اذا أردت متابعة أخبار "داعش" فيجب عليك أن ....
اذا أردت متابعة أخبار "داعش" فيجب عليك أن ....
● مقالات رأي ٩ نوفمبر ٢٠١٥

اذا أردت متابعة أخبار "داعش" فيجب عليك أن ....

تعتبر متابعة الأخبار العائدة لـ"داعش" من أصعب الأمور و أكثرها إثارة ، و بحاجة إلى نوع من العناد الصحفي و التفرغ العقلي و الجسدي ، حتى تتمكن من الإرتباط بهذه المنظومة الإعلامية التي لاتعرف من يقودها ، و إنما تجرك خلفها من مكانٍ ، لآخر في متوالية معقدة للغاية .

وتستهوي منظومة "داعش " الإعلامية أي عامل في مجال الإعلام ، للدخول في تفاصيلها و قراءة ما بينا سطورها ومعرفة نقاط الإرتكاز و آلية العمل ، سيما أنها (للحقيقة) لديها قوتها وقوة ترابطها و نجاحها في التغلب على المعوقات و الإختراقات ، و بقيت تنبض ، وترسل الرسائل التي ترغب بها و في التوقيت المناسب و المطلوب من قبل راسمي الخط الإعلامي ، و تحقق النتائج الأكثر من ناجحة ، بحيث استطاع تنظيم مثل هذا ، حديث العهد زمانياً و لنقل فكرياً لتفرده عن كل سابقيه ، و تمرده على القواعد التي ألفناها أو درسناها ، إستطاع البقاء و الإستمرار في عمله على الساحة الإعلامية ، وبات مركزاً و مصدراً للخبر في مناطق السيطرة "الداعشية" مع وأد أي وجود مهما صغر لأي طرف إعلامي محايد أو معارض .

ويعتبر موقع التواصل الإجتماعي "توتير" هو المضمار الأصيل و الأساسي للتحركات "الداعشية" الإعلامية ، فالتنقل بين التغريدات "التويتات" يجعلك تدور في فلك الرتم الموسيقي الذي تعزفه جوقة ، يديرها قائد أو اثنين ، بشكل غير ظاهر ، قد يستحيل الوصل إليه ، فكأن أوامره بالنشر و التركيز تصبح شيء من المقدسات التي لا ترفض أو تجد إعتراض .

وما إن يعطي "الآمر" البذرة ، فما هي إلا دقائق لتجد هناك غابة غير معروفة الحدود الإتجاهات تبدأ بالنمو هنا و هناك ، و تجد الفكرة مطروحة في كل نقطة أمامك على الشاشة .

ومتابعة حسابات المتوالية الإعلامية ، هو بحد ذاته تحدٍ كبير يقف أمامك ، إذا ما كنت من المتابعين لهذا التنظيم ، فعمليات إلغاء الحسابات حالة تشبه "النار بالهشيم" ففي لحظ وحدة يختفي الجميع من بين "المتابعين" عندك ، وكمعلومة إعتراضية يصل عدد الحسابات المحذوفة على توتير و المناصرة لـ"داعش" أو المروجة للعنف إلى قرابة 50 ألف حساب يومياً ، وبعد الحذف الجماعي المفاجئ تتحول إلى أعمى ، لتعاود من جديد البحث عن رأس الخيط ، وما إن تجده من خلال هاشتاغ "#الدولة_الإسلامية" أو "#الخلافة" ، ليأتيك الحسابات على شكل أمواج تتراطم أمامك و لست بحاجة إلا للإسراع في كبس زر "متابعة" ، لتدخل الجو من جديد ، الجو الذي لايطول بقائك بداخله وقتاً مديداً ، فقد يكون بضع ساعات في أحس الأحوال ، أو ساعة أوأقل في أسوء الحالات ، وتحديد مدة هذا الوقت ، يعود لمدى أهمية الحدث الذي تسببت به داعش أو صنعته ، فإن كان جلل فيعني أن الوقت يكون قصير و تكون عملية الإلغاء كعملية انتحارية داخل مجمع سكني ، أما إن كان الحدث المتوافر على الساحة ليس لـ"داعش" يد فيه ، فيعني أنك ستنعم بوقت قد يكون ليومين أو ثلاثة من حالة البحث الهستيري المتواصل .

يتمتع مناصروا "داعش" الإلكترونيين بشيء غريب من حيث الإصرار على العودة بعد كل حذف يطال حسابه ، و قد يصل عدد مرات الحذف في يوم واحد إلى أكثر من عشر حسابات، ورغم ذلك يعود للتغريد بعد فترة قصيرة ، وكأن هناك فريق متخصص بخلق الحسابات و توزيعها و إعمارها بالأخبار و التغريدات التي تناصر "داعش" ، مظالمة كانت أم ظالمة .

و لعل هذا النشاط يحيطه الشكوك من جهات ، من حيث من يمهد لهؤلاء الطريق و يفتح الفضاء أمامهم ، و يجعلهم يغزون العقول بشكل منظم ، وحتماً لن تصل لشيء ، لا "Ip" يساعد ولا أي اي شيء يمكن الإستناد عليه .

وفي متابعة منظومة "داعش" ليس عليك سوء المتابعة ، دون أن يكون لك الحق في الدخول في عوالمهم السرية ، أو خرق منظومتهم التي تحرس بشكل متين .

داعش ليست وحش يقبع في الداخل ، و إنما يمتد ليشمل كل من يحاول الإقتراب منها ،و هاجس فهمها ، معرفة آلية العمل شيء من الضروب المستحيلة ، التي يسعى كل العالم لفك طلاسمها ...

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ