"عداء للثورة وحقد علني على إدلب" .. من هي "أركندي" معدة تقرير "سوق السبايا"؟!
"عداء للثورة وحقد علني على إدلب" .. من هي "أركندي" معدة تقرير "سوق السبايا"؟!
● أخبار سورية ١٦ أغسطس ٢٠٢٣

"عداء للثورة وحقد علني على إدلب" .. من هي "أركندي" معدة تقرير "سوق السبايا"؟!

كشفت الصحفية الكردية "لامار أركندي"، عبر حساباتها في مواقع التواصل، عن إعدادها تحقيقاً خاصاً لموقع "العربية نت" حول "سوق السبايا في إدلب"، ليتبيّن من خلال صفحتها الشخصية التي تعقبتها شبكة "شام"، بأنها من أشّد المعادين للثورة السوريّة عامة، وسخرت حسابها وخبراتها طيلة سنوات ماضية لمهاجمة وتشويه صورة أبناء الثورة والمناطق المحررة بشكل ممنهج، مركزة على الجانب الجنسي بشكل أساسي كأداة لبث أحقادها.


 


ورغم حذف قناة "العربية الحدث" للتقرير، وكذلك حذفت الصحفية الكردية منشورها حول إعلان إعداد التحقيق لصالح قناة العربية، عن "سجون جبهة النصرة وسوق السبايا في إدلب"، ومن خلال متابعة عينة من منشورات "أركندي"، يتضح أنها تهاجم الثورة السورية وتحمل عداء علني للمناطق المحررة وتتبنى مصطلحات "إعلام قسد".


 


وتُقدم الصحفية "أركندي"، نفسها على أنها "باحثة في شؤون الجماعات الإرهابية"، لدى "العربية نت وأخبار الآن والمونيتور"، يُضاف إلى ذلك تقدم نفسها كناشطة في مجال حقوق الإنسان وتتعاون بصفة باحثة مع "المركز الأوروبي للدراسات وأبحاث الإرهاب"، وتعمل في عدة مواقع مقربة من "قسد"، وشغلها الشاغل مهاجمة مناطق الشمال وتركيا.

وهاجمت محافظة إدلب ضمن منشورات عدة تطاولت فيها على المدينة وسكانها، واعتبرت أن المتظاهرين الغاضبين من استمرار جرائم النظام وروسيا والحملة ضد مدينة درعا في عام 2017، هم عبارة عن "أطفال ولصوص"، وطالما تصف الثوار السوريين بأنهم "مرتزقة"، وقالت إن المواطنات في إدلب يعملن "عابدات جنس".


 


ولم تكتف "أركندي"، بعشرات المنشورات طيلة سنوات تكشف حجم الحقد ضد مدينة إدلب شمال غربي سوريا، بل هاجمت الممثلة السورية الراحلة "مي سكاف"، بسبب موقفها المؤيد والداعم للثورة السورية، وقالت: "أين أنت يا مي سكاف من اغتصاب المريمات اللواتي جرهن ثوار العهر والذقون إلى سجون إدلب".

وأضافت، خلال مخاطبة "سكاف"، قائلةً: "هل كنت تشعرين بألم اجسادهن وهن يغتصبن ويمزقن ويجلدن ويجبرن على اعتناق دين عاهر ولد من نزواتهم النتنة"، "هل كنت تسمعين اصوات ثوار الذقون يساومون على أجساد المريمات ويبيعونهم في سجون إدلب سبايا لمقاتليه".

وفي منشور يلخص العشرات من حالات هجومها المتواصل على إدلب، ذكرت "أين انت يامي ومريم تغتصب على بلاطات سوق العبيد في سجون إدلب"، وادّعت أن "سبايا تعرضن للضرب والاغتصاب ويجبرن على اعتناق الإسلام في سجون الإرهابيين في مناطق المعارضة السورية".

وقدرت بيع كل امرأة بمبالغ تصل 8000 دولار، وزعمت أن الرافضات تم بيعهن لتجار الأعضاء في تركيا بمبالغ تصل لأكثر من 150 ألف دولار، علما أن بتقريرها قالت إن الرافضات يتم إعدامهن، واختتمت منشورها بقولها "يامي سجون إدلب هي أسواق لبيع العبيد، السوري يبيع جسد السوريات ويغتصبها وينكل بها ويعبث بها باسم ثورة مرغت كرامات الأبرياء في الوحل والدم"، وفق تعبيرها.

ولا يحتاج كشف عداء الصحيفة "أركندي"، للثورة الكثير من الجهد حيث سخرت غالبية عملها في هوس الحديث عن "الجنس وداعش والنصرة" ولصقها بالمناطق المحررة وصياغة تقارير صحيفة يغلب عليها طابع الإثارة وعدم المهنية، ومثال على ذلك نشرها تقريرا في 2020 تحت عنوان: "شهادات مرعبة لـ"كرديات عفرين" سبايا لميليشيات أردوغان" وادعت نقل كرديات من عفرين واقتيادهن لتركيا ومنها إلى ليبيا.

واللافت إعادة نشر تحقيق "لامار أركندي"، المزعوم على أنه خاص بموقع "العربية نت"، على الرغم من أنه منشور منذ العام 2018 في موقع "زهرة الزيتون"، ومعد من قبل الصحيفة ذاتها، وبذات السيناريو والفصول، لكن يَرجع إعادة ترويج وبث هذه التحقيقات ضمن استهداف يهدف لتشويه صورة الثورة السورية.

وفي التقرير المنشور منذ سنوات تقول الصحفية الكردية نقلاً عن الناجية الإيزيدية شريهان رشو، أنها "احتجزت في سجن "عقاب" في مدينة إدلب وهو عبارة عن سوق نخاسة تديره تركيا"، وتحدثت عن رحلة العبور من الرقة عبر ريف حماة إلى جبل الزاوية في إدلب، ضمن مغالطات كثيرة منها قولها إن السجن كان يديره أمير بتنظيم داعش.

وسبق أن قالت إن تذكرة هروب داعشيات من الهول هي 30 ألف دولار و"تحرش"، وتحدثت عن قيام مراهقين بداعش بالزواج من نساء التنظيم للتكاثر، وأن نقلت عن ناجية إيزيدية قولها إن متزعم تنظيم داعش كان ينتقي الفتيات الصغيرات بشكل شبه يومي ويصطحبهن إلى منزله في الموصل، ويقوم باغتصابهن.

إلى ذلك، أصدرت جهات إعلامية في الشمال السوري المحرر، بياناً مشتركاً للرأي العام، حيث أكدت فيه أن "قناة العربية الحدث نشرت تقريراً بعيد كل البعد عن المهنية، يتضمن معلومات كاذبة متجاهلة كل الأخلاق الصحفية".

وأضافت، أن "التقرير يتحدث عن وجود سوق للسبايا والنخاسة في إدلب، وهذا الكلام غير صحيح بالمطلق، ومنذ انطلاق الثورة لم يحدث مثل هذا الأمر في كل مناطق سوريا، باستثناء مناطق تنظيم داعش"، وفق نص البيان.

ولفتت إلى أن التقرير مبني على وجهة نظر تحمل طابع سياسي لتشويه المناطق المحررة، بعد عملية التطبيع وزيارة رأس النظام بشار الاسد للسعودية التي نثمن مواقفها السابقة في دعم الشعب السوري الثائر ضد نظام الكبتاغون.

ودعا البيان العربية وكل الوكالات الإعلامية توخي الدقة والمهنية والمصداقية قبل نشر أي تقرير لما له من آثار سلبية قد تعود على أكثر من 6 مليون مدني يعيشون في المناطق المحررة، ويذكر أن الجهات المشاركة البيان هي "اتحاد الاعلاميين السوريين" واتحاد إعلاميي حلب وريفها"، و"رابطة الاعلاميين السوريين".

هذا وأثار التقرير الوارد عبر قناة العربية جدلاً واسعاً، حيث اعتبر أنه ضمن خطة تستهدف مناطق الشمال السوري التي تضم ملايين المهجرين، ومما أثار حالة السخط والاستياء هو بناء التحقيق على المغالطات، يترجم فيه خلال فقرات الحديث عن إدلب حالة الحقد والبغض الشديد الذي تحمله معدة التقرير للثورة السورية عموماً ولمحافظة إدلب خصوصاً، الأمر الذي يبدو قد دفعها إلى الافتراء والتضليل الإعلامي، في ظل ملاحظة التحول في تعاطي بعض وسائل الإعلام العربية مع الثورة السورية في سياق التطبيع مع الأسد.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ