تنظيم الدولة في درعا يعدم قادته صباحاً و غارات مسائية تقتل البقية .. هل يتم تصفيته أم هناك ما يدبر؟
تنظيم الدولة في درعا يعدم قادته صباحاً و غارات مسائية تقتل البقية .. هل يتم تصفيته أم هناك ما يدبر؟
● أخبار سورية ٧ يونيو ٢٠١٧

تنظيم الدولة في درعا يعدم قادته صباحاً و غارات مسائية تقتل البقية .. هل يتم تصفيته أم هناك ما يدبر؟

تعرض تنظيم الدولة في درعا ، لضربتين مؤلمتين تسببتا بفقده لعدد كبير من قياداته ، في الوقت الذي تزامنت فيها العمليات مع حملة عسكرية مجنونة تقوم بها المليشيات الايرانية على مدينة درعا.

 

الأخبار المتلاحقة من حوض اليرموك في درعا ، تشير إلى وجود أمر دفين يتم العمل على اظهاره للعلن من خلال سلسلة من التصرفات الممهدة ، في مشهد قد تكون درعا معه تأخذ منحى جديد.

 

و نفذ يوم أمس ، حكم الإعدام بحق قيادات جيش خالد بن الوليد المبايعين لتنظيم الدولة والمؤسسين بتهم العمالة لإسرائيل والأردن ، تبعها بعد ذلك في الساعات الأولى من فجر اليوم حملة قصف جوي متتالية تسببت بمقتل باقي القيادات.

 

و لعل الإبهام والغموض الذي يحيط ملف تنظيم الدولة في درعا ، ازداد مع الأخبار التي وردت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ، الأمر الذي يفتح السيناريوهات في كافة الاتجاهات ، و لا يمكن استثناء أي اتجاه.

 

تشكل تنظيم الدولة في ريف درعا الغربي في منطقة حوض اليرموك، والتي تشمل عدة قرى وبلدات أهمها الشجرة ونافعة وجملة وعين ذكر وعابدين وغيرها، بين عامي 2013 و2014، بدأت بلواء شهداء اليرموك الذي يقوده شخص يدعى أبو علي البريدي الملقب بـ "الخال"، حيث كان اللواء مصنفاً ضمن غرفة عمليات الموك ويتلقى الدعم المباشر منها، ولكنه بعد صعود نجم تنظيم الدولة، قام البريدي بمبايعة تنظيم الدولة في بادئ الأمر بشكل سري.

 

حارب البريدي ولوائه فصائل الجيش الحر والفصائل الاسلامية من بينها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، وبسط سيطرته الكاملةعلى قرى حوض اليرموك، وأصدر قوانين وتشريعات لحكم إمارته في المنطقة، وكان "البريدي" ينكر بشكل مستمر بيعته لتنظيم الدولة مع أنه كان يتلقى الدعم المباشر المادي والمعنوي مباشرة من قيادات تنظيم الدولة في الرقة.

 

وقعت معارك عنيفة جدا بين فصائل الجيش الحر والإسلامية من جهة وبين لواء شهداء اليرموك من جهة أخرى سقط فيها العديد من القتلى من الطرفين، استمرت فيها المعارك لأكثر من سنتين، تمكنت فيها جبهة النصرة من قتل قائد اللواء "الخال" بعملية انتحارية أدت لمقتله وعدد من العناصر.

 

ومن ثم تطورت الأحداث في المحافظة حتى أصبح في كل يوم عملية اختطاف وقتل وتفجير واغتيال، ولم يسلم منها أحد، استشهد فيها أسامة اليتيم رئيس دار العدل في حوران واختطف فيها يعقوب العمار رئيس مجلس محافظة درعا الحرة والذي استشهد فيما بعد بعملية انتحارية، وغيرهم من قيادات الجيش الحر، حيث تم اكتشاف خلية تابعة لحركة المثنى الإسلامية تقوم بهذه الأعمال، الأمر الذي فتح باب المواجهة بين الحركة وبين فصائل الجيش الحر.

 

هربت قيادات حركة المثنى الإسلامية إلى حوض اليرموك وتمت حمايتهم من قبل لواء شهداء اليرموك هناك، وبعد قرابة الشهر تقريبا تم الإعلان عن جيش خالد بن الوليد وهو عبارة عن انصهار الفصيلين مع بعضهما، ولكن بنفس قيادات لواء شهداء اليرموك وتهميش قيادات المثنى، وهذا له ما بعده.

 

في شهر يناير 2017 أعلن عن مقتل ناجي المسالمة قائد حركة المثنى الإسلامية في غارة جوية من طائرات التحالف في مدينة الميادين بريف ديرالزور، ليتضح فيما بعد أن الخبر غير دقيق ، حيث وردت معلومات مؤكدة لشبكة شام من عدة مصادر تؤكد تواجد ناجي أيوب مسالمة في تركيا متنقلا بإسم وهوية مزورة وهو ملاحق من قبل السلطات التركية.

 

قبل عامين ونيف وصل إلى حوض اليرموك بريف درعا الغربي عناصر عسكرية وشرعية تابعين لتنظيم الدولة قادمين من الرقة، قاموا بعدها بتسلم مقاليد السيطرة بشكل كامل، وأصبحت هناك مشاحنات بين المؤسسين وبين القادمين الجدد، لتصل بعدها إلى اعتقال كافة المؤسسين لتنظيم الدولة في درعا من بينهم أبو عبيدة قحطان وأبو تحرير الأردني الأمير العسكري ونضال البريدي "أخو الخال" وابن أخيه خالد، وأيضا أبو الحسن النواوي المسؤول الأمني وشقيقيه عدي، وأخيرا بو جراح الجاعوني أحد المؤسسين الأوائل.

 

بعد 6 شهور من الاعتقال في سجون التنظيم بتهم عدة أهمها التعامل مع المخابرات الإسرائيلية والأردنية وتهم أخرى تتضمن الفساد الأخلاقي والمالي، تم يوم أمس اعدامهم جميعا حسب مصادر في منطقة الحوض قالت أنه تم إعلام ذويهم أنه قد تم قتلهم، وأشارت مصادر أخرى أكدوا مقتلهم جميعها وقالوا انهم قد شاهدوا عملية الإعدام.

 

وبعد أقل من 24 ساعة من إعلان إعدامهم نشر خبر آخر مفاده أن غارات جوية من قبل طائرات ، لم تعلن أي جهة حتى اللحظة عن تبعيتها لها ، في حين تشير مصادر ميدانية أنها تابعة للتحالف الدولي ، و شنت هذه الطائرات أغارت على المحكمة الشرعية في بلدة الشجرة قتلت القائد العام لجيش خالد ابو محمد المقدسي والشيخ المهاجر أبو دجانة الإدلبي والشيخ أبو عدي الحمصي العسكري العام، بالإضافة لمقتل 20 عنصرا آخرين.

 

و لكن يبدو أن المرحلة الذي تم “اعدام - غارات” ، لم تنهي التنظيم إذ عاود إعادة ترتيب أوراقه مع اختيار قائد جديد لـ”جيش خالد بن الوليد” يدعى محمد رفعات الرفاعي "ابو هاشم العسكري" أصله من بلدة تل شهاب، ولا تتوفر معلومات عنه سوا أنه قائد عسكري سابق في لواء شهداء اليرموك.

المصدر: شبكة شام الكاتب: محمد أبازيد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ