صحيفة روسية: واشنطن تُعيد بناء وجودها العسكري بسوريا للسيطرة على ممرات النقل مع العراق
اعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يعيد بناء وجوده العسكري في شرقي سوريا، للسيطرة على ممرات النقل مع العراق، في ظل تصاعد التصريحات الروسية عن انتهاكات لقوات التحالف لاتفاقيات عدم التصادم بسوريا.
وقال الباحث الروسي "أنطون مارداسوف" للصحيفة: "حتى وقت قريب، لم يجر الجانب الأمريكي تغييرات كمية، بل نوعية في سوريا، وتحديث البنية التحتية لقواعده؛ والتخطيط.. ومع ذلك، فإن التغييرات الكمية مطلوبة أيضاً لمنع الهجمات الصاروخية" التي تشنها الميليشيات الإيرانية.
ولفت الباحث الروسي، إلى استمرار الأمريكيين شرقي سوريا "بتقوية المواقع على الحدود مع العراق وإشراك معظم العشائر التي تحارب (تنظيم داعش)"، لكنه اعتبر أن "تأمين المثلث الحدودي، ليس فقط ضد داعش، إنما أيضاً ضد القوات الموالية لإيران، أمر صعب، بل شبه مستحيل".
وسبق أن ربط "بول بيلار" مساعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، الاستفزازات الروسية للقوات الأميركية في سوريا بـ "الحرب الروسية على أوكرانيا"، مطالباً واشنطن بضرورة الرد على هذه الاستفزازات لإرسال رسالة واضحة للروس في سوريا.
واعتبر "بيلار"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "يحاول إضعاف الموقف الأميركي في أي تفاوض بشأن أوكرانيا"، وأكد على ضرورة وجود رد أميركي مثل "التحليق الأميركي فوق منشآت روسية في سوريا، أو ضرب ميليشيات إيران في سوريا، وأهداف روسية إيرانية مشتركة، لأن طهران وموسكو تعملان معاً لإخراج القوات الأميركية من سوريا".
ولفت إلى أهمية اختيار أمريكا الأهداف بعناية، وتوخي الحذر لتجنب أي صدام عسكري مباشر مع روسيا، واعتبر أن هدف الرد هو "إرسال رسالة صارمة للروس وغيرهم"، وفق موقع "الحرة".
في السياق، قال الخبير الروسي أندريه أونتيكوف، إن هدف موسكو هو الضغط على القوات الأميركية في سوريا، نتيجة تزويد واشنطن لكييف بالكثير من الأسلحة التي تستعمل ضد روسيا، داعياً إلى تخفيف التوتر بين البلدين و"تحقيق الانفراج بين موسكو وواشنطن".
وتواصل روسيا التصعيد الخطابي مع واشنطن في سوريا، من خلال تكرار الاتهامات يومياً عبر وزارة الدفاع والمصالحة الروسي، بخرق اتفاقية عدم التضارب بسوريا، لتعلق كل يوم حالة خرق جديدة وتتهم طائرات التحالف الدولي بسوريا بارتكابها.