أرقام ووقائع تكذب مستشارة الأسد .. "بثينة شعبان" تُحاضر بالإنسانية وتتاجر بمأساة الفلسطينيين
أرقام ووقائع تكذب مستشارة الأسد .. "بثينة شعبان" تُحاضر بالإنسانية وتتاجر بمأساة الفلسطينيين
● أخبار سورية ١٣ نوفمبر ٢٠٢٣

أرقام ووقائع تكذب مستشارة الأسد .. "بثينة شعبان" تُحاضر بالإنسانية وتتاجر بمأساة الفلسطينيين

نشرت المستشارة السياسية والإعلامية لرأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، مقالاً عبر جريدة تابعة لنظام الأسد، تحت عنوان: "عتبات غير مسبوقة"، وذلك في سياق متاجرة مسؤولي النظام بالقضية الفلسطينية، ومهاجمة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

ويأتي ذلك بالوقت الذي ارتكب نظام الأسد جرائم لا تقل بشاعة ووحشية بحق الشعب السوري، وطالت هذه المجازر وجرائم القصف والحصار والاعتقال وغيرها، الكثير من الفلسطينيين، وليس آخرهم ما كشفته جريمة "حفرة التضامن" الشهيرة بالعاصمة السورية دمشق.

وقالت "بثينة شعبان"، في مقالها المفعم بالمتاجرة والمزايدات والمحاضرة بالشرف والإنسانية، إنها في "كل يوم تسجل عتبة غير مسبوقة في الوحشية البربرية"، وأضافت، "الغرب الذي يدعي حماية حقوق الإنسان، سمح للصهاينة باستخدام القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً ضد المدنيين".

وزعمت أنها "هذه هي المرة الأولى التي أشهد فيها حرباً تجعل من المشافي والجرحى ومراكز الإيواء للنازحين والمراسلين هدفاً أساسياً من دون أن يحرك العالم ساكناً ومن دون أن تقوم دنيا الإعلام الغربي الذي أقام الدنيا ولم يقعدها حول ما حدث في أوكرانيا".

وفي رد على هذه الكذبة التي وردت في مقال شهد عتبات غير مسبوقة من المتاجرة بالقضية الفلسطينية ومحاولة إظهار نظام الأسد المجرم بمظهر الحمل الوديع، حيث أن "بثينة شعبان"، كانت شاهدة وعاصرت مجازر وجرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري على مر السنوات الماضية.

ومع استمرار الحرب العلنية على المستشفيات في غزة، شنت قوات الأسد وروسيا وإيران حرب مماثلة وما تزال إذ تذكر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت مقتـل 874 مـن الكـوادر الطبيـة على يـد أطراف النزاع منذ آذار 2011 وحتـى آذار 2023.

وتوزع عدد الضحايا على النحو الآتي، قوات النظام والميليشيات الإيرانية 655، القوات الروسية 69، والعديد منهم قد قتلوا بسـبب قصـف المراكز الطبية، أو في أثناء إسعافهم الجرحى.

وفي تقرير مثير عام 2013 قالت الشبكة الحقيقية لقد تسببت عمليات القصف اليومية التي تقوم بها قوات الأسد منذ عام 2011 وحتى الآن بمختلف أنواع الأسلحة بتضرر قرابة 2.5 مليون مبنى ما بين منزل ومستشفى ومسجد وكنيسة.

وفي الرد بالأرقام على كذبة "شعبان"، بأنها لم ترى حربا تجعل النازحين والمراسلين هدفاً أساسياً، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، بتقرير سابق إن 715 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بينهم 9 أجانب قتلوا في سوريا منذ مارس/ آذار 2011، وحتى مايو/ أيار الجاري.

وأوضح تقرير صادر عن الشبكة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يحتفل به سنويا في 3 مايو الماضي، أن "من بين القتلى 52 صحفيا لقوا مصرعهم بسبب التعذيب، إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 1603 بجراح متفاوتة، بينهم 5 صحفيين أجانب".

ولفت التقرير إلى أن "النظام السوري وحليفه الروسي مسؤولان عن قرابة 81 بالمئة من إجمالي الضحايا، كما يتحمل النظام السوري مسؤولية نحو 91 بالمئة من حصيلة الضحايا بسبب التعذيب في مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية التابعة له".

ويذكر أن قوات الأسد تواصل قصفها بالمدفعية والصواريخ مناطق فيها مخيمات للنازحين والمهجرين في مناطق إدلب وحلب شمال غربي سوريا، ووثق الدفاع المدني السوري تجدد استخدام نظام الأسد للأسلحة العنقودية والحارقة في هجماته الإرهابية على السكان في شمال غربي سوريا ما يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وتهديداً خطيراً على حياة المدنيين.

وكان أعلن متزعم ميليشيا "لواء القدس" التضامن مع غزة، ولا تقتصر هذه التصريحات والمواقف الكاذبة على قادة الميليشيات بل قال وزير خارجية نظام الأسد "فيصل المقداد"، إن إسرائيل ارتكبت كل الجرائم التي ارتكبتها الفاشية في الحرب العالمية الثانية، وأن الوقت لن يطول أمام من دعموا إسرائيل عبر تقديمهم "وعد بلفور"، في وقت لم يتطرق المقدام لجرائم نظامه وفاشيته بحق الشعب السوري طيلة عقد من الزمن.

ولعل الفارق في المشهدين الدمويين، أنه في غزة هناك عدو متأصل للشعب الفلسطيني والعرب بشكل عام منذ عشرات السنين ولايخفي عداوته ويجاهر بها، لكن في سوريا العدو للشعب السوري هو نظام  يدعى نصرة المظلومين والمقاومة والممانعة ويزعم تبني القضية الفلسطينية وحقوق الشعوب، في وقت يقتل وينكل بشعبه وباللاجئين الفلسطينيين أيضاً.

هذه الجرائم على مرآى ومسمع العالم أجمع، الذي يتحمل مسؤولية الدماء التي تسيل في كل بقعة من العالم، بسبب تخاذله عن نصرة المظلومين، وتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، وتطبيق العقوبات على من يمارسها، لكن القوى الدولية الكبرى هي نفسها من تدعم هذه الجرائم سواء في سوريا أو فلسطين.

وفي مفارقة عجيبة وعُهر إعلامي، يضعك الموقف الذي يتخذه نظام الأسد من جرام الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في موقع الذهول والاستغراب، فكيف لمجرم حرب قتل ونكل بشعبه ولايزال يمارس كل أصناف الموت بحقهم، أن يتعاطف من أهالي غزة ضد إجرام شبيه بإجرامه، فـ "إسرائيل والأسد" وجهان لمجرم واحد، لم يشبع من دماء الأبرياء.

منذ سنوات ونظام الأسد، يحاول أن يُقنع مواليه، أنه في خندق واحد مع حلف "المقاومة والممانعة" المزعوم، ويضع نفسه في موضع المدافع عن القدس، وهو الذي باع الجولان السوري لإسرائيل، وترك القضية الفلسطينية خلف ظهره، ليدير مدافعه وراجماته لصدر الشعب السوري الأعزل، فيقتل ويُدمر ويُهجِّر ويَرتكب أبشع الجرائم بحقهم.

ولم يتردد الأسد يوماً في استهداف الشعب السوري، في مدنه وبلداته، بكل أصناف القذائف والمدافع وصواريخ الطائرات، ولم يتردد في استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، فيقتل مئات الآلاف، ولايزال، بشراكة حلفائه في المقاومة "إيران وحزب الله والميليشيات الفلسطينية التي تزعم انتماءها لقضية فلسطين في سوريا"، ثم ليخرج اليوم ويعلن إدانته لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ