بروبوغاندا تحطمت بـ"ردع العدوان".. "الفرقة 25" من التشكيل والتهويل حتى الهزيمة النكراء
عمل نظام الأسد خلال السنوات الماضية على بناء فقاعة وهمية وسط ترويج محموم يقوم على إظهار بعض الميليشيات والشخصيات الداعمة له بمظهر مبالغ فيه وغير حقيقي، بهدف بث الرعب والإرهاب، إضافة إلى إرسال "تطمينات فارغة" للموالين للنظام بأن هناك قوات تتمتع بإمكانيات عسكرية غير عادية.
ويبدو أن نظام الأسد استطاع نسبياً إيهام شريحة من الموالين له وزرع في نفوسهم كذبة بأن "قوات النمر" التي ستعرف لاحقاً بـ"الفرقة 25- مهام خاصة" هي قوة لا تُقهر بيد أنّ هذه الميليشيات تحولت وقائدها المثير للجدل المعروف بـ"لقب النمر"، إلى محط للسخرية حيث تمت تعرية هذه الأسطورة خلال أيام قليلة على وقع تكرار الهزائم والانكسارات.
علما بأن هذه الميليشيات لم تتعود يوماً على التقدم أو الدفاع خلال مسيراتها الإجرامية إلا من خلال غطاء جوي كثيف وتمهيد ناري ضمن سياسة الأرض المحروقة التي تعتمد على تدمير وإبادة البشر والحجر.
"النمر المتحول".. من "أسطورة" إلى دور خلبي ومطارد من "شاهين"
مرت شخصية "سهيل الحسن" بكثير من التحويلات، لا سيما من حيث الشكل، وصولا إلى جعله أسطورة وتصويرها بأنها مصدر رعب، كل ذلك تكسر على يد عملية رد العدوان التي أطاحت بنظام الأسد، وقبله بالميليشيات الرديفة له.
ويذكر أن هذه الفرقة التي صورها نظام الأسد البائد بأنها "تشكيل أسطوري" لكن سرعان ما تحطمت هذه الدعاية الكاذبة وتحولت ثكناتها إلى غنائم للثوار وسط فرار عناصر هذه الميليشيات تحت ضربات مقاتلي عملية ردع العدوان.
فرار من حلب وأريافها.. "أرتال النمر" محط للسخرية.
ظهر شبيحة النمر، وعرف باسم "مقداد فتيحة" متنقلا بين جبهات القتال، متوعدا بالانتقام ولقب بأنه "أيقونة الهزائم"، وظهر في جنوب وغرب حلب وإدلب وصولا إلى حماة والساحل، علمت شبكة شام الإخبارية، بأن هناك خلافات كبيرة بين النمر وصالح عبد الله.
وسخر ناشطون من تكرار إعلان صفحات إخبارية موالية لنظام الأسد من وصول قائد ميليشيات النمر "سهيل الحسن"، التي منيت بخسائر كبيرة وكسرت هيبتها تحت ضربات مقاتلي عملية ردع العدوان وكتائب الشاهين.
وتعرضت لضربات مركزة وقوية ولعل أكثر منشور ساخر كان أن "سهيل الحسن يصل إلى حلب المرة العاشرة لان المرة الماضية لم ينتبه أحد" ومن أكثر التعليقات الساخرة بأن جيش النظام تسبب بتعب مقاتلي الثوار بسبب سرعة هروبه.
وتزايد التضخيم لهذه الميليشيات وبرز ذلك جلياً من خلال معسكرات التدريب التي تكررت في مدرسة المجنزرات التي دخلها الثوار وفر منها سهيل الحسن.
نسخ متعددة.. جميعها من الماضي بتوقيع الثوار
ظهر "سهیل الحسن"، بإصدار جدید هو الثالث والتي عمل نظام الأسد الساقط على ترویجها عبر إعلامه، للمحافظة على بعض الروح المعنویة التي تنتاب جنوده بوجود النمر بینهم.
وترويج ذلك كونه شخصیة قیادیة تتمتع بخبرة كبیرة في المعارك وشعبیة كبیرة في أوساط المؤیدین لاسیما الطائفة العلویة، لوجوده دافع معنوي كبیر أجبر نظام الأسد على اختلاً من الاعتراف بمصرع النمر وزوال الأسطورة التي طالما تغنى بها.
وتوالت عدة شخصیات ونسخ عدیدة منه، تهربا ثلاث نسخ أو شخصیات ظهرت خلال الأعوام الماضیة للعقید ”النمر“ تختلف بشكل كبیر عن النسخة الأساسیة المعروفة لدى الكثیر من السوریین.
وبرز "الحسن" كأحد أبرز ضباط المخابرات السوریة والإیرانیة، منح صلاحیات كبیرة لا یمكن لأي من ضباط الطائفة العلویة ان یحصل علیها ولاسیما في الآونة الأخیرة حتى من قبل روسیا.
وكانت طرحت تساؤلات كبیرة عن مدى صحة الأخبار عن مقتل النمر الأساسي واستبدال نظام الأسد بشخصیة جدیدة للمحافظة على معنویات
جنوده وطائفته.
لوحظ تغیر كبیر لدى شخصیة النمر الجدیدة وشاع صیتها في النظریات التي أطلقها بطلاسم، عمل إعلامیو النظام على ترویجها منها نظریة العالم ونظریات اللاشعور وطلاسم عدیدة.
منهم من رأى انها محاولة لإظهار النمر على أنه لایزال موجودا قصدا لتشویه صورة ومسیرة هذا الضابط بشخصیات مبتدعة، كونه حقق شعبیة كبیرة وصلت لمرحلة اعتباره بدیلا عن الأسد من قبل الموالین، فعمل على إزاحته وإظهاره بهذا المظهر.
قائد من كرتون وجنود من ورق.. مجرم حرب بانتظار المحاسبة بعد سحق البروبوغاندا النظام
تعرف ميليشيات النمر باتباع سیاسة الأرض المحروقة، واعتمد علیها النظام السوري الساقط في عدة مناطق سوریا بدءا من مدینة مورك بریف حماة وصولا إلى مدینة تدمر بریف حمص الشرقي، لتنتقل بعدها إلى مدینة حلب، وفیما بعد إلى الغوطة الشرقیة والقلمون الشرقي ومحافظتي درعا والقنیطرة.
وینحدر مقاتلوها من عدة مناطق، أبرزها حمص وطرطوس واللاذقیة وحماة. ودار الحدیث، وفي آب 2017 الماضي، كرمته وزارة الدفاع الروسیة بـ "وسام الشجاعة" وتبع ذلك ظهور الحسن مع ضباط روس.
ونوهت منظمة مع العدالة في تقریرها عن سهیل الحسن أنه شكل في هذه الحقبة الدمویة ما یعرف بقوات النمر، بعد إطلاق اسم النمر علیه نتیجة لممارسة العنف ضد المحتجین واتباع سیاسة الأرض المحروقة، حیث شن عملیات عسكریة واسعة النطاق في ریف حماة الشمالي وفي ریف إدلب الجنوبي، ثم انتقل إلى جبهات ریف حمص الشرقي.
وشارك بقواته في حصار الأحیاء الشرقیة بمدینة حلب ومن ثم اجتیاحها، مما أدى إلى قتل الآلاف وتشرید مئات الآلاف من المدینة في نهایة عام 2016.
ونقل تقریر منظمة "هیومن رایتس ووتش"، الصادر بتاریخ 2011/12/15 تحت عنوان ”بأي طریقة!: مسؤولیة الأفراد والقیادة عن الجرائم ضد الإنسانیة في سوریا.
هذا ونقل التقرير عن أحد المقاتلین المنشقین من فرع العملیات الخاصة في المخابرات الجویة، قوله إن العقید سهیل حسن أعطى أوامر بإطلاق النار مباشرة على المتظاهرین في 15 نیسان 2011 في حي المعضمیة في دمشق.
ومع سقوط نظام الأسد، وفرار الإرهابي "بشار" وشقيقه ماهر، بات مصير مئات الضباط والشخصيات القيادية السورية مجهولاً، إذ لاذ الكثير منهم إلى مناطق الساحل السوري واختبأ في بعض القرى والبلدات الموالية للنظام سابقاً، مع هروب عدد كبير منهم إلى لبنان للبحث عن جهو دولية يستطيعون الفرار إليها، فيما تصر المؤسسات الحقوقية السورية على تتبع هؤلاء حتى إيصالهم للمحاكم الثورية أو الدولية ومحاسبتهم على جرائم الكبيرة الكبيرة.