قرار وقف إطلاق النار أم قرار بإنهاء "المعارضة"
قرار وقف إطلاق النار أم قرار بإنهاء "المعارضة"
● مقالات رأي ٢٢ فبراير ٢٠١٦

قرار وقف إطلاق النار أم قرار بإنهاء "المعارضة"

الجائل في تفاصيل وحيثيات القرار الأمريكي – الروسي المبارك والمعمد من الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي باراك أوباما، يوقن أن القرار فيه الحسم النهائي بأن لا تهديم لنظام الأسد ولا لأي طرف وقف بجانبه، في حين هناك تحطيم للثورة السورية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وما استثناء "الجماعات الإرهابية" إلا السكين المسنون والجاهز للقضاء على كل رافض أو ممتعض من الضرب الذي سيتلقاه في المستقبل.

البنود السردية والحاسمة اتجاه الثوار بكافة تسمياتهم لا تسمح بأي حركة تحضيرية في حال فشلت الهدنة، فلا سماح بالتسليح ولا التحضير، بل ستكون معرضة للضرب بيد من فولاذ من حيث لا تحتسب، فمصطلح "الجماعات الإرهابية" الذي لم ترى النور قائمته سيكون في السيف المنهي وبشكل تدريجي، وفق دراماتيكية فصيل حتى لا يبقى أحد، بكل ما للكلمة من معنى.

وغياب أي إشارة لجميع المليشيات الطائفية والعرقية والقومية، الذين يزيد عددهم عن خمسين، هو دليل أن كل من وقف إلى جانب الأسد نال نصيبه من الحماية الدولية وبقرارات مباركة من أكبر دولتين.

وعمد نص القرار على تسمية قوات الأسد ونظامه بـ "حكومة الجمهورية العربية السورية" الأمر الذي يعطيها كامل الشرعية، فيما تم الاكتفاء بذكر المعارضة المسلحة بمصطلح يشعرك بأنك تتعامل مع "حفنة" وفق وصف أوباما للثوار الذين هزموا قوات الأسد ومن ثم إيران، ولكنه جزم بخسارتهم أمام ثاني أكبر قوة في العالم ألا وهي روسيا.

ولكن هناك من يقول إن الاتفاق بصيغته الحالية، وهو سيفشل لا محال وفقهم، هو بمثابة نهاية الفرصة التي منحت لروسيا للتحكم بالملف، وما هو إلا دليل ادنة دولي على أن روسيا عجزت عن الحل ولذلك عليها لا تنحي جانباً وترك الملف لمن هو قادر على ذلك، وإن كان هذا الرأي غير دقيق ولكن فيه من الواقعية ما يمنحه صك القبول سيما حجم التنازلات التي قدمها العالم أجمع ورضخ لها.

اليوم مع الإعلان الروسي الأمريكي عن الاتفاق والاستعداد للتنفيذ وتجهيز أسلحة الهجوم على مخالف له، نجد أن بشار الأسد يمارس حياته الطبيعية ويصدر مرسوم بتحديد انتخابات مجلس الشعب في آذار القادم، الشهر الذي ستكون خلاله مفاوضات السلام تدور في أروقة سويسرا، في خطوة ليست بغريبة من نظام فيه من الغباء والخبث، بحيث تثق تماماً أن ما سيتكون في جنيف ما هو إلا عبارة عن لعبة إضاعة الوقت ريثما يتم التحضير للإجهاز على ما تبقى من المعارضة التي سيتم تصفيتها رويداً رويداً بسيف "الجماعات الإرهابية".

ولا شك أن الاختبار الأول سيكون ظهر الجمعة القادم بين من سيعلن تمرده (وهو محق) على الهدنة ليكون على رأس قائمة الإزالة، وبين من سيلتزم (وهو محق أيضاً)، ليكون على القائمة التالية، ولا مناص إلا باتفاق واحد على ما يبدو، و هو الاستمرار في القتال في ظل عالم أجمع على الإنهاء.

المصدر: شبكة شام الإخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ