بعد قاعدتي "حميميم وطرطوس" .. مساع روسية لاستئجار مطار القامشلي لمدة 49 عام
بعد قاعدتي "حميميم وطرطوس" .. مساع روسية لاستئجار مطار القامشلي لمدة 49 عام
● أخبار سورية ١٢ نوفمبر ٢٠١٩

بعد قاعدتي "حميميم وطرطوس" .. مساع روسية لاستئجار مطار القامشلي لمدة 49 عام

كشفت وسائل إعلام روسية عن معطيات حول حوارات جارية لإقامة قاعدة عسكرية جوية جديدة لروسيا في سوريا، لافتة إلى أن النقاش يدور حول استئجار مطار القامشلي لمدة 49 سنة، بهدف نشر أنظمة دفاع جوية قادرة على رصد التحركات الأميركية في العراق، وفق تعبيرها.

ونقلت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الفيدرالية الروسية، عن مصادر غربية وخبراء عسكريين روس، أن المحادثات بين موسكو ودمشق تدور حول «استئجار مطار القامشلي، ودوره في تعزيز الوجود الروسي في سوريا، ومنطقة الشرق الأوسط عموماً».

ولفتت إلى أن «أوساط الخبراء، وبعض وسائل الإعلام، لا يستبعدون إمكانية أن تستأجر روسيا قاعدة عسكرية أخرى في شمال سوريا، تلبية لمصالحها في المنطقة»، مشيرة إلى نقاشات عن فترة استئجار مماثلة لاتفاقات سابقة وقعتها روسيا مع حكومة الأسد لاستئجار قاعدة «حميميم» الجوية، وقاعدة «طرطوس» البحرية، لمدة 49 سنة قابلة للتمديد.

ولم تستبعد مصادر الصحيفة أن تعمل موسكو على نشر مركز لإدارة الصواريخ، بهدف «مواجهة هجمات أميركية محتملة»، ونقلت عن معلق عسكري غربي أن «رادار (إس - 400) في مطار القامشلي سيرى منطقة بعيدة إلى الشرق، وسيتمكن من تعقب النشاط الجوي الأميركي في العراق».

وأشارت إلى أن الوجود العسكري الروسي الدائم في القامشلي، والسيطرة على المطار فيها، سوف «يساعد نظام الأسد، في السيطرة على المنطقة، والتسوية بين قيادة الأكراد ودمشق؛ وثانياً لن تسمح موسكو بعد تعزيز وجودها في المدينة للأميركيين أو الأتراك بالدخول إليها».

وأبلغ خبير في الدفاع الصاروخي الروسي الصحيفة، طالباً عدم الكشف عن اسمه، بأن «الولايات المتحدة بمغادرتها حدود سوريا الشمالية تغمض عينيها عن المناطق الاستراتيجية التي باتت تسيطر عليها روسيا»، لكنه استبعد نشر أنظمة إنذار رادار أرضية لمواجهة هجوم صاروخي محتمل بالقرب من الحدود مع تركيا في القامشلي، ورأى أن هذا الأمر «مستبعد، وموسكو لا تحتاج لنشر منظومات صاروخية إضافية في سوريا، لأن التقنيات المنشورة حالياً كافية».

وتحتفظ قوات النظام بالسيطرة على مطار القامشلي، إلى جانب مربع أمني داخل مركز المدينة التي يتقاسم السيطرة عليها مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وينصب الاهتمام الروسي في سوريا على تمكين قبضتها العسكرية وااقتصادية في البلاد لاسيما بمنطقة الساحل السوري، وكان مطار حميميم في ريف اللاذقية، الذي اتخذته القوات الروسية قاعدة لقواتها الجوية، منطلقاً لتكريس وجودها في عموم الساحل، بعد أن قررت عام 2016 توسيع المطار الذي كان معداً لاستقبال الطائرات المروحية فقط، بناء على اتفاق وقّعته مع النظام السوري في أغسطس/ آب 2015، حصلت فيه على حق استخدام هذه القاعدة من دون مقابل، ولأجل غير مسمّى.

"وإلى جانب قاعدة حميميم، أنشأت روسيا قاعدة عسكرية بحرية في طرطوس، تستوعب سفناً حربية كبيرة، وصدّق البرلمان الروسي في عام 2017 على اتفاق لترسيخ وجود روسيا في سورية، ولتمهيد الطريق أمام وجود عسكري دائم في قواعد بحرية وجوية هناك.

وتقضي الاتفاقية بإقامة مركز لوجستي للمعدات الفنية للأسطول الروسي في طرطوس لمدة 49 عاماً، كما تم الاتفاق على قيام روسيا بتوسيع وتحديث إمكانات الميناء لتقديم خدمات وتسهيلات لأسطولها، ليكون قادراً على استقبال حاملات الطائرات والغواصات النووية.

يذكر أن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس هي منطقة الوجود الروسي الوحيدة في البحر المتوسط، إذ كان الوصول إلى "المياه الدافئة" وإقامة قواعد عسكرية فيها حلماً تاريخياً للروس، يمكنهم من إيجاد نقطة ربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، ما يعني وجوداً لروسيا في قلب العالم.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ