في "اليوم العالمي للوقاية من الغرق".. "الخوذ البيضاء" تعلن حصلة استجاباتها في المسطحات المائية
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إنها ومنذ بداية العام الحالي 2022 وحتى اليوم الاثنين 25 تموز، انتشلت فرق الإنقاذ المائي في الدفاع المدني السوري 27 حالة وفاة غرقاً في المسطحات المائية بشمال غربي سوريا، كما أنقذت أكثر من 60 مدنياً كادوا أن يغرقوا وأسعفتهم إلى المشافي.
ولفتت إلى أنها في "اليوم العالمي للوقاية من الغرق"، تسلط الضوء على الأثر المأساوي العميق للغرق على الأسر والمجتمعات، وأكدت سعيها الدائم في الحفاظ على أرواح المدنيين وتقديم الحلول الوقائية المنقذة لحياتهم، وشددت على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاستباقية والآمنة للتقليل من حوادث الغرق وأثرها على المجتمع.
وسبق أن أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، البدء بتنفيذ خطة شاملة للاستجابة لعمليات الإنقاذ المائي من خلال انتشار نقاط رصد وإنقاذ دائمة في كل من بحيرة ميدانكي في عفرين شمالي حلب وعين الزرقاء بريف إدلب الغربي خلال موسم الصيف
و تتوزع الفرق في بحيرة ميدانكي بريف حلب إلى 3 نقاط، اثنتان رئيسيتان و الأخرى للطوارئ عند اللزوم في يوم الجمعة، لكون المنطقة أكثر ازدحاماً من المناطق الأخرى و غالبية حوادث الغرق التي تستجيب لها فرقنا تكون فيها، أما في عين الزرقاء غربي إدلب يوجد نقطة رئيسية واحدة بحكم ضيق مساحتها عن بحيرة ميدانكي.
وتعتبر المسطحات المائية المنتشرة في مناطق شمال غربي سوريا وهي (نهري العاصي و الفرات و بحيرة ميدانكي وعين الزرقاء و الأنهار والسواقي في مدينة عفرين) غير صالحة للسباحة، بسبب برودة المياه وانتشار الأعشاب بقيعانها ما يتسبب بحالات غرق فجأةً، بالإضافة إلى تفاوت أعماقهم بين منطقة وأخرى و وجود تيارات قوية قد تسبب تشنجات عضلية لدى السبّاح، لذلك تركز فرق الدفاع المدني السوري جهودها في فصل الصيف على إبعاد الخطر عن المدنيين الذين يقصدون تلك المناطق بغرض السباحة و الاصطياف.
ورغم تقديم فرق التوعية في الدفاع المدني السوري جلسات توعوية دورية للمدنيين في ريفي إدلب وحلب وتوزيع بروشورات توعوية لهم تعرّفهم بخطر السباحة دون اتخاذ تدابير الأمن والسلامة، و ضرورة الابتعاد عن المسطحات المائية العميقة واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم وأطفالهم من الغرق، إلا أن حالات الغرق ما تزال ظاهرةً يعاني منها الأهالي باستمرار دون اكتراث لها من قبلهم.
هذه الخطط والحلول قد تقلل من حالات الغرق في شمال غربي سوريا، لكنها أبداً لن توقفها، لأن عاتقها الأول يعود على الأهالي وبمنعهم السباحة لأطفالهم في المسطحات المائية المنتشرة بالمنطقة لأنها غير صالحة للسباحة أبداً.
وتعتبر المسطحات المائية في شمال غربي سوريا المتنفس الوحيد للأهالي من ضغوط الحرب، لكن ذلك لا يعني أبداً الاستهانة بمخاطرها على حياتهم وتشهد مناطق المسطحات المائية في كل عام عشرات الحالات من الغرق دون أدنى اعتبار للتحذيرات الخاصة بمخاطر السباحة أو الشاخصات الدالة على خطر السباحة في بعض تلك المناطق أو التزود بمعدات الأمان أثناء السباحة.
وكانت دعت منظمة الصحة العالمية، بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للوقاية من الغرق، البلدان حول العالم إلى العمل على إنقاذ الأرواح التي تفقد بسبب الغرق، وقالت المنظمة - في تقرير لها اليوم الإثنين- إن الغرق يؤدى سنويا إلى وفاة أكثر من 236 ألف شخص كل عام، كما أنه واحد من الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم للأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 1-24 عامًا، والسبب الرئيسي الثالث للوفيات المرتبطة بالإصابات بشكل عام.
وأضافت أن أكثر من 90 % من وفيات الغرق تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، مشيرة إلى أن الأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للخطر، حيث غالبًا ما ترتبط هذه الوفيات بالأنشطة اليومية الروتينية، مثل الاستحمام وجمع المياه للاستخدام المنزلي والسفر فوق الماء في القوارب أو العبارات، وصيد الأسماك.
وأشار التقرير إلى أن تأثيرات الظواهر الجوية الموسمية أو المتطرفة، بما في ذلك الرياح الموسمية- هي أيضا سبب متكرر للغرق. وقالت المنظمة إنه يمكن منع هذه الآثار إلى حد كبير، من خلال عدد من التدخلات.
وأوصت المنظمة، في التقرير، بستة تدابير قائمة على الأدلة لمنع الغرق، بما في ذلك تركيب حواجز للتحكم في الوصول إلى المياه، وكذلك تدريب المارة على الإنقاذ الآمن والإنعاش، إضافة إلى تعليم الأطفال في سن المدرسة مهارات السباحة الأساسية والسلامة المائية، وتوفير رعاية نهارية خاضعة للإشراف للأطفال، ووضع وفرض اللوائح الآمنة للقوارب والشحن والعبارات، وأخيرًا تحسين إدارة مخاطر الفيضانات.