تخلق انطباعاً مغايراً للواقع .. محتوى برامج "تحرير الشام" الترفيهية يثير الجدل بإدلب
تخلق انطباعاً مغايراً للواقع .. محتوى برامج "تحرير الشام" الترفيهية يثير الجدل بإدلب
● أخبار سورية ١ أبريل ٢٠٢١

تخلق انطباعاً مغايراً للواقع .. محتوى برامج "تحرير الشام" الترفيهية يثير الجدل بإدلب

أثار المحتوى المقدم عبر "برامج ترفيهية" يدعمها الذراع الإعلامي لـ"هيئة تحرير الشام"، الجدل وسط انتقادات لما يقدم عبر تلك البرامج وما اعتبر سياسة ممنهجة لخلق انطباع غير واقعي عن السكان في الشمال السوري المحرر، وفقاً لما لاحظه متابعون خلال مشاهدة هذه البرامج.

ويأتي ذلك بعد أن تخلل المحتوى الإعلامي الذي كان يقوم على تقديم محتوى محلي وسياسي ساخر، "مسابقات" يطرح خلالها عدة اسئلة مبهمة و"غير علمية" تهدف إلى خداع المتسابقين.

ويجري خلال تصوير المسابقات استغلال مقدم البرنامج لعامل الصدمة من الظهور أمام الكاميرا بشكل مفاجئ، ليطرح سؤالاً غامضاً ليصار إلى استخدام الجواب بطريقة ساخرة في التسجيلات المصورة التي يبثها.

يُضاف إلى ذلك استغلال تلك الأجوبة للسخرية بعد بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي علماً أن ذلك يستوجب موافقة ومع تحقق ذلك الشرط يكون متاح نشرها إلا أن تداولها يضفي انطباعاً عن سكان المناطق المحررة تود البرامج إبرازه ويتمثل بـ"الجهل الفكري والتخلف والغباء"، ما أثار حفيظة عدد كبير من المتابعين.

فيما أثارت الكثير من الهفوات والأخطاء الأخلاقية والمهنية من مقدمي تلك البرامج منذ بداية نشاطها الذي رصدته شبكة "شام" الإخبارية قبل أشهر واستضافت مصادر مطلعة وقتذاك تحدثت عن مشروع تديره "تحرير الشام" بهذا الخصوص، بدأت ملامح نتائجه تظهر مع محاولات تشويه صورة المجتمع.

ومن بين البرامج الساخرة التي تنشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويلاحظ الترابط الكبير في خطابها للجمهور: "حارتنا ديقة - شلشتونا - أشو القصة يا خاي - فاصل منشط".

يُضاف إلى ذلك برنامج "بودكاست سوريا"، الذي يقدم محتوى سياسي وثقافي وبرنامج "وسيط الخير" المهتم بالجانب الـ"الإنساني" ضمن سلسلة فيديوهات من إنتاج الجهة المنفذة للبرامج الساخرة التي طالتها انتقادات لاذعة بسبب المحتوى المقدم عبرها.

وتناقلت صفحات محلية تسجيلاً مصوراً حول اسئلة جغرافية تعرض على المارة في شوارع إدلب، ومع نشر الأجوبة بعد تحويلها لمادة للسخرية تمثلت معظم ردود الفعل من نشطاء محليين بانتقاد نشر هذا النوع من المحتوى الإعلامي.

ومن أبرز المشاهد التي أثارت الجدل هي طلب أحد المقدمين من المارة بالجواب على سؤال "إذا شاهدت مكاناً مخصصاً لدخول الحمير هل تدخل؟"، وسط مطالبات بوضع ضوابط للمسابقات التي تنفذها بعض البرامج لا سيّما برنامج "فاصل منشط".

وكانت انتشرت في الآونة الأخيرة برامج إعلامية يجري إنتاجها وتقديمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومعظمها يحمل طابعاً ترفيهياً، ويعتبر إنتاج المحتوى الإعلامي فيها مميزاً ويشكل خطوات متقدمة في التخاطب الإعلامي وبناء جماهير ومتابعين من الداخل السوري.

إلاّ أن ناشطون حذروا حينها من وقوف "تحرير الشام"، خلف تلك البرامج في سياق سياساتها في تلميع صورتها والترويج لها عقب فشله في تمرير المشاريع الإعلامية عبر منصات تعرف بتبعيتها المباشرة للهيئة على رأسها وكالة "إباء" الإخبارية.

وسبق أن سعت اليد الخفية للهيئة وفق مصادر من خلال البرامج الخاصة التي باتت تنتشر بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي بغطاء الدعابة والترفيه لتوصيل رسائل تتطابق مع رواية الهيئة الأمر الذي وصفته المصادر بأنه يندرج ضمن ممارسات التدليس التي تتبعها "تحرير الشام".

وجاء ذلك عقب عدم أهلية الشخصيات الموالية للهيئة في نشر فكرها وسياساتها لعدم تقبلهم من قبل عامة الناس، ليصار إلى خلق شخصيات جديدة غير معلومة التوجه ويجري من خلالها بث روايات تحرير الشام ودعم إعلامها الرديف عبر تلك المنصات المستحدثة، وفق مصادر متطابقة.

هذا ولا تستبعد المصادر بأنّ غالبية منتجي البرامج ممن كانوا مدافعين عن الهيئة بأسماء مستعارة وهمية باتوا اليوم يتصدرون الإعلام عبر تلك المنصات التي تدعمها "هيئة تحرير الشام" وصناعة وتصدير تلك الشخصيات، التي يبث بعضها برامج سياسية ساخرة لا تخلو من استهتار بمشاعر الناس بطرق مبتذلة، حيث تستغل الهيئة برامج التسلية والترفيه وفق توجهاتها.

يشار إلى أنّ "هيئة تحرير الشام اتبعت طيلة السنوات الماضية وسائل وأساليب عدة في الحرب الإعلامية، سواء ضد النظام أو ضد مكونات الثورة الأخرى التي حاربتها وأنهتها وشوهت صورتها، من خلال ماكينة إعلامية كبيرة، تدار في غرف مغلقة وتشرف عليها شخصيات أجنبية مدربة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ