"الصليب الأحمر" تعلق على انتشار بيع أدوية تحمل إشارتها في سوريا
علقت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا"، على قيام بعض الصيدليات ببيع عبوات من الأدوية تحمل شارة اللجنة في الآونة الأخيرة، في إشارة إلى انتشار بيع المساعدات الإنسانية والطبية في مناطق سيطرة النظام السوري.
وقالت إنها تؤكد على طبيعة عملها الإنساني غير الربحي، و توفر مواد وخدمات إنسانية مجاناً، و لا تقوم اللجنة الدولية بصناعة أو إنتاج أي نوع من الأدوية، وأضافت لا تضع اللجنة الدولية للصليب الأحمر إشارتها على الأدوية التي تقوم بتوزيعها.
وذكرت أنه لا يجوز استخدام شارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر من قبل جهات أو أشخاص غير مخولين ونفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نفياً قاطعاً أي علاقة لها بهذه العبوات، وتحث على عدم شرائها، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك.
وفي حال لم يشير هذا البيان إلى حجم سرقات الأدوية والمساعدات الطبية الدولية عموما من قبل نظام الأسد وطرحها في السوق المحلية، فمن المؤكد إلى أنه يشير إلى حجم فوضى انتشار الأدوية والمستحضرات الطبية بشكل عشوائي وسط تفشي التزوير في القطاع الطبي.
وحسب موقعها الرسمي تنفّذ اللجنة الدولية أنشطتها في سوريا بالتعاون مع الهلال الأحمر التابع للنظام السوري، وقالت إنها كثّفت استجابتها في ضوء الاحتياجات الإنسانية المتزايدة بشكل سريع بعد زلزال شباط/فبراير 2023 الذي ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا.
ووفقا لتقرير صادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، فإن المساعدات الإنسانية باتت المصدر الأساسي للعملة الصعبة بالنسبة للنظام السوري، فقد حلل الباحثون عقود الأمم المتحدة الخاصة بشراء السلع والخدمات في المناطق التي يسيطر عليها النظام، ووجدوا أنه كلما زاد وضع السوريين سوءا وتعاسة وازدادت حاجتهم للمساعدات الأممية، امتلأت جيوب الأسد والمقربين منه.
وسبق أن نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بوقت سابق تقريراً مفصلاً كشفت من خلاله عن استغلال نظام الأسد للمعونات الإنسانية ومساعدات إعادة الإعمار، وفي بعض الأحيان والأماكن تستخدمها لترسيخ السياسات القمعية التي ينتهجها ضد الشعب السوري.
وشددت المنظمة الدولية آنذاك إلى ضرورة تغيير الفعاليات الدولية والمانحين والمستثمرين ممارساتهم في مجال المساعدات والاستثمار لضمان أن أي تمويل يقدمونه إلى سوريا يعزز حقوق السوريين وليس نظام الأسد المجرم، حيث يستخدم الأخير المساعدات لمعاقبة الشعب السوري ولمكافأة المؤيدين للنظام.
هذا وسبق أنّ استخدم نظام الأسد المساعدات الإنسانية في قمع المعارضين لإجرامه إذ فرض حصار عسكري في عدة مناطق مانعاً دخول القوافل التي يغير مسارها إلى قرى موالية له، وفقاً لمصادر محلية متطابقة.
يشار إلى أنّ ميليشيات النظام تسعى إلى استخدام المساعدات الإنسانية بكامل أشكالها في العمليات العسكريّة التي تمكنه من فرض سيطرته على المزيد من المناطق وتهجير سكانها مستعيناً باستغلال الدعم الأممي في حربه الشاملة ضد السوريين.