طريف يرفض دعوات الانفصال ويتحدث عن رؤيته للحل في سوريا
طريف يرفض دعوات الانفصال ويتحدث عن رؤيته للحل في سوريا
● أخبار سورية ٦ سبتمبر ٢٠٢٥

طريف يرفض دعوات الانفصال ويتحدث عن رؤيته للحل في سوريا

قال الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، إن سوريا ما بعد سقوط نظام بشار الأسد وتولي الرئيس أحمد الشرع السلطة تعيش على “صفيح ساخن”، حيث يخيّم الاحتقان الطائفي وتتصاعد أعمال القتل على الهوية.

وفي حديثه بمقابلة خاصة مع قناة "يورونيوز"، عن مستقبل سوريا بعد أحداث السويداء، شدد طريف على أن الحل يكمن في إشراك جميع المكونات في العملية السياسية وصياغة دستور يضمن تمثيلها في البرلمان والحكومة.

وأوضح طريف موقفه بشكل صريح حول دعوات انفصال السويداء أو تقرير المصير للطوائف في سوريا. فبينما تعالت أصوات تطالب بحق تقرير المصير وحتى الاستقلال، ومن أبرز من دعا لذلك الشيخ حكمت الهجري، عارض طريف هذه الدعوات.

وحسب ما قاله الشيخ طريف، فإنه ضد دعوات تقرير المصير والاستقلال لكل طائفة، واعتبر أن لكل طائفة خصوصيتها وحقها الديني والسياسي، ولكن يجب أن يكون ذلك "في إطار الدولة السورية" وشدد على أن ما جرى أدى إلى "عدم ثقة"، وأنه "يجب إرجاع الثقة"، كما أكد على ضرورة "إعطاء كل طائفة وكل فئة حقها"، مشيراً إلى أن الطائفة الدرزية لها الحق في أن "تحافظ على خصوصياتها" التي تحتاجها "في ظل هذا الوضع المتفجر".

وأكد أن إعادة الثقة بين السوريين لن تتحقق إلا عبر إجراءات ملموسة تبدأ بفك الحصار عن السويداء وعودة النازحين وفتح ممرات آمنة للمساعدات، لتكون مدخلاً لأي حديث سياسي لاحق.

السويداء والانتهاكات

وزعم طريف أن الأوضاع في السويداء لم تقتصر على الدروز وحدهم، بل طالت أيضاً العلويين والمسيحيين، مشيراً إلى أن البلاد كانت تنتظر نظاماً جديداً يحتوي جميع مكوناتها، لكن النتيجة جاءت على عكس التوقعات مع وقوع تعديات ومذابح، من بينها حرق وتفجير ست كنائس وسقوط قتلى من أبناء الطائفة المسيحية.

وتناول طريف أوضاع محافظة السويداء منذ اندلاع الاشتباكات في تموز/يوليو الماضي، زاعما أنها تحولت إلى مسرح لمجازر دموية بعد دخول فصائل معارضة مسلحة مدعومة بالدبابات والمدافع والطائرات المسيّرة، حيث ارتكبت – بحسب روايته – أعمال قتل واغتصاب ونهب وسلب.

انتقاد مباشر للأردن

وأكد طريف أن زيارته إلى بروكسل جاءت لحشد الدعم الأوروبي والدولي من أجل إنقاذ أهالي السويداء، داعياً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى التحرك الفوري. وطالب بخطوات عاجلة تبدأ بفك الحصار عن المحافظة وعودة المهجرين إلى قراهم والسماح بدفن الضحايا وإطلاق سراح المخطوفين وفتح ممر آمن لإدخال المساعدات الإنسانية.

وانتقد موقف الأردن الذي رفض حتى الآن فتح معبر إنساني، محذراً من أن الأوضاع تتجه نحو كارثة إنسانية أكبر. وقال إن أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل حاولوا إدخال مساعدات من خلال حملات تبرع، لكن ما وصل “لا يكفي”، مشدداً على أن من لم يمت بالرصاص يواجه خطر الموت جوعاً.

أرقام مغايرة للواقع ورواية غير واقعية

ووصف ما يحدث بأنه مأساة إنسانية، واضعًا أرقام غير حقيقية لعدد القتلى الذين سقطوا في السويداء، حيث اشار إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى، بينهم آلاف لم يتمكن ذووهم من دفنهم، وإلى تهجير أكثر من مئتين وثلاثين ألف شخص من نحو أربعين بلدة وقرية بات سكانها مشرّدين في الشوارع والمدارس ومراكز التجمعات.

ويرى طريف حسب ما قاله أن المحافظة ترزح تحت حصار خانق يمنع دخول المواد الأساسية، فلا كهرباء ولا مياه صالحة للشرب حتى من الآبار، ولا دواء ولا حليب للأطفال.

وأشار إلى وجود أكثر من سبعمئة مخطوف بينهم نساء وأطفال يتعرضون لأبشع صنوف التعذيب والاغتصاب، موضحاً أن بعض هذه الجرائم صُورت ووصلت تسجيلاتها “المرعبة” إلى الخارج.

وتحدث عن عمليات اغتصاب جماعي، بينها حادثة مروعة لطفلة في الخامسة قُطع رأسها وأُحرقت مع أسرتها. كما ذكر أن المستشفيات لم تسلم من الانتهاكات، حيث قُتل أطباء وممرضون ووجدت مئات الجثث داخلها.

وكشف طريف أن هول ما جرى دفع رجال الدين إلى إصدار فتوى تبيح الإجهاض للنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب، كما أشار إلى منع آلاف المرضى من العلاج بسبب انتمائهم الطائفي، إذ رُفض استقبال نحو ألف وخمسمئة مريض بالسرطان في مستشفى البيروني الحكومي، ما أدى إلى وفاة بعضهم عند أبواب المستشفى.

تجدر الإشارة أن رواية طريف منقوصة تماما ولا تقارب الواقع أبدا، حيث تدخل المساعدات والمواد الغذائية إلى السويداء بشكل يومي دون توقف، ولكن الفصائل المسلحة التابعة للشيخ حكمت الهجري تقوم بسرقتها وبيعها في الأسواق، أما من يمنع المدنيين من الخروج من السويداء فهي ذات الفصائل.

اتهامات للحكومة والمجموعات المسلحة

واتهم طريف ما وصفها بالمنظمات الإرهابية والداعشية بالمسؤولية عن هذه الجرائم، لافتاً إلى أن العلاقات التاريخية بين الدروز والبدو والمسيحيين والسنة كانت على مدى قرون مبنية على الاحترام والتعايش، وأن ما يحدث اليوم هو من فعل قلة قليلة. كما حمّل الحكومة السورية الحالية جزءاً من المسؤولية، معتبراً أنها أهدرت فرصة ثمينة لإثبات حسن النوايا ومنع الكارثة.

وفيما يتعلق بدروز إسرائيل، أوضح طريف أن زيارته إلى بروكسل جاءت بصفته زعيماً للطائفة وليس ممثلاً للحكومة الإسرائيلية، مضيفاً أن “لولا التدخل الإسرائيلي لأُبيدت الطائفة الدرزية في السويداء”، على حد تعبيره.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ