فقراء ريف حماة الشمالي يواجهون الموت بكافة أشكاله
فقراء ريف حماة الشمالي يواجهون الموت بكافة أشكاله
● أخبار سورية ٢٧ أبريل ٢٠١٧

فقراء ريف حماة الشمالي يواجهون الموت بكافة أشكاله

يشيع أهالي مدينتي اللطامنة وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي شهدائهم بشكل شبه يومي,نتيجة القصف المكثف من قبل طيران العدوين الروسي والسوري بالإضافة للقصف براجمات الصواريخ والذي إزدادت وتيرته بالتزامن مع إطلاق الثوار لمعركتي "وقل إعملوا" و "في سبيل الله نمضي" في ريف حماة الشمالي.


ما إن بدأت حينها حواجز النظام وميليشياته تتهاوى أمام ضربات الثوار حتى صب طيران العدوين الروسي والسوري جام غضبهم على من بقي من أهالي مدينتي كفرزيتا واللطامنة من المدنيين والذين كان يقدر عددهم بحوالي 1500 عائلة,ومع تكثيف القصف بشكل كبير  في الآونة الأخيرة إضطر عدد كبير منهم للنزوح شمالاً إلى أماكن أكثر أمناً مع إرتفاع أعداد الشهداء.


اللافت في الأمر حسب الناشط شحود الجدوع من مدينة كفرزيتا أن معظم الشهداء في الآونة الأخيرة هم من الفقراء والعمال الذين يكسبون قوتهم بشكل يومي والذين أضناهم النزوح وتكاليفه في ظل غلاء الأسعار وإرتفاع آجار المنازل بشكل كبير في ريف إدلب بشكل يتجاوز قدرة النازحين.


أشار الجدوع أنه مع تكثيف القصف في الفترة الأخيرة فإن من بقي من أهالي المدينتين بالإضافة للنازحين القاطنين فيهما والذين لم يتمكنوا من النزوح يذهبون يومياً للأراضي الزراعية أو ينزلون إلى الكهوف لتفادي القصف ولكن مع تعمد الطيران إستهداف الأراضي الزراعية والقصف بالصواريخ الإرتجاجية التي تؤدي إلى ردم الكهوف على رؤوس قاطنيها يزداد أعداد الشهداء والذن معظمهم من الفقراء والعمال  حيث شيعت مدينة كفرزيتا 5 شهداء منذ أسبوع كلهم من الفقراء والمعدمين مادياً.


وبالتالي أصبحت الكهوف التي كانت ملاذهم الأخير غير آمنة بسبب إستهدافها المتعمد من قبل الطيران الروسي وفي حال إستخدام الكيماوي الذي ينتشر في الأماكن المنخفضة كما حصل من قبل في ريف حماة وفي مدينة خان شيخون.


أكد الجدوع أن معظم من بقي في المدينتين يعلمون أن بقائهم يشكل خطر كبير على حياتهم ولكن لا قدرة لهم على النزوح وإستئجار منزل في ريف إدلب ولا حتى الذهاب إلى مخيمات الشمال وإستئجار أرضية خيمة بالإضافة لشراء الخيمة نفسها.


وفي ذات السياق أخبرنا الإعلامي عبد الحميد الشحنة أن معظم  أهالي المدينتين هم من المزارعين الذين دفعوا تكاليف زراعة أراضيهم وريها وبعضهم إستدان لزراعة أرضه,ومع حصول النزوح قبل موسم الحصاد يخسر الأهالي مصدر دخلهم وعند إضطرارهم للنزوح في الآونة الأخيرة إلى ريف إدلب واجههم موضوع غلاء آجار المنازل بشكل كبير وكلما توجه النازحون شمالاً إرتفع الأجار خاصة مع إرتفاع الأسعار وتقلب سعر صرف الليرة السورية مما جعل معظم أصحاب المنازل يطلبون أجرة منازلهم بالدولار فبعض المنازل ب 50 $ و70$ و100$ حسب وضع البيت وتجهيزه وأمان المنطقة.


أردف الشحنة أن إرتفاع آجار المنازل أمر غير مقبول بما لا يتناسب مع وضع النازح ووضع المنزل لأن بعض المنازل مبنية على عجل أو قديمة جداً ولا يتوفر فيها أي تجهيزات.


أكد الشحنة أن سبب لجوء قسم من النازحين من ريف حماة للإستئجار في محافظة إدلب يعود لسوء الخدمات في المخيمات إضافة للفساد المستشري في إدارة المخيمات والتي نتج عنه بيع الخيم للنازحين وبيعهم حتى مكان الخيم,ناهيك عن أن بعض النازحين يفضلون الإستئجار في ريف إدلب ليكونوا أقرب لمناطقهم من أجل توفير المواصلات كون قسم منهم يضطر للذهاب يومياً إلى مدينته للعمل بالإراضي الزراعية.


كل هذه الأمور جعلت الفقراء والعمال لا يستطيعون تحمل هذه التكاليف وفضلوا البقاء تحت القصف مما جعلهم يفقدون حياتهم يومياً في ظل غياب أي دور للمنظمات في مدينتي كفرزيتا واللطامنة كونها قريبة من خطوط الإشتباك,فلا المخيمات التي أصبحت حلم بالنسبة لهم تستقبلهم ولا ريف إدلب الذي أضناهم إرتفاع آجار منازله يستطيعون تحمل نفقات الإنتقال إليه بالرغم من أن قسم ممن يؤجرون منازلهم هم في الأصل يسكنون في مخيمات الشمال ومخيمات تركيا ويتلقون المساعدات من المنظمات هناك,فمن يتحمل مسؤوليته تجاههم ويساعد هؤلاء الفقراء ؟

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ