أبواق النظام تبرر "مذبحة التضامن" .. "نهلة عيسى": "طبيعي أن يخرج بعض أفراد الجيش عن عقولهم"
رصدت "شبكة شام الإخبارية" العديد من الردود الصادرة عن شخصيات موالية لنظام الأسد على مجزرة "التضامن"، بدمشق، التي حملت جملة من المبررات والذرائع وصولاً إلى النفي والإنكار وطرح النظريات التشبيحية، في تحليلات مبتذلة لا يجديها على هذا المستوى من الصفاقة سوى شبيحة الإرهابي "بشار الأسد"، كما تضمنت الردود تأييد صريح لهذه المذبحة لا سيّما على لسان الضباط والشخصيات الأمنية التابعة للنظام الذين أبدوا استعدادهم لتنفيذ ما هو أبشع منها.
وفي التفاصيل، اعتبرت الأستاذة بجامعة دمشق "نهلة عيسى"، المعروفة بمواقفها التشبيحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأنّ "الغرب يحاول إعادة إنتاج الحرب في سوريا من جديد، عبر نشر الغارديان لفيديو مجزرة مزعومة"، وأضافت بأنّ "نشر الفيديو مثير للغثيان أكثر من المجزرة، لأن الحرب بطبعها قذرة، وطبيعي أن يخرج فيها بعض الأفراد من الجيش عن عقولهم"، حسب تعبيرها.
وذكرت أنّ "إذا كانت الحرب حرب صور فلدينا مئات الألوف منها التي تدين الغرب"، واعتبرت أنّ "التسريب مجرد ذريعة تهدف إلى إعادة الشعب السوري للوراء وتقسيم سوريا وجعل روسيا تبدو في أضعف حال، ولا حل إلا الرباط خلف الجيش والدفاع المستميت عنه وعن عقيدته"، وفق كلامها.
وأما "برهان شعبان"، الذي يصفه إعلام النظام بأنه باحث ومحلل سياسي، قد كتب مقالاً مطولاً حول تسريب المذبحة، تحدث خلاله عن "تزامن مدروس ومبرمج عبر مؤسسات أمريكية بريطانية بهدف زيادة الضغط على الروس عبر الضغط على حلفائه وإظهارهم مارقين على القانون الإنساني والدولي وزيادة في شيطنة الروسي أمام الرأي العام العالمي".
ووصف "شعبان"، في مقاله بأنّ هناك هجمة غربية عنيفة لعدة أسباب منها الهزيمة في أوكرانيا وتظهر في عدة أحداث منها بيان للخارجية الأمريكية حول ثروة الإرهابي "بشار الأسد"، الذي وصفه بأنه "الرمز الجامع والأمين المؤتمن والرجل الذي أفشل المخطط الصهيوأمريكي في تفتيت دول المنطقة على أسس طائفية وعشائرية ودينية".
وحسب الكاتب الداعم للأسد "هانز خليل"، فإن "يخرج علينا منتج هوليودي وهو الفيديو المفبرك الذي يتحدث عن إعدام البعض من جرذان الناتو من قبل عناصر أمنية تابعة للسلطة السورية"، وأضاف، "كلكم تعلمون وخاصة من خدم عسكريته في الجيش السوري أو الأمن مدى الانضباط الشديد فيهم، إذا كان العسكري لايتناول طعامه دون أمر عسكري".
ويقود تحليل "خليل"، إلى أن مثل هذه الحادثة لا تحدث بلا أمر عسكري الأمر الذي يدين قوات الأسد ولا يعد تبريراً، إذ يشير إلى أن "حتى من خدم كسائق في أي فرع أمن لا يستطيع مجرد تشغيل السيارة فضلاً عن الانطلاق بها بدون أمر مباشر لذلك فرضية التصرف الشخصي مستبعدة جداً"، وقال: "لدي عشرات الأمثلة منها كنت شاهداً عليها باستحالة حتى الرد على مصدر نيران معادية بدون أمر مباشر من القائد المسؤول فكيف بتنفيذ مجزرة بهذا الحجم؟".
وحسب تبريرات خليل فإنّ "اذاً المجزرة المزعومة نُفذت باوامر عليا وهنا دعونا نسأل هل بلغ الغباء والاستهتار بضباط الأمن أن يوعزوا بتنفيذ عملية مثل هذه في حي التضامن المكشوف وأمام مرأى ومسمع الكثيرين ويكون هناك إمكانية تصويرها بل والاحتفاظ بها 8 سنوات ولم يُكشف عنها في عز الحرب والتآمر ليأتي اليوم ليتحفنا هذا العميل بتقريره الصحفي؟"، وفق تعبيره.
وقالت الدكتورة "ريم عرنوق"، عبر صفحتها على فيسبوك، في حوار بينها وبين شخص إن الكثير يسألها إذا سمعت بفيديو حي التضامن، وأجابت: ما سمعت ولن أسمع، ولن أشاهد فيديو من سنة 2013 قادم من طرف دولة في عام 2018 قصفتنا بالعدوان الثلاثي، وذكرت أن "الغارديان كاذبة حتى العظم، وعلى من يسأل عن فيديو "التضامن" أنّ يذكر بأن هناك عسكري من الحي ذاته قتل قبل أيام بقصف إسرائيلي".
وكتب أحد أبرز أبواق رأس نظام الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي، "بشار كاسر يوسف"، تعليقاً على مجزرة التضامن بقوله "على فرض هؤلاء من عناصر الجيش، فإنّ مصوّر هذا المقطع، والمشارك فيه يجب أن يتحاكم محاكمة عسكرية وميدانيّة لعدة أسباب، لأنه لوث شرف البدلة العسكرية، وشوه صورة الجيش المقدس لأنه أساء للقيادة التي يدعي موالاتها".
وذكر "يوسف"، أن يُضاف إلى أن لأنه أعطى ذريعة إضافية لاعداء البلد، المجرمين الحقيقيين يتاجروا بالإنسانية، لأنّه قد يتسبّب بحصار إضافي، أو على الأقل إطالة أمد الحصار الحالي، وهذا ما يعاني ملايين السّوريين، الأمر الذي يوافق تعليق الممثل الداعم للأسد "معن عبد الحق".
في حين اعتبر الشبيح "حيدرة بهجت سليمان"، بأنّ "الإعدام هو لمجموعة من إرهابيي داعش على يد عناصر من القوات الرديفة"، وهي ليست من ملاك جيش الأسد، زاعما أن وزارة الدفاع لدى النظام تتابع الموضوع، خلال حوار بينه وبين المذيعة الداعمة للأسد "غالية طباع"، صاحبة مطلب ضرب الأطفال في مناطق سيطرة "قسد"، بالسلاح الكيماوي، فيما تضمنت منشورات "حيدرة"، تعليقات من شخصيات إعلامية وأمنية لدى نظام الأسد تؤيد المجزرة بشكل صريح.
وكتب الصحفي لدى نظام الأسد "فراس القاضي"، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك "قبل كل من سيستغل تقرير الغارديان والفيديو ويطالب بأي شيء، نحن نطالب بالتأكد أولاً، وبالتحقيق وبمحاسبة كل من ظهر فيه، وما أكثر ما حدث بدوافع شخصية بحتة، وهذا ليس غريباً أبداً ولا جديداً في الحروب"، وفق تعبيره، وهنا يمثل "القاضي"، فئة من الموالين ممن بادرت بالتبرير بأنه يجب أن يخضع التسجيل للتحقيق، وكأنه لم يظهر هوية المجرم والضحايا وكل التفاصيل المطلوبة.
وتجدر الإشارة إلى أن قوات الأسد ارتكبت مجزرة مروعة في حي "التضامن" الدمشقي عام 2013، وكشف تحقيق لصحيفة الغارديان البريطانية عن مشهد من تنفيذها بواسطة إعدامات ميدانيّة بحق مدنيين عزّل مقيّدين يتم رميهم في حفرة إعدام من قبل قوات الأسد، الأمر الذي أثار ردود أفعال وصلت إلى الصعيد الدولي بعد الكشف عن واحدة من أفظع الجرائم الإرهابية بحق السوريين التي ارتكبها نظام الأسد في سوريا خلال عقد من الحرب الشاملة ضد الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة.