"جارت أفعال "الشبيحة".. إحراق سيارة أحد منظمي الحراك الشعبي المناهض لـ "تحـ ـرير الشـ ـام"
أحرق مجهولون في ساحات الفجر اليوم الأربعاء، سيارة مدنية تعود ملكيتها لأحد منظمي الحراك الشعبي المناهض لـ "هيئة تحرير الشام" في مدينة جسر الشغور، جاء ذلك بعد ساعات من تعرض ذات السيارة لرمي بالحجارة خلال عودة المحتجين من تظاهرة في بلدة بداما ليلاً.
ووفق معلومات "شام" فإن مجهولون أضرموا النار في سيارة " الشيخ فجر خضورة"، أحد منظمي الحراك الشعبي المناهض للهيئة في مدينة جسر الشغور، تسبب ذلك في احتراقها بشكل كامل، كانت تعرضت ذات السيارة لرمي بالحجارة يوم أمس ليلاً، وخرج "خضورة" بمقطع فيديو تحدث عن تعرضهم للضرب بالحجارة خلال عودتهم من التظاهرة.
هذه الأفعال تجاري أفعال الشبيحة - وفق تعبير نشطاء الحراك الثوري، واصفين الفعل بأنه أسلوب رخيص من قبل الموالين لـ "هيئة تحرير الشام" وقواها الأمنية، التي بدأت بتطبيق ذات الأفعال في التعرض لمنسقي الحراك الشعبي في عدة مناطق في ذات التصرفات.
ووفق نشطاء فإن "هيئة تحرير الشام" باتت تتبع "القوة الناعمة" في مواجهة الاحتجاجات الشعبية، من خلال سلسلة من الممارسات والتعديات والتضييق والترهيب على القائمين على الحراك الشعبي المناهض لها، دون اللجوء للخيار الأمني المباشر، لإدراكها إن هذا الخيار سيكون له عواقب عسكرية بعد كسر حاجز الخوف لدى المدنيين في عموم المنطقة.
ومن أساليب هذه القوة، اللجوء لخلق مشاكل وتعديات مع المنظمين للحراك، وتسجيل دعاوي قضائية بحقهم، يكون الطرف الثاني فيها موالين للهيئة أو حتى أمنيين بلباس مدني، جرت تلك الحوادث في سرمدا وأريحا وجسر الشغور مدينة إدلب، وأسفرت عن تعرض المنظمين للضرب والإهانة واعتبار تلك الحوادث مشاكل عرضية.
وسبق تعرضت سيارة الناشط "مفيد عبيدو" في مدينة أريحا للتكسير وسرقة المعدات الإعلامية فيها، قبل تعرضه للملاحقة الأمنية لاعتقاله، كما تعرضت سيارة "عبد الرزاق المصري" أحد كوادر حزب التحرير المفرج عنهم من سجون الهيئة للتكسير في مدينة جسر الشغور، وعدة حوادث اعتداء على متظاهرين وسياراتهم في ريف جسر الشغور الشمالي ومناطق أخرى بريف إدلب.
وكانت تصاعدت الممارسات التي تنتهجها الأجهزة الأمنية التابعة لـ "هيئة تحرير الشام" ضد المحتجين ضدها في إدلب، متخذة أساليب جديدة للترهيب والتعدي، ضمن سياسة ممنهجة لترهيب المجتمع دأبت الهيئة عبر أذرعها على ممارساتها في المنطقة منذ نشأتها، رغم محاولتها إظهار التماهي مع الاحتجاجات والادعاء بالسعي للاستجابة للمطالب.
في جديد تلك الممارسات، ووفق مصادر من إدلب، فإن القوى الأمنية التابعة للهيئة، لجأت لتشكيل "مجموعات بلطجية" في عموم المناطق التي تشهد احتجاجات ضدها في إدلب وغربي حلب، قوامها عناصر أمنية بلباس مدني، وعناصر وموالين للهيئة، تقوم على تتبع المظاهرات وإثارة الشغب والتهجم على المحتجين، دون أن يظهر لهم أي انتماء للهيئة.
هذه الممارسات وصفها نشطاء بأنها "تشبيحية وبلطجة" في صورة جديدة من الممارسات التي تنتهجها الهيئة لقمع الحراك الشعبي المناوئ ضدها، دون أن تلجأ لأساليب الاعتقال العلنية التي قد تؤجج الاحتجاجات ضدها، في وقت تواصل عمليات الرصد الأمني وإعداد التقارير يومياً عبر أذرعها لتسجيل كل المعلومات التي ستبني عليها حراكها الأمني ضد شخصيات بعينها لاحقاً.
ويحاول البعض من مريدي الهيئة، حرف مسار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير ووقف الممارسات الظالمة والإفراج عن المعتقلين من أبناء الحراك الثوري، من خلال الخروج بمبادرات تزعم الحيادية، هدفها تقويض الحراك وتقييده، علاوة عن سلسلة الاجتماعات المتواصلة التي تقوم بها مؤسسات الهيئة من رأس الهرم ممثلة بـ "الجولاني" لتهدئة الأجواء وكسب ود الأطراف التي يمكن إرضائها ببعض الإصلاحات.
وفي سياق مواز، تعمل الماكينة الإعلامية للهيئة على وسم الحراك الشعبي بأنه يتبع لـ "حزب التحرير" المناوئ للهيئة، علماً أن حراك حزب التحرير منفصل كلياً عن هذا الحراك وقد بدأ منذ قرابة 10 أشهر بعد اعتقال الهيئة كوادر للحزب وقيادات له في المنطقة، علماً أن الهيئة تحاول كسب ود الحزب حالياً من خلال الإفراج عن كثير ممن جرى اعتقالهم دون محاكمات حتى.
ويتطور شكل الحراك الشعبي المناهض لـ "هيئة تحرير الشام" الرافض لممارساتها السابقة، متحدياً آلة الترهيب الأمنية التي مورست بحق المدنيين لسنوات عديدة في إدلب، وخلقت حالة من الخوف المستمر، قبل أن تكسر تلك الحالة وتبدأ مرحلة وعي جديدة ترفض الظلم والاستبداد وتعيد للثورة رونقها الأول في رفض كل مستبد أي كان، ولتثبت من جديد أن الخيار الأمني لن يحقق إلا زيادة في الحراك.
ولا زالت الفعاليات الشعبية تواصل احتجاجاتها في عموم مناطق إدلب وريف حلب الغربي، رغم كل حملات التشويه التي سعت الهيئة لإلصاق الحراك بها، ورغم استمالة الكثير من الشخصيات عبر إرضائهم بما سمي بالإصلاحات، وحشد الموالين للهيئة، والمرقعين والمتماهين معها كلجان لتمثيل المناطق لتقويض الحراك ضدها وإنهائه.