النظام يسرق مساعدات مخصصة للمتضررين من الزلزال في سوريا
أكدت مصادر إعلامية متطابقة بأنّ نظام الأسد يقوم بعملية سرقة ممنهجة للمساعدات المقدمة إلى المتضررين من الزلزال المدمر في مناطق سيطرته، كما يقوم باستغلال الدعم والتبرعات رغم التحذيرات المتصاعدة بهذا الشأن.
وتصاعدت الشكاوى والكشف عن حالات السرقة التي يرتكبها نظام الأسد، كما يفرض النظام وجود "تصريح أمني"، على كل تطوع لمساعدة المصابين في مناطق اللاذقية وحلب وحماة ضمن كافة المناطق المتضررة من فعل الزلزال المدمر، كما يعيق عملهم بشكل كبير.
ونوهت مصادر طبية في مناطق سيطرة النظام إلى أنه وحتى تقديم التبرعات والمساعدات يحتاج لتصريح أمني، وتداول موالون تسجيلا مصورا لأحد الأشخاص بمناطق سيطرة النظام كشف من خلاله عن عرقلة نظام الأسد للتطوع ودخول المساعدات التي يسرقها بشكل علني.
وأكد أن النظام يفرض تصريح أمني حتى على الطعام واللباس ويطالب بتسليمه المساعدات الإنسانية ليقوم هو بالتوزيع، فيما أكدت مصادر إعلامية متطابقة وتعليقات عشرات الموالين سرقة المساعدات المخصصة للمتضررين من قبل نظام الأسد ويجري ذلك بشكل علني.
ويكشف حجم التعليقات التي تكذب مسؤولي النظام حول تقديم المساعدات التي تصل إلى مناطق سيطرة النظام ويقوم الأخير بسرقتها، حيث اختفت عشرات شحنات المساعدات الإنسانية الطارئة التي وصلت عبر مطاري حلب ودمشق وغيرها من التبرعات والمساعدات.
وكشفت مصادر إعلامية تابعة لنظام الأسد عن تعفيش سيارة محملة بالمساعدات المخصصة للمتضررين من الزلزال في محافظة حلب الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، ما يجدد التأكيد عدم جدوى تسليم نظام الأسد أي مساعدات أو تبرعات سواء عبر الجهات الخارجية أو المحلية لأن مصيرها التعفيش من قبل ميليشيات النظام الراعي الرسمي للسرقة والإجرام.
ونشر الصحفي المقرب من النظام "صهيب المصري"، أمس الأربعاء 8 شباط/ فبراير، صورة لسيارة قال إنها من المفترض أنها وصلت إلى ملعب الحمدانية في محافظة حلب، وذكر أنها مخصصة للسكان المتضررين من الزلزال وممن يفترشون الأرض في الملعب، لافتا إلى سرقة المساعدات المخصصة دون إشارته إلى المتهمين بهذه العملية بشكل صريح.
وأضاف الصحفي العامل في وسائل إعلام إيرانية، أن السيارة اختفت بشكل مفاجئ، ما دفع إلى طرح تساؤلات حول مصير الاسفنجات المسروقة، ولمن تم توزيعها؟، واختتم بقوله، "أين المواد الاغاثية والمعونات والحرامات؟ واللجان الإغاثية ماذا تعمل!؟"، واتهم موالون "ضعاف النفوس" بسرقة الشاحنة.
وتعد حادثة السرقة واحدة من العشرات كما تعد دليلا إضافيا يدعم التحذيرات المتصاعدة من خطورة دعم المتضررين عبر الجهات التابعة لنظام الأسد وذلك كون مصيرها معروف وهو السرقة ولن تصل إلى الشعب السوري أبداً، إذ يستغل النظام الكارثة للمطالبة بالدعم فقط، وهو أكثر الجهات المستفيدة من قتل وتدمير مناطق سورية بفعل الزلزال كون ذلك هو العمل الذي يقوم به منذ أكثر من عقد من الزمن.
ونشرت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد تبريرات حول التساؤلات والتشكيك بصدق وصول المعونات لمستحقيها، وتداول أخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن عدم وصول المساعدات الإغاثية إلى مراكز الإيواء في مناطق سيطرة النظام.
واعتبر مجلس محافظة حلب بأن نشر هذه المعلومات يأتي ضمن "منشورات تثير الفوضى والبلبلة حول الكارثة التي ألمت بحلب"، وزعم أن "اللجنة الإغاثية بالتنسيق مع جميع الجهات الحكومية والأهلية تواصل الليل بالنهار لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى جميع المراكز المعتمدة"
وادعى أن كل ما يشاع حول عدم وصول معونات هو غير صحيح، وقال مجلس حلب التابع لنظام الأسد إنه "يتيح للجميع المشاركة معنا ومع المؤسسات والجمعيات على الأرض لإيصال المساعدات الإنسانية الطارئة إلى جميع الإخوة المواطنين"، على حد قوله.
هذا وينتقد ناشطون دعوات تقديم الدعم للنظام ويعملون على دحض مزاعمه والمطالبة بوقوف المجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم، وتعد المناطق الأشد تضررا في الشمال السوري خارج سيطرة النظام، فكيف يفيد تمويل الأسد في مساعدة المنكوبين هناك؟ وحتى المنكوبين تحت سلطته لا يوجد أي ضمانة أن المساعدات ستصلهم، لأن نظام الأسد يواظب على سرقة المساعدات واستغلال الدعم بكافة أنواعه وأشكاله.
وتشير تقديرات بأن نسبة كبيرة من السوريين الذين يعيشون في المنطقة التي أصابها الزلزال هم ممن هجرّهم نظام الأسد من بلدانهم، وهي منطقة خارج سيطرته، ويحذر سوريون من التطبيع مع النظام أو جعله القناة الرسمية لتمرير المساعدات التي لن تصل إلى المتضررين ويعتبر ذلك أمر يتعدى الوقاحة السياسية ليصبح هزّة مضاعفة للمنكوبين، وفق تعبيرهم.