النظام يزعم "نزع الألغام لإنقاذ المواطنين" .. المقداد: "الفضل الأساسي يعود للجيش"
زعم نظام الأسد عمله بنزع الألغام والذخائر المتفجرة ضمن جهود "إنقاذ أرواح المواطنين"، فيما صرح وزير الخارجية والمغتربين لدى نظام الأسد "فيصل المقداد"، بأن "الفضل الأساسي في الجهود المبذولة يعود لضباط وأفراد الجيش"، مناقضا الواقع إذ يعمد النظام على تجاهل مخلفات الحرب كسياسة عقاب جماعي لا تزال تداعياتها تحصد أرواح المدنيين.
ونشرت وكالة أنباء النظام "سانا"، تقريرا تحت عنوان "اللجنة الوطنية لنزع الألغام تناقش جهود إنقاذ أرواح المواطنين من آثار الألغام والذخائر المتفجرة"، حسب زعمها، تضمن الإعلان عن عقد الاجتماع الأول للجنة برئاسة "فيصل المقداد".
وقال وزير خارجية الأسد إن "الفضل الأساسي في الجهود المبذولة لتطهير المناطق الملوثة بالألغام يعود لضباط وأفراد الجيش والقوات المسلحة"، الذين قال إنهم "ضحوا بأرواحهم لإنقاذ حياة السوريين وادعى أن ما قام به الجيش من عمل كبير في هذا المجال يفوق التوقعات"، على حد قوله.
وزعم "المقداد"، أن جيش النظام قام بإزالة "أكثر من 50 ألف عبوة ناسفة و84 ألف قذيفة غير منفجرة و45 ألف لغم متنوع وطهر أكثر من 55 ألف هكتار من أراضي الجمهورية العربية السورية من الألغام والذخائر المتفجرة"، وفق تقديراته.
وأضاف، أن النظام يبذل "الجهود الحثيثة لسبر واستطلاع المناطق الملوثة بالألغام تمهيداً لتطهيرها وتمكين السكان من العودة إلى مناطقهم وذلك بالرغم من المعاناة من التدابير القسرية أحادية الجانب"، وتحدث عن شروط سياسية تحاول بعض الدول فرضها لإعاقة حصول النظام على الدعم لنزع الألغام.
وكان اعتبر مندوب النظام الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف حسام الدين آلا، أن مخاطر الألغام والذخائر المتفجرة والعبوات الناسفة تستمر في تهديد حياة السوريين بشكل يومي، وأن العقوبات الغربية تحد من جهود إزالة الألغام وهو ما يرفع أعداد الضحايا، دون التطرق لسبب هذه الألغام والمسؤول عن انتشارها.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، قالت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها، إن الكثير من الألغام والقذائف غير المنفجرة والأجسام المشبوهة ما زالت منتشرة بمناطق محافظة درعا جنوبي سوريا، رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على دخولها في اتفاق تسوية مع النظام السوري، ويمثل ذلك كافة المناطق التي خضعت لسيطرة قوات الأسد بعد العمليات العسكرية الوحشية.
هذا وقالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقريرها الصادر مطلع نيسان الماضي بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، إن سوريا من أسوأ دول العالم في كمية الألغام المزروعة والمجهولة الموقع، مشيرة إلى مقتل 2829 مدنياً بينهم 699 طفلاً بسبب الألغام في سوريا منذ عام 2011 حتى الآن.
وتجدر الإشارة إلى أن مناطق متفرقة من ريف دمشق وحلب وإدلب ودرعا ودير الزور وغيرها من المناطق التي تعرضت لحملات عسكرية سابقة تشهد انفجارات متتالية، بسبب الألغام ومخلفات قصف طيران الأسد وحليفه الروسي، وتتعمد ميليشيات النظام المجرم عدم إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة من المناطق التي ثارت ضده، على الرغم من تواجدها في المنطقة منذ فترة طويلة، انتقاماً من سكان تلك المناطق.