصاعداً، وباتت تلك الأسئلة تحتاج لإجابة واضحة أمام الحاضنة الشعبية في الشمال المحرر.

تجدر الإشارة إلى أن فريق التحرير تواصل مع مكتب العلاقات الإعلامية في "هيئة تحرير الشام" للحصول على ردهم على الأسئلة، دون الحصول على إجابة بعد يومين من الانتظار.


📍فقدت الكثير من شعبيتها (المتآكلة اصلا)

بهذا الشأن، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور "باسل معراوي"، إن الهيئة فقدت الكثير من شعبيتها (المتآكلة اصلا) أما عناصرها أولاً وجمهورها ثانياً، وخاصة العناصر والجمهور من المؤدلجين فكرياً، إذ أصبحت النظريات والخطابات والشعارات في واد، وما يحصل على الأرض في وادٍ آخر.

واعتبر "معراوي" في حديث لشبكة "شام"، أن بنية الخطاب الذي تعتمده الهيئة وتقدم نفسها من خلاله وتطلب التضحيات بالنفس لأجله هو "الاستمرار في الجهاد ضد الأعداء الى يوم الدين".. وليس لإقامة منطقة حكم ذاتي وسلطة أمر واقع.


📍حنق شعبي على سلوكها وقضية العملاء لم تقنع أحد

وتحدث الكاتب عن وجود "حنق شعبي كبير على سلوكها بذلك من انطلاق مسار أستانا في 2017 ولغاية توقف المعارك الكبرى بعد احتلال قوات العدو لمعرة النعمان وسراقب وكفرنبل، ولم تستعمل الهيئة - برأيه - أدنى جزء من قوّتها في التصدي للعدو بينما في بغيها على الفصائل كان الجمهور يرى الأرتال الكبيرة والأسلحة الثقيلة".

وحول "قضية العملاء" أوضح "معراوي" لشبكة "شام"، أنها قضية لم تقنع أحداً من العناصر والجمهور وماهي إلا صراع أجنحة على مراكز القرار والسلطة والموارد، كما هو ظاهر للعيان بين كتلة "بنش والكتلة الشرقية"، وبين أنه من غير المفهوم أن يقوم صديق "الجولاني" المقرب وشريكه منذ أيام وجودهما في العراق معاً والرجل الذي أسس التنظيم معه وكان الشرعي العام له لسنوات أن يكون عميلاً؟؟ وبتهم ضبابية ولم يتم إعلان أي شيء عن نتائج التحقيق ولو بفيديو بعد انتزاعه من "القحطاني".

وبين أنه من غير المقبول القول إن المئات من قيادات الصف الأول والثاني من الأمنيين أن يتم اعتقالهم بوقت واحد بتهم التخابر لجهات مختلفة، معتبراً أنها لم تخطر على بال صانعي المسلسلات الطويلة الدرامية التركية والمكسيكية"، كذلك بعد اعتقالهم وتعذيبهم لأشهر يتم الإفراج عنهم ويخرج الجولاني بنفسه للاعتذار منهم، مؤكداً أنه ارتباك أو تمثيلية أو تآكل داخلي وتفسّخ وانحلال، وهذا ما يجري داخل الهيئة باختصار.


📍لا مستقبل سياسي للهيئة وهي ورقة تفاوضية مهمة

وأكد الكاتب "معراوي" أنه لا مستقبل سياسي للهيئة مهما حاولت من وضع المساحيق على وجهها أو غربلة خطابها فهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة الدولي والمصنف كحركة إرهابية دولية من الأمم المتحدة ومن كل دول العالم، وقائدها "الجولاني" على رأس المطلوبين مقابل جائزة مالية للولايات المتحدة، ولكن مرحلياً تحتاجها معظم الأطراف.

وحول موقف تركيا، رأي أنها ترى في الهيئة سلطة مقبولة لإدارة مناطق على حدودها بشكل مقبول لحماية أراضيها من اللجوء السوري، كما أنها تؤمن حماية الأرتال التركية الداخلة والخارجة من سوريا وتعمل أمنيا على عدم التعرض لهم من أي أحد معارض لتواجدهم، موضحاً أن الهيئة تعتبر ورقة تفاوضية مهمة بيد الحكومة التركية للمساومة بها على تنظيم إرهابي معاد لتركيا يدعمه نظام الأسد وروسيا وإيران والولايات المتحدة.


📍وجود النصرة بإدلب يُشيطن الثورة السورية

ووفق "معراوي" فإن (روسيا و‘يران والنظام) ترى أن وجود النصرة في إدلب يُشيطن الثورة السورية ويقدم المجموعات المعارضة للأسد كمجموعات إرهابية دولية وهذا ما يدعم السردية التي يقدمونها عن الثورة السورية، ويتيح لهم تواجد الهيئة في إدلب عدم إبرام أي اتفاق هدنة أو وقف إطلاق نار على الأقل والاستمرار في استهداف المدنيين لعدم بناء نموذج منافس جيد (اقتصادياً واجتماعياً) لنظام الأسد، وبالفعل يقوم نظام الأسد بالقصف اليومي للمدنيين في إدلب بحجة وجود تنظيمات إرهابية، وفق تعبيره.

ورأي أن "الولايات المتحدة والدول الغربية عموماً"، لا ترى مبرراً لضرب تلك الجماعة طالما أنها لا تهدد مصالحها ولا تُصدّر خطاباً أمميا جهادياً للخارج وأجندتها العملية وطنية بحتة، وتصنيف الإرهاب جاهز لضربها حين تحاول الخروج عن تلك القواعد، كما يشكل تعاون الهيئة الأمني مع قوات التحالف الدولي بسوريا حلقة مهمة للإبقاء عليها مرحلياً حيث أجهزت على كل التنظيمات المتطرفة الخطرة على الغرب، وفق كلام الكاتب "معراوي"


📍الغضب كبير وخصوصاً على الأمنيين والجهاز الأمني

في السياق، قال الناشط الإعلامي المخضرم "فادي ياسين"، إن الحديث عن فقدان هيبة قيادة "تحرير الشام" أمام عناصرها وفقدان شعبيتها بسبب قضايا مثل العملاء تعتمد على عدة عوامل، منها كيفية إدارتها لهذه القضايا والتواصل مع أتباعها والسكان المحليين، إذ كانت هناك شكوك حول صدقية الاتهامات والمحاكمات، فقد يؤثر ذلك سلباً على مكانتها.

وأوضح الناشط في حديث لشبكة "شام" أنه بالنظر إلى الشهادات التي تصل من المفرج عنهم من سجون الهيئة - يقصد عناصرها - فإن الغضب كبير وخصوصاً على الأمنيين والجهاز الأمني ككل وهذا يترتب عليه خلخلة الصف الداخلي وخلق فجوة بين مكونات الهيئة.


📍الذباب الإلكتروني في خدمة مشروعها

واعتبر الناشط أن المتتبع لتاريخ الهيئة يرى بوضوح أساليبها واستخدامها للذباب الإلكتروني والحرب الإعلامية في خدمة مشروعها وتسويقه، بل زادت وتطرفت كثيراً في حربها ضد الخصوم وألفت قصص وروايات لا تمت للواقع بصلة وآخرها الفلم الشهير لما يسمى قناة مراقب المحرر والذي تبين أنه مسرحية هزلية سيئة الإخراج برأيه.

وحول الثقة بعد قضية العملاء، قسمها الناشط إلى خطين متوازيين، أولا: ثقة عناصر الهيئة بالقيادة والتي كانت قوية جداً تصل لمرحلة العمى وبعد قضية العملاء اهتزت كثيراً وكثيراً جداً برأيه، واعتبر أن هذا قد يؤدي إلى صدام في المدى القريب والمتوسط، ثانيا: ثقة الحاضنة والتي هي بالأساس متأرجحة وغير راضية أبداً، وقال: "أكاد أجزم أنها انعدمت نهائياً في الوقت الحالي إلا من المنافقين المستفيدين".


📍تستخدم الاتهامات لإنهاء خصومها دون أدلة مقنعة

وتطرق الناشط إلى "زيف الادعاءات والاتهامات"، وأوضح أن الهيئة تستخدم الاتهامات كوسيلة لإنهاء خصومها دون أدلة مقنعة وهذا الأمر لم يكن مجهولاً، ولكن كان ينقصه الدليل والوقائع وبعد قضية العملاء أصبح معروفاً للقاصي والداني ولا يحتاج إلى شرح أو إثبات، فهذا يشير - برأيه - إلى مشكلة خطيرة في طريقة تعاملها مع العدالة والمعارضين، وأدى الى تآكل الدعم والمصداقية بل زاد الطين بفقدان الثقة بالمؤسسة القضائية التي كانت بالأساس مهزوزة.

واعتبر الناشط في حديثه لـ "شام" أن الحملات التي تقوم بها الهيئة ضد خصومها قد يكون لها تأثير سلبي على الثورة السورية ككل، خاصة إذا أدت إلى انقسامات داخلية وتقويض للتوحد ضد النظام السوري وبالطبع أي ضعف لأي مكون عسكري هو إضعاف للثورة وهذا ما أفرزته الاقتتالات على مدى سنوات الثورة وبالنهاية عناصر "تحرير الشام" هم من أبناء هذه الثورة برأيه.

ولفت الناشط إلى أن تقييم تأثير "هيئة تحرير الشام" على الوضع في سوريا يتطلب تحليلًا معمقًا ودراسة الواقع الحالي وربطه مع الماضي وتوقعات المستقبل وما سيحدث، وختم حديثه بالقول إن "غلطة الشاطر بألف، وأن الجولاني بعد الآن ليس كما كان قبل بعيون جماعته، حيث كان شخصية توافقية بأكثر من الثلثين تقريباً وله قدسيته عند عناصرهم كما ربوهم على الطاعة والولاء، أما حاليا انقلب الأمر عكسياً وأظن لم يعد يملك الثلث وربما يكونوا من المنتفعين".


📍هزة قوية جداً لم تحصل منذ سنوات ووصلت لمنعطف حاد 

وقال المدون والناشط السياسي "معتز ناصر" إن ما حصل ضمن الهيئة هزة قوية جداً لم تحصل منذ سنوات، وقد وصلت الأمور لمنعطف حاد، لكن المراقب للحدث يدرك أن قيادة الهيئة اتخذت خطوات للوراء ساهمت لحد كبير في تخفيف التوتر، وتقليل حدة النزاع، ويبقى الأساس لإنهاء المشكلة من جذورها هو الإصلاح الحقيقي للمفاصل الأمنية، والقضائية، والإعلامية ضمن الهيئة، بما يضمن عدم تكرار ما حدث، وإنصاف جميع المتضررين. 


📍تيار متشدد في الهيئة أقصته تدريجياً

وأضاف ناصر في حديث لشبكة "شام" أنه "مما كان يؤخذ على تيار واسع ضمن الهيئة الطرح الحدي في مواجهة المخالفين، فقد كان هناك تيار أميل للتشدد في الهيئة اختصاصه تحويل كل خصم سياسي أو فصائلي لها لخصم عقدي من أجل التعبئة والتحشيد ضمن الجماعة ضده، هذا التيار يحسب للهيئة إقصاؤه تدريجيا رغم نفوذه الشديد داخلها، لكن مع ذلك لمّا تصل الهيئة بعد لدرجة الشفافية المطلوبة منها في توضيح الوقائع للجمهور".


📍رابط عقدي قوي يجمع أبناء الهيئة

وذكر أنه "بعيداً عن الطروحات الرغبوية والعاطفية، لا أظن أن حادثة العملاء على خطورتها  ستكون بادرة انشقاق وتفكك ضمن الهيئة، رغم التعاطي الخاطئ مع القضية بداية وباعتراف قيادة الهيئة، ثم محاولة إصلاح ما حصل مع الاعتراف بخطئه، أظن أن هناك رابطا عقديا قويا لا يزال يجمع أبناء الهيئة".

واعتبر المدون في حديثه لشبكة "شام" أن "ما يزيد تجمعهم أيضا هو تخوفهم من خسارة ما صنعوه من منظومات عسكرية وحوكمية تضبط إدلب ولو بالحد الأدنى، ووجود بديل يصنف عند أبناء الهيئة، وكثير من أهل إدلب أنه أسوأ من الهيئة بمراحل، ألا وهو الجيش الوطني، الذي لم يفلح بتقديم نموذج أفضل من الهيئة بأي شيء حسب رأي كثير من المراقبين، ما أسهم ذلك بتماسك الهيئة، وظهورها بشكل أحسن مما هي عليه عن الواقع".


📍قضية العملاء تثبت صحة ما كان يؤخذ على الهيئة 

وبين أن "ما حصل في قضية العملاء يثبت صحة ما كان يؤخذ على الهيئة، وتنتقد لأجله سابقا، وهو موضوع التعاطي غير المنضبط مع المخالفين، أو الخصوم، سواء من ناحية إعلامية، أو أمنية، ويوجب على الهيئة واجب أخلاقي مهم في إصلاح جهاز الأمن، والقضاء، والإعلام شبه الرسمي والرديف، وأيضا إنصاف من ناله أذى من أجهزتها خاصة من لا يملكون ظهرا أو شوكة تذود عنهم". 

 

📍تمكين الأمنيين وتيارات التشدد أجج الاقتتالات الداخلية

ونوه إلى أن "إطلاق العنان داخل الهيئة سابقا لتيارات التشدد في الخطاب والتوجيه، ثم للأمنيين المسيئين، كان له دور مهم في تأجيج القتالات الداخلية في الثورة السورية، بنفس الوقت هناك أطراف أخرى لا تريد الاستفادة من الدرس، ولاتزال حبيسة الماضي وتصنيفاته ومشاكله، فتصرّ على اتهام الهيئة بتهم عقدية خاطئة يترتب عليها أحكام قاسية تسهم في استمرار عمليات التأجيج والشحن الدافعة للاقتتال، وتزيد من تخندق الهيئة خلف ماضيها".

ورأى "ناصر" في ختام حديثه، أن "العداءات الصفرية، والشحن العقدي البيني لمكونات الثورة خطأ مارسناه بحق أنفسنا وبعضنا، ولو بنسب متفاوتة، ترتب عليه استنزاف مقدراتنا، وخسارة حاضنتنا، وهزيمتنا في مواجهة النظام، ومن موجبات تصحيح هذا الخطأ عند كل الأطراف بما فيها الهيئة الاعتراف به، ثم تغييره لسلوك أكثر إيجابية يضمن إيجاد أرضية ثورية مشتركة تجمع كل قوى الثورة في مواجهة النظام".


📍سقوط ورقة التوت بأنها مشروع ثوري 

في السياق، قال "عبد الكريم ليله (أبو فراس الحلبي) وهو ناشط إعلامي مخضرم، إن الهيئة فقدت هيبتها أمام عناصرها وسقطت ورقة التوت الأخيرة التي كانت تستر نفسها بأنها مشروع ثوري وظهرت حقيقة القبضة الأمنية المرعبة التي تحكم بها الهيئة في مناطقها حتى اكتوى بنارها قادة على أعلى المستويات في صفوفها، معتبراً أن هذا يعكس فقدان الثقة حتى بين القادة أنفسهم وليس فقط بين القادة والجند.

وعلى المنحى الشعبي، أكد "الحلبي" في حديث لشبكة "شام"، أن هناك سخط شعبي قديم على الهيئة بدأ منذ بغيها على الفصائل واستباحتها للدماء من أجل السلطة في حين عدم قيامها بمعارك تحرير واكتفت بإدارة المنطقة والسيطرة على المعابر وجمع الضرائب واحتكارها الكثير من السلع ماساهم في ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

وبين الناشط أن كل ماسبق قامت به الهيئة بحجة الإدارة والتنظيم وبناء المؤسسات التي ظهر ضعفها وعجزها في القضية الأخيرة خصوصا بعد فضائح التعذيب في سجون الأمن العام وضعف القضاء النزيه في أخذ دوره وحكمه بالعدل، وحتى حكم البراءة لم يكن بحكم قضائي وإنما بقرار من "الجولاني" بشكل مباشر، وفق تعبيره.


📍شيطنة خصومها واستغلال الأزمات لصالحها

ولفت الناشط الحلبي إلى أن الهيئة بذلت جهد كبير في شيطنة خصومها عبر الإعلام الرديف الذي صرفت عليه الأموال وشكلت مؤسسات إعلامية رديفه لإعلامها الرسمي والذي قام بتسليط الضوء بشكل كبير على أخطاء باقي المكونات العسكرية والثورية وتجميل صورتها وتغطية أخطاءها.

وأكد أن الهيئة اختلقت بعض الأزمات واستغلت بعض المواقف وتاجرت بها لمصالحها كما حدث في قضية أبو غنوم ومؤازرتها للعمشات والحمزات المتهمين بقتله، حيث تحالفت معهم عدة مرات تارة ضد الفيلق الثالث وأخرى ضد السلطان مراد.

 

📍اعتقالات أو تصفيات ستطال أبرز قادة الانقلاب 

وتوقع "الحلبي" أن تتجه الهيئة إلى التفكك وزيادة قبضتها الأمنية وربما تشهد المرحلة القادمة - برأيه - اعتقالات جديدة أو تصفيات تطال أبرز قادة الانقلاب الذين تم اعتقالهم بتهمة العمالة، بعد أن علت صيحات القادة العسكريين ولأول مرة تتهم جهاز الأمن العام بجرائم تعذيب وتهديد المعتقلين بأعراضهم واستدراجهم بطرق غير شرعية، مما طرح الكثير من التساؤلات عن كل الروايات التي كانت تنشرها الهيئة سابقاً وحتى الإعدامات والإصدارات التي كانت تحبكها من قبل إعلامها الرسمي والرديف. 

ولفت الناشط إلى أن الصراع الذي شنته الهيئة على كل خصومها هو صراع على السلطة فحاربت الفصائل بحج واهية منها تنفيذ "أستانا وسوتشي" وهي أو من نفذها والتزم بها وقدم صكوك الطاعة للدول الضامنة وتفاوض معها بشكل مباشر أو عبر وسطاء لضمان بقاء الهيئة وتفردها بالقرار، ولم يحدث تغير جوهري في الخريطة العسكرية منذ 2020 مما يعكس التزام الهيئة بكل القرارات الدولية وهي تهم كانت تسوقها لمخالفيها من باقي الفصائل.

وتحدث الناشط عن محاولة الهيئة خلع عباءة التشدد والبغي من خلال فصل أو تغييب الشرعيين الذين كانت تستثمرهم في قتال الفصائل مثل "أبو اليقظان المصري والفرغلي" وغيرهم، في وقت أكد أن الهيئة خدمت أعداء الثورة بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال إنهاك الثورة بمعارك جانبية وانتهجت نفس نهج داعش في إعادة تحرير المحرر في حين تأمن عصابات الأسد وإيران في مواقعهم.

 

📍تشويه صورة الثورة وإضعاف حاضنتها

وأشار الحلبي لشبكة "شام" إلى أن "هيئة تحرير الشام" تسببت بتشويه صورة الثورة وإضعاف الحاضنة الشعبية لها والتفريط بالتضحيات والمكتسبات والتعاطف العربي والدولي مع الثورة السورية، وقال إن عشرات المعارك شنتها على فصائل الجيش الحر واستنزاف القوة البشرية و العسكرية و التهجير الذي مارسته بحق كل من رفض العمل معها من قادة الجيش الحر، إضافة الى الاعتقالات التي تمارسها بحق المعارضين لسياستها والتضييق على الناشطين والصحفيين ومحاولة تدجين الجميع ضمن مؤسساتها ورؤيتها ومشروعها الذي بدأ يتداعى مؤخراً. 

 

📍"الجولاني" خسر هيبته أمام جماعته والحاضنة الشعبية

وقال "الفاروق أبو بكر" القيادي في الجيش الوطني السوري، إن "الجولاني" هو أكثر من خسر هيبته في الفترة والأحداث الأخيرة، وفقدها أولاً أمام جماعته بعد أن اعتقل شخصيات في الصف الأول في الجناح العسكري كانوا العصب في الهيئة بتهم العمالة، وكان يرى فيهم مشروع انقلاب عليه، وتحت الضغط أجبر على إخراجهم، مما زاد في ضعف هيبته، علاوة عن فقدان تلك الهيئة أمام الحاضنة الشعبية.

واعتبر أبو بكر" في حديث لشبكة "شام" إلى أن المعطيات الأخيرة، لاسيما عمليات إطلاق الرصاص بالرشاشات خلال استقبال المفرج عنهم، كانت رسالة وتحدي ورد على جهاز الأمن العام، وعامل من فقدان الهيئة هيبتها، وبين أن الواقعة الأخيرة فضحت تاريخ طويل للهيئة من التهم التي ساقتها لباقي المكونات في الثورة السورية وكشفت زيف تلك الادعاءات.


📍الهيئة بحاجة ماسة للتغيير

وتوقع أبو بكر، أن تكون الهيئة مقبلة على تغيير لابد منه، بعد فقدان الثقة بين شخص "الجولاني" وقياداته، وبالتالي باتت الهيئة بحاجة ماسة للتغيير، بعد أن فقد "الجولاني" الكاريزما القيادية ضمن بنية الهيئة، وهذا كان واضح بعد فضح عورات الهيئة في آخر عمليات اعتقال نفذتها.

وأشار القيادي، الهيئة كانت عامل رئيسي في تفكيك أكثر من 25 فصيل فاعل في الثورة السورية، والتي كانت قوى عسكرية فاعلة في مواجهة نظام الأسد، وقامت الهيئة بدور سلبي في إضعاف دور تلك الفصائل وإنهائها لصالح الأسد.


📍شرخ كبير بين الجناح العسكري والأمني 

وقال ناشط إعلامي مخضرم (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية)، إن الهيئة فقدت شعبيتها أمام عناصرها بسبب "قضية العملاء" وتسببت هذه القضية بشرخ كبير بين عناصر وقيادات الهيئة على كافة المستويات، وكذلك بشرخ كبير بين الجناح العسكري والجناح الأمني حيث يتوعد من تم اتهامهم وتعذيبهم بالثأر والقصاص من الأمنيين.

ولفت الناشط في حديثه لشبكة "شام" إلى أن للهيئة تاريخ طويل بشيطنة الخصوم عبر اتهامات العمالة والردة وغيرها من الاتهامات من أجل شيطنة الخصم ومن ثم البغي عليه، لكن كل ما اتهمت به خصومها زوراً وقعت فيه حقيقة وواقعاً.


📍التفكك في الكتلة الصلبة لـ "هيئة تحرير الشام"

وبين الناشط أن "قضية العملاء" لن تكون كما قبلها، مع بدء الشقاق والتفكك في الكتلة الصلبة لـ "هيئة تحرير الشام" على مستوى قيادات الصف الأول، مستدركاً بأنه حالياً لا يوجد خصم قادر على أن يكون بديل للهيئة في المنطقة ولو وُجد البديل - برأيه - لكانت الهيئة انتهت، حتى دولياً لا يوجد إرادة بإنهائها الآن، وبين أنه من الوارد جداً أن تتفكك الهيئة بفعل العوامل الداخلية ويمكن أن تتسبب قضية العملاء باقتتال داخلي في المدى القريب.

وأشار إلى أن "هيئة تحرير الشام" ساهمت بالقضاء على جزء كبير من النضال المسلح ضد النظام وكانت سبباً رئيسياً في سقوط الكثير من المناطق بأيدي النظام وإيران بسبب تفكيكها لفصائل الجيش الحر وتفردها في السلطة والقرار، الأمر الذي أدى إلى ترك الآلاف من عناصر الحيش الحر القتال وكذلك إفراغ جبهات كثيرة من المقاتلين لم تستطع الهيئة ملء الفراغ وبالتالي ساهمت بشكل مباشر في سقوط المدن والبلدات بيد النظام.


📍نهج مستمر برفض تحكيم الشريعة وقبول القضاء المستقل

وبدا واضحاً، استمرار نهج قيادة "هيئة تحرير الشام" في رفض تحكيم الشريعة وقبول القضاء المستقل في القضايا المرتبطة بالثورة السورية، ولها تاريخ كبير في ذلك ليس بآخرها رفض مبادرة "أهل العلم واللجنة القضائية المتقرحة"، تطالب قيادة الهيئة، (بأن يكون الحكم في قضية العملاء الكبرى ضمن لجنة قضائية يترأسها الدكتور إبراهيم شاشو؛ على اعتبار أنه محل ثقة وقبول من جميع الأطراف، وهو أحد القضاة الكبار في المحرر، ويثق فيه عموم الناس".

وكان دعا الشيخ "عبد الرزاق المهدي"، قيادة "هيئة تحرير الشام"، إلى إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي ممن خالفهم أو انتقدهم، أو نشر ضدهم عبر الفيس وغيرها من وسائل التواصل، وقال إن الواجب على قيادة الهيئة شرعاً ومن باب أولى إطلاق سراح جميع المعتقلين، بداية أهل العلم المشايخ (أبو يحيى الجزائري وأبو ذر المصري وأبو شعيب وعصام الخطيب وجميع المشايخ وطلاب العلم).

وطالب الشيخ المهدي، من قيادة الهيئة بإطلاق سراح جماعة حزب التحرير، لافتاً إلى أنهم "لم يقترفوا جرما ولا جناية.. فمعلوم من منهجهم أنهم ينتقدون بالكلمة"، وشدد على ضرورة  إطلاق سراح جميع الموقوفين من ثوار ومجاهدين ومدنيين بسبب خروجهم بمظاهرات أو انتقادهم للهيئة، وقال إنه يحب على قيادة الهيئة أن لا يتركوا مظلوما في سجونهم أو معتقلا بغير محاكمة.


📍أصوات من داخل الهيئة: (أحمد الشرع فقد الأهلية)

وباتت تخرج أصوات من داخل "هيئة تحرير الشام" نفسها تطالب بالتغيير، في سابقة لم تشهدها الهيئة منذ نشأتها عام 2012 (جبهة النصرة)، أبرزها مانشره "علي صابر" أحد كوادر العلاقات الإعلامية للهيئة سابقاً والذي عمل تحت مسميات عدة باسم الهيئة منها "عماد الدين مجاهد"، مطالباً قائد هيئة تحرير الشام باتخاذ قرار جريء بتسليم دفة القيادة إلى مجلس جديد حقيقي لقيادة المحرر.

وقال "صابر" في منشور تم تداوله: "لأن أحمد الشرع فقد الأهلية، وإن كان ما صنعه مسبقاً ظلماً وعدوان فيكفينا ما ذقناه منه، وإن كان ما قدمه من خير لا نعلمه فسيأجره الله عليه، أما نحن أهل الشام -ولست مخولاً بالحديث عنهم أقلهم منزلة وعلماً- فقد فقدنا الثقة به وعزلناه من قلوبنا، ونطالبه خلال ثلاثة أيام للاستخارة والاستشارة، ولا بد لهذا المشروع أن يمضي بكوادر أبناء الثورة جميعهم".

ولاتزال تحتجز "هيئة تحرير الشام" الآلاف من أبناء الحراك الثوري السوري، في عشرات السجون الأمنية المنتشرة في مناطق ريف إدلب، في غالبيتها سجون تتمتع بالسرية ضمن الجبال، ويشرف عليها الذراع الأمني المقرب من قيادة الهيئة، ترفض الهيئة كل الدعوات لتبييض السجون من المعتقلين على خلفية الحراك الثوري وآرائهم ومواقفهم لاسيما المعارضين لتوجهات وسياسات الهيئة، علاوة عن احتجاز المئات من المهاجرين بينهم نساء وأطفال، دون أن يكون لهؤلاء الحق في الخضوع لقضاء مستقل أو حتى معرفة مصيرهم.

وفي تقرير سابق، أكدت مصادر لشبكة "شام" أن "الجولاني" بات في موقع حرج، يفرض عليه إعادة التوازن في الهيئة، من خلال إرضاء المفرج عنهم، ولن يتم ذلك إلا بمحاسبة المتورطين باعتقالهم، وتحميلهم مسؤولية الاعتقال والخروج هو بمظهر الحاكم العادل، في سياق المحافظة على هيبته التي تزعزعت بعد فضح حقيقة المخطط لتفكيك امبراطورية "القحطاني" واستغلال الحدث والتهم لهدم تيارات قوية ضمن الهيئة لصالح أخرى، لم يكن الأمر في صالح "الجولاني" الذي أجبر على لملمة القضية وإنهائها قبل الدخول في صراع وتفكك داخلي قد يُنهي مشروعه.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ