خطيب مسجد يحرض على قتـ ـل المتظاهرين ضد "الجـ ـولاني" بريف إدلب..!!
خطيب مسجد يحرض على قتـ ـل المتظاهرين ضد "الجـ ـولاني" بريف إدلب..!!
● أخبار سورية ٣٠ مارس ٢٠٢٤

خطيب مسجد يحرض على قتـ ـل المتظاهرين ضد "الجـ ـولاني" بريف إدلب..!!

تداول ناشطون على مواقع التواصل، مقطعاً صوتياً من خطبة يوم الجمعة يوم أمس، تضمنت تحريض الخطيب على قتل المتظاهرين ضد زعيم "هيئة تحرير الشام" المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، بفتوى "قتل المخالف"، وفق صوتية قصيرة "مجتزئة" من الخطبة التي امتدت لحوالي نصف ساعة.

واستشهد الشيخ "خالد التركاوي" خطيب مسجد حمزة في مدينة جسر الشغور بريف محافظة إدلب الغربي، وعضو "مجلس الشورى العام"، في الجزء المسجل والمتداول من الخطبة، بحديث ينص على أنه "من أتاكم وأمركم جميعا يريد أن يشق عَصا الطاعة بينكم فاقتلوه".

وفُسر ذكر هذا الحديث بهذا الموضع على أنه لتحريم الخروج على "الجولاني" باعتباره "أميرا للمؤمنين" وكذلك دعوة خطيرة لقتل المتظاهرين ضده، وسط تحذيرات من مغبة مثل هذه الدعوات وتسخير المنابر للتحريض والتطبيل لقيادة الهيئة التي تواجه رفضاً شعبياً وسط تزايد رقعة الاحتجاجات.

ولم يتسن لشبكة شام الإخبارية، الحصول على تسجيل الخطبة كامل للتحقق من سياق الحديث، إلّا أن عدد من المصلين في المسجد أكدوا دفاع الخطيب المستميت عن "الجولاني" وتمحور الخطبة حول تحريم الخروج على الحاكم وضرورة إطاعة أولياء الأمور.

وفرّق "التركاوي" بين "صاحب الرأي" و"من يريد شق عصا الطاعة"، وتضمنت "الصوتية المجتزئة"، (حوالي 3 دقائق فقط) رواية عن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، تنص على اختياره 6 من الصحابة للمشورة واختيار من يخلفه وأمر بقتل من يخالفهم إذا اجتمعوا على رجل منهم.

إلا أنه طرح روايات من كتب التاريخ التي لا تصح سندا، فهي من الغرائب التي ساقها أبو مخنف الإمامي الشيعي، مخالفا فيها النصوص الصحيحة، ولم يثبت بأنّ عمر حدد للصحابة أنه "إذا اجتمع 5 منهم على رجل، وأبى أحدهم، فليضرب رأسه بالسيف، وإن اجتمع 4 وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما".

وانتقد طلاب علم هذه الإساءات المتكررة للصحابة الكرام من أجل الدفاع عن عروش الطغاة الظالمين، وقال أحد طلاب العلم تعليقا على خطبة "التركاوي" "من المعيب في حق طالب العلم أن ينزل الكلام في غير محله"، مشيرا إلى أن بطلان اعتبار دعوات إسقاط الجولاني "دعوة جاهلية".

وأكد أن دين الإسلام لم يساوي يوما بين الضحية والجلاد، كيف يخاطب الشعب بالاستبداد، وشبه خطبة الشيخ في المفضلة بين الفوضى أو الجولاني بأنه يشبه كلام مشايخ النظام وأضاف "لماذا كلما خرجت الشعوب لتطالب بأن تحكم نفسها يخرج عليها أبواق السلطة ليقول لهم: إما هذا الحاكم أو الفوضى".

وكذلك انتقد طالب علم يعتقد أنه من رواد "حزب التحرير"، فتوى قتل المخالف واعتبرها من أعجب العجاب، كيف يأتي لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وينزل واقعهم على واقع الجولاني، أهؤلاء تغلبوا يا عباد الله أم بايعتهم الأمة والصحابة؟، وفق تعبيره.

وفي وقت سابق انتشرت عبر تطبيقات الدراسة الفورية، عدة صوتيات تأكدت شبكة شام الإخبارية من صحتها، صادرة عن أنصار الهيئة، ودعا أحدهم إلى عدم الإساءة لمن وصفهم بـ"رموز الدولة"، في تشابه كبير في المصطلحات التي يطلقها عادةً شبيحة النظام السوري.

وشدد المتحدث عن ضرورة مطالبة وزارة التنمية والشؤون الإنسانية لدى حكومة الإنقاذ السورية‎ بـ"أدب وأخلاق"، واقترح أن تكون المطالب متنوعة إلا أنه حذر من مهاجمة الحكومة، ويعد مُطلق هذه الصوتيات مثال على حالة التزلف التي ترافق الاحتجاجات الشعبية ضد قيادة "تحرير الشام".

وأكد عدد من المصلين في مساجد محافظة إدلب إن غالبية خطباء الجوامع تطرقوا إلى موضوع التظاهر كأحد الظواهر التي يجب أن تكون منضبطة بالحفاظ على "المكتسبات"، ما يشير إلى توزيع خطبة موحدة معدة لهذا الغرض، فيما تجاهل بعض الخطباء الحديث عن الأوضاع الحالية.

ويحذر نشطاء من خطورة التضليل والتطبيل عبر منابر المساجد وكذلك من ربط شخص بمصير شعب كامل، وفكرة القائد الأوحد إلى الأبد، ووزعت وزارة الأوقاف في حكومة الإنقاذ على المساجد في إدلب، منشورات تحث على الحفاظ على ما وصفته بـ"مكتسبات المحرر والتظاهر بالطريقة الصحيحة وعدم الانجرار وراء الفتن".

واعتبر الباحث والخطيب "أيمن هاروش"، إن الانسياق مع الرغبة العامة و السباحة مع التيار ليس بالضرورة هي الموقف الصحيح ولنا في التاريخ عبر منذ زمن الصحابة والى يومنا وليس بالضرورة شجاعة، بل الوقوف مع قناعتك التي تراها صوابا- وقد لا تكون كذلك- وتتحمل من أجلها كل متلاطمات الأمواج هو الشجاعة الحقيقية، وسبق أن اتهم بالتطاول على عمر لتبرير حكم الجولاني.

وعمدت هذه الأدوات والقفازات إلى تسفيه المطالب علما أن القائد العام لهيئة تحرير الشام قال في ظهوره الأخير إن "الواجب على أي سلطة الاستماع إلى مطالب الناس وتنفيذ المحقة منها"، وأضاف "الجولاني" أن "الكثير من الناس يطالب بحالة مثالية في المحرر، وهذا طموح جيد ونشجعه، إلا أننا يجب أن ننظر إلى الواقع بموضوعية.

وعلى غير عادة الجولاني في مواجهة الخصوم يظهر في مظهر المستمع ويخطب ود المتظاهرين، حيث أن تاريخه مفعم باستخدام القوة المفرطة والمراوغة وضرب وسحق الخصوم، في حين يبدو أنه يحاول حاليا التعامل مع الاحتجاجات حتى الآن عبر الوعود والقوة الناعمة محاولا لملمة هيبته المنهارة على إثر الصراع الداخلي الذي يعصف بالهيئة على كافة المستويات.

وفي منشور شاركه الشرعي العام لدى تحرير الشام "عبد الرحيم عطون"، قال الإعلامي "أحمد زيدان" "لم أرَ في حياتي رموزاً مشغولة بإسقاط رموز كما يفعل رموز أهل السنة والجماعة هل رأيتم الأقليات الأخرى، أو الطوائف الأخرى تفعل ذلك، وأسوأ التسقيط هذا حين يتم من قبل بعض الرموز العلمائية المشيخية"، في هجوم مبطن على الشيخ "عبد الرزاق المهدي".

وفي منشور آخر قال: "إن نجح لا سمح الله هذا الحراك في الإطاحة بكيان أهل السنة في إدلب، فلن يكون المتصدرون له من ورثته، فهم أعجز عن سدّ الفراغ، وحينها سيبوؤون فقط بتحمل مسؤوليات مآلاته دنيا وآخرة"، على حد زعمه، ورفع متظاهرون لافتة هاجمت زيدان ودعته إلى الاستقرار في المحرر ردا على ظهور ابنه متسكعا في مقاطع مصورة خارج سوريا.

ودعا مؤيدين لهيئة تحرير الشام، إلى التهدئة وعدم تصعيد الاحتجاجات، واتهمت "أيادي مأجورة"، بالعبث بالمحرر، وتقديم أموال مقابل استمرار المظاهرات المناوئة للهيئة، وشددت على ضرورة الانتظار لتحقيق المطالب وتوعدت بأن في حال انتشار الفوضى يستقدم النظام للسيطرة على المناطق المحررة.

ويتجاهل المهدد بتقدم النظام، أضرار ظهور أرتال تستعرض القوة وتعرض حياة الأهالي للخطر لا سيّما النازحين في المخيمات، ويستفز هدر الأموال والذخائر السكان ويزيد من حالة السخط علاوة على الولائم الضخمة التي تكلف بالحد الأدنى عشرات آلاف الدولارات، في وقت يعاني فيه معظم سكان الشمال السوري من صعوبات على المستوى المعيشي.

هذا وكشفت الاحتجاجات الشعبية التي تصاعدت ضد "هيئة تحرير الشام"، وزعيمها "أبو محمد الجولاني"، عن الكثير من الأشخاص المدافعين عن الهيئة، بينهم إعلاميين، مراصد، رجال دين، وغيرهم من مريدو الجولاني وأتباعه حتى في ظلمه وطغيانه، ما يظهر حجم التملق والتزلف لدى هذه الشخصيات المنتفعة من بقاء "الجولاني" على رأس سلطة الأمر الواقع فحسب.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ