
الدالاتي ينفي قيامه بأي مفاوضات مباشرة مع إسرائيل
نفى العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، بشكل قاطع الأنباء التي تداولتها وكالة “رويترز” عن مشاركته في لقاءات تفاوضية مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين، مؤكدًا أن هذه الادعاءات “لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى الدقة والمصداقية”.
وقال الدالاتي، في تصريح لقناة الإخبارية السورية مساء الثلاثاء 27 أيار/مايو، إنه ينفي بشكل قاطع مشاركته في أي جلسات تفاوضية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وأضاف: “القيادة السورية تواصل القيام بكافة الإجراءات الضرورية لحماية الشعب السوري والدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية، وذلك باستخدام جميع الوسائل المشروعة”.
وجاء نفي الدالاتي عقب تقرير نشرته وكالة “رويترز” في اليوم ذاته، ذكرت فيه، نقلاً عن خمسة مصادر لم تُسمّها، أن مسؤولين سوريين وإسرائيليين أجروا اجتماعات مباشرة خلال الأسابيع الماضية في مناطق حدودية، بهدف تخفيف التوتر الأمني، ومنع التصعيد في الجولان ومحيطه.
وبحسب تقرير الوكالة، فإن العميد أحمد الدالاتي كان يقود هذه الاتصالات من الجانب السوري، استنادًا إلى ما وصفته بـ”مصادر سورية وغربية واستخباراتية إقليمية”. وزعمت الوكالة أن اللقاءات تضمنت عدة جولات وجهاً لوجه، جرت في مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية، دون تحديد أسماء المشاركين من الطرف الإسرائيلي.
ووفق رواية “رويترز”، فإن هذه اللقاءات جاءت استكمالاً لقنوات اتصال غير مباشرة بدأت بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، مدفوعة بدعم أميركي لمقاربة جديدة تشجّع على التواصل بين دمشق وتل أبيب.
وأضافت الوكالة أن الدالاتي، الذي كان يشغل منصب محافظ القنيطرة، تولّى الملف الأمني في المنطقة الجنوبية، بما فيها السويداء، بعد تعيينه مؤخراً من قبل الحكومة السورية الجديدة، مشيرةً إلى أن ذلك أتاح له – بحسب زعمهم – لعب دور في الاتصالات الأمنية الجارية.
كما ادّعت أن هذه المحادثات تهدف إلى تهدئة الجبهة الجنوبية، وقد تُمهد لاحقاً لـ”تفاهمات سياسية أوسع”، لكنها لا ترقى حتى الآن إلى “تطبيع” أو علاقات علنية.
تصريحات الدالاتي أعادت تأكيد الموقف الرسمي السوري الرافض لأي تواصل مباشر مع إسرائيل خارج إطار قرارات الشرعية الدولية. ويأتي هذا النفي في وقت سبق فيه للرئيس السوري أحمد الشرع أن تحدث في 14 أيار الجاري عن وجود “اتصالات غير مباشرة تهدف إلى تهدئة التوتر”، دون أن يربطها بأي مفاوضات سياسية مباشرة.
وكانت وكالة “رويترز” قد ربطت هذه الاتصالات غير المباشرة بدعم أميركي لمسار تقارب أمني في الجبهة الجنوبية، خاصة بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، وهو اللقاء الذي وُصف بأنه “نقطة تحول” في السياسة الأميركية تجاه سوريا بعد سقوط النظام السابق.