أردوغان: دعم الحكومة السورية هو السبيل لتحقيق الاستقرار الدائم في البلاد
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تحقيق الاستقرار الدائم في سوريا لن يكون ممكناً إلا من خلال دعم الحكومة السورية وتعزيز التعاون الإقليمي لضمان وحدة الأراضي السورية وأمنها.
تأكيد على دعم الحكومة السورية
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في أنقرة، إن المباحثات تناولت التطورات في سوريا، مضيفاً: "شددنا على ضرورة منع أي محاولات من أطراف داخلية أو خارجية لجرّ البلاد نحو مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار".
وأوضح أن الاستقرار في سوريا يشكل ركيزة أساسية لأمن المنطقة بأكملها، مؤكداً التزام تركيا بمواصلة جهودها لدعم مسار التعافي والتنمية في البلاد.
تعاون تركي–قطري لدعم الإعمار
وسبق أن نقلت وكالة الأناضول عن أردوغان قوله خلال لقائه في الدوحة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن التعاون بين أنقرة والدوحة سيستمر في مختلف الملفات المتعلقة بالشأن السوري، بما في ذلك الطاقة والنقل والمساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن هذا التنسيق المشترك يعكس إرادة سياسية واضحة لدعم جهود الإعمار والتنمية في سوريا، ويُعدّ نموذجاً للشراكة الإقليمية الفاعلة.
موقف ثابت من وحدة الأراضي السورية
وخلال لقائه أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، شدد أردوغان على أن تركيا ستبقى داعمة لوحدة وسيادة سوريا، ولن تسمح لأي طرف خارجي أو داخلي بتهديد سلامتها الإقليمية أو تمزيق نسيجها الوطني، مؤكداً أن هذا الموقف “ثابت وواضح” منذ بداية الأزمة.
رسائل إلى "قسد" ودعوة للمصالحة الوطنية
وفي تصريحات أدلى بها على متن طائرته العائدة من القاهرة، دعا أردوغان قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى “العودة إلى المسار الوطني والانخراط في الجهود الرامية إلى دعم وحدة الأراضي السورية”، مشيراً إلى أن الاتصالات بين أنقرة ودمشق مستمرة على مختلف المستويات لتعزيز التنسيق الميداني والسياسي.
وأضاف أن تركيا لن تترك الرئيس السوري أحمد الشرع وزملاءه بمفردهم، مؤكداً أن دمج قسد ضمن الإطار الوطني السوري سيُسهم في تسريع عملية إعادة الإعمار وترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد.
إشادة بمسار المصالحة الوطنية
كما عبّر الرئيس التركي عن تقديره لتوجه الحكومة السورية الجديدة نحو بناء دولة تستوعب جميع المكونات الدينية والعرقية، واصفاً هذا التوجه بأنه “تعبير حقيقي عن روح المصالحة الوطنية” ويخدم مصالح الشعبين السوري والتركي.
تحذير من محاولات إشعال الصراعات
وفي ختام تصريحاته، حذّر أردوغان من “الجهات التي تسعى لإشعال صراعات جديدة داخل سوريا”، مؤكداً أن “من يتجه نحو أنقرة ودمشق هو من سيفوز، أما من يبحث عن رعاة آخرين فسيخسر”.
وشدد على أن الطريق إلى الأمن الإقليمي يبدأ من وحدة الموقف السوري–التركي، مشيراً إلى أن أنقرة ستواصل دعمها لجهود الرئيس أحمد الشرع في ترسيخ الاستقرار وبناء دولة قوية وشاملة.