الغارديان تعلق على كتاب يروي شهوة عائلة الأسد للسلطة وكيف دمرت سوريا
الغارديان تعلق على كتاب يروي شهوة عائلة الأسد للسلطة وكيف دمرت سوريا
● أخبار سورية ١٦ يوليو ٢٠١٩

الغارديان تعلق على كتاب يروي شهوة عائلة الأسد للسلطة وكيف دمرت سوريا

راجعت صحيفة الغارديان البريطانية كتاب بعنوان " الأسد أو نحرق البلد.. كيف دمرت شهوة عائلة واحدة للسلطة سوريا" لكاتبه الأمريكي سام داغر وهو الصحفي الوحيد في دمشق مع بداية الأحداث بين 2012 و2014.

وفي عرضه للكتاب قال إيان بلاك إن رواية سام داغر الكئيبة والمفصلة بشكل مثير للإعجاب عن تدمير سوريا، ترتكز على عاملين وثيقي الصلة فيما بينهما، وهما وجوده مع بداية الأزمة ثم دقة مصادره، خاصة ما قدمه له الجنرال السوري المنشق مناف طلاس وآخرون من رؤى عن الرئيس السوري بشار الأسد ودائرته الداخلية، وكذلك عن نشطاء المعارضة البارزين.

وأوضح الكاتب أن طلاس الذي انشق عن نظام الأسد في صيف 2012، كان أحد جنرالات الحرس الجمهوري النخبة في سوريا وأحد المقربين من بشار الأسد، وأنه لم يكن مجرد لاعب يشارك الأسد لعبة التنس، بل كان صديقه الحميم والمقرب بالفعل.

وقد انشق طلاس -كما يقول الكتاب- عندما شعر بالقلق من القمع الوحشي الذي قام به الأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في مدينة درعا في مارس 2011، بعدما قام شباب -تحت تأثير التغييرات التي حدثت في تونس ومصر وليبيا- مطالبين بالكرامة والحرية والإطاحة بنظامهم القمعي، وبدا حينها أن سوريا كانت متجهة منذ البداية إلى وجهة مختلفة وقصة أكثر دموية، حسب الكاتب.

وذكّر الكاتب بما نقل عن الأسد من قوله قبل بدء الاضطرابات وبعدها من أنه "لا توجد وسيلة لحكم مجتمعنا إلا بالنعال فوق رؤوس الناس".

وأوضح داغر أن رد فعل الأسد على أطفال درعا، كان بناء على نصيحة شقيقه الأصغر ماهر وابن عمه حافظ مخلوف، بمضاعفة القمع وبإطلاق سراح المئات من الإسلاميين الذين تم تشجيعهم في السابق على محاربة الاحتلال الأميركي في العراق بعد سقوط صدام حسين، لكنهم سجنوا عندما عادوا إلى ديارهم.

وكانت النتيجة -كما يصورها داغر- أن شعار "سلمية" الذي حملته الثورة السورية منذ البداية قد تلاشى تحت ضجيج الهجمات بالقنابل والتفجيرات الانتحارية الجهادية التي قال الكاتب إن بعضها مزيف من قِبَل النظام.

ورأى الكاتب أن الردود الدولية والإقليمية تعد جزءا مهما من هذه القصة القاتمة والمستمرة، إذ دعا الرئيس الأميركي وقتها باراك أوباما في أغسطس/آب 2011 الأسد إلى التنحي، وتلته في ذلك بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

وبحلول نهاية ذلك العام، كان عدد القتلى في سوريا قد تجاوز خمسة آلاف، وقد بلغت احتمالات التدخل الغربي، ذروتها عندما وصل طلاس إلى باريس بمساعدة عملاء المخابرات الفرنسية.

غير أن الصورة الكبيرة -حسب الكاتب- هي أن ردود الفعل الغربية المترددة قابلها عزم إستراتيجي من قبل إيران، لدعم كل من الأسد وحزب الله اللبناني، وتدخل من روسيا التي أغضبها دور الناتو في الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، في حين أن الدعم الإقليمي غير المنسق للجماعات السورية المتمردة من قبل السعودية وقطر وتركيا المتنافسة على النفوذ، ساعد في تغيير المشهد العسكري والرواية الرسمية.

وقد أوضح المؤلف أن مقتل الصحفية ماري كولفين وزميلها الفرنسي في حمص كان "له ما يبرره" بالنسبة للنظام كما أخبره جنرال سوري، كما أظهر دون أدنى شك أن الأسد هو من رتب لقتل صهره آصف شوكت وغيره من كبار الشخصيات الأمنية، فيما وصفته وسائل الإعلام الرسمية بأنه هجوم إرهابي.

ونقل داغر عن "مطلعين من داخل النظام" قولهم إن الأسد أمر قادة الجيش بالتخلي عن نقاط على الحدود العراقية مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي نهاية كتابه، خلص داغر إلى أن موافقة أوباما على استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، الذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 1400 شخص بالغوطة في أغسطس/آب 2013، كان نقطة تحول حاسمة، وقال إنه "لا يوجد حدث واحد في تاريخ الصراع السوري ساعد المتطرفين الإسلاميين في تبرير إرهابهم ورسالة الكراهية أكثر من الهجوم والطريقة التي تعامل بها المجتمع الدولي مع آثاره".

أما اللحظة الحاسمة الأخرى فتمثلت في التدخل العسكري الروسي في سبتمبر/أيلول 2015، ومنذ ذلك الحين، استعاد الأسد السيطرة على معظم أنحاء البلاد باستثناء محافظة إدلب، حيث يجري الآن النظر إلى ما يبدو أنه الفعل الأخير في مأساة سوريا.

وختم الكاتب عرضه بأن النظام في الأشهر الأخيرة، نشر شهادات وفاة الأشخاص الذين اختفوا وتعرضوا للقتل ملقيا اللوم على النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، في حين بدأ بإعادة بناء تماثيل حافظ الأسد التي دمرت منذ عام 2011 في درعا وفي أماكن أخرى.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ