أحرار الشام تمرغ أنف إيران ... وتجبرها على طلب الهدنة
أحرار الشام تمرغ أنف إيران ... وتجبرها على طلب الهدنة
● أخبار سورية ١٣ أغسطس ٢٠١٥

أحرار الشام تمرغ أنف إيران ... وتجبرها على طلب الهدنة

لعل دخول إيران بشكل رسمي على خط التفاوض المباشر مع الفصائل العسكرية العاملة على الأرض السورية بمعزل عن الوسيط المتمثل بالنظام أو الواجهة التي كانت إيران تتخذها في حربها ضد أهل السنة على أرض الشام في سعيها لتحويل سوريا لمستعمرة لها بعد تشييع العراق ولبنان وحاجتها لربط البحر المتوسط بإيران براً في سبيل السيطرة على حوض البحر المتوسط من الجهة الشرقية وفرض خارطة جديدة في الشرق الأوسط تكون ورقة رابحة بيد المستعمر الإيراني الساعي لمنافسة الدول الكبرى والوصول لقائمة الدول العظمى بغية الهيمنة على موارد الدول الصناعية والنفطية للتحكم بالإقتصاد العالمي ولكن هذه الأحدام سرعان ماتبددت بعد إنطلاق الثورة السورية المباركة ضد رأس النظام السوري الذي يعتبر اليد الطولى لمللة طهران في الشرق الأوسط وأوصلت طهران لأن تخوض حرب استنزاف طويلة الأمد في سوريا للحفاظ على ركائزها في المنطقة لتزج لاحقاً حزب الله اللبناني في المعركة السورية ثم مرتزقة الحرث الثوري وألوية أبو الفضل العباس وعناصر وميليشيات أفغانية بغية مساندة النظام السوري في حربه ضد الشعب الثائر في عموم سوريا .

وبعد أكثر أربع سنوات من الحراك الثوري وتمكن الفصائل المسلحة على الأرض من تحقيق انتصارات كبيرة في مناطق عدة لاسيما الشمال السوري والتي أوصلت طهران لمرحلة الرضوخ وطلب التفاوض من الفصائل الكبرى في سوريا ولاسيما بعد أحداث الزبداني التي عملت طهران وأذنابها على تطويقها ومحاولة السيطرة عليها بغية تأمين الحدود السورية اللبنانية والتخلص من الوجود السني في المنطقة والذي تعتبره خطراً على استمرار وجودها في المنطقة ولكنها فوجئت بالصمود الأسطوري لأبطال الزبداني في وجه أعتى قوة بربرية لأكثر من شهر مع استمرار المعارك في المنطقة وتكبيد قوات النظام وحزب الله خسائر كبيرة هذا بالإضافة لعمليات النصرة لمدينة الزبداني والتي كان أبرزها معركة الفوعة وكفريا في إدلب حيث تحاصر حركة أحرار الشام الإسلامية بلدتين مواليتين من الطائشفة الشيعية تتواجد فيها مئات العناصر من الحرث الثوري وحزب الله بينهم ضباط كبار تحرص إيران على حمايتهم وإمدادهم بالمؤن بشكل يومي عن طريق الطيران الحربي والمروحي .

ولأن حركة أحرار الشام الإسلامية القوة الفاعلة في مواجهة التمدد الإيراني في الزبداني وهي القوة التي تملك الورقة الرابحة في حربها ضد إيران من خلال محاصرتها لبلدات الفوعة وكفريا فرضت على إيران أن ترضخ وتطلب التفاوض معها في ملف يضع وقف الحرب على الزبداني مقابل وقف الحرب على بلدتي الفوعة وكفريا فكانت مفاوضات اسطنبول بين الوفد الإيراني ووفد من الحركة بمعزل عن الوسيط السوري المهزوم سياسياً وعسكرياً وبعد تكتم الحركة عن المفاوضات حتى جاء الإعلان المدوي برفضها للمطالب الإيرانية في إخراج السنة من الزبداني وتسليمها لطهران والإعلان عن استئناف المعارك الرامية للضغط على النظام وإيران في الفوعة وكفريا وبعد معركة بدأت بتفجير نفق أرضي وعربة بي أم بي وتمكن الحركة من كسر الطوق العسكري في دير الزغب والصواغية على مشارف الفوعة سعياً منها للضغط أكثر على النظام وطهران بالتوازي مع عجز النظام في التقدم في الزبداني لتحقيق توازن في القوى فرض على طهران طلب هدنة مع الحركة لوقف العمليات العسكرية في الفوعة وكفريا مقابل وقفها في الزبداني ولعل هذا ماأرادته الحركة من وراء عملياتها الرامية للضغط على إيران أكثر من السيطرة على الفوعة وبالتالي الحفاظ على ورقة الضغط بيدها حتى تحقيق كامل مطالبها في وقف الحرب المستعرة على الأهل في الزبداني ومناطق أخرى قد تصل إليها المعركة التفاوضية بين الطرفين .

وتشكل هذه الهدنة سابقة في مفاوضات الحرب في سوريا، فهي لا تشبه ما حصل منذ أكثر من عام  في حمص القديمة وخروج الفصائل المسلحة منها وفق تفاوض بين إيران وتركيا، بالتنسيق مع الحكومة السورية، خاصة بعد الاتفاق النووي وتسارع وتيرة المبادرات لحل الأزمة السورية .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ